للنشر الإدارة
المشاركات : 3446 . :
| موضوع: الشيخ العارف بالله سعدالدين الجباوي رضي الله عنه 17.07.10 20:29 | |
| الشيخ العارف بالله سعدالدين الجباوي رضي الله عنه ضريح الشيخ سعد الدين في قرية ( جبا ) في محافظة القنيطرة على طريق دمشق الشيخ سعدالدين الجباوي رضي الله عنه
قرية جبا الجولانية
تزخر هضبة الجولان السورية المحتلة بالكثير من الآثار الإسلامية وغير الإسلامية، ومن الأماكن المشهورة بآثارها بلدة جبا التي تبعد عن بلدة خان أرينبة 3كم باتجاه الجنوب، وتبعد عن مركز محافظة القنيطرة 25 كيلومترا، وتوجد فيها مدافن أثرية في تل كروم جبا، وفي مغارة عبيد، ومغارة الدار في بلدة جبا، وفيها من الآثار الإسلامية مسجد ومقام الشيخ سعد الدين الجباوي المنسوب إليها، ومسجده مسجل بالقرار الرقم: 66/أ تاريخ 1988م، وهذا المسجد يقع في وسط بلدة جبا، وهو عائد إلى الشيخ سعد الدين الجباوي وولده علي صاحب الطريقة السعدية المشهورة في تركيا وبلاد الشام، ويصنف مسجد الجباوي وضريحه وضريح ابنه ضمن الأماكن الأثرية التابعة لوزارة السياحة السورية، وقد وقعت جبا تحت الاحتلال الصهيوني سنة 1973م، ثم تحررت في شهر نيسان سنة 1974م.
جَبَا :
مدخل جامع الشيخ سعدالدين الجباوي رضي الله عنه بجباجبا كانت تسمى الحرش الجواني لكثرة الأشجار الحراجية التي حولها ولامتداد رقعتها .ويقول خير الدين الأسدي : الجَبا يقولون أخذها لغرض جبا يريدون : مجانا دون مقابل . ومن التركية : جبا وجابه مجانا دون عوض ( الموسوعة العلمية الحلبية المقارنة خير الدين الأسدي ج 3 ص 28 )وكانت جبا تشهد إلى فترة قريبة آثار لعمران قديم ويذكر الكثير من أهل البلدة أنه إلى الشرق والشمال من جامع الشيخ سعد الدين الجباوي رضي الله عنه كانت آثار لبناء قديم مشيد بأحجار كبيرة . وفي وسط البلدة الخربة وحول ينبوعها ( البئر الذي يتوسط الجامع الآن ) أسس الشيخ سعد الدين رباطه وجامعه ثم زرع أرضها بما يلزم من مؤونة تكفي للزوار والعابرين والمقيمين في رباطه من عساكر المجاهدين ثم توفي الشيخ سعد الدين رضي الله عنه ودفن في خلوته ودفن إلى جانب زوجته ثم ولداهها الشيخ شمس الدين محمد وابراهيم أبو الوفا , والشيخ علي الأكحل دفن خارج خلوة والده ودفن باقي أولاده وذريته داخل الرباط وخارجه وتحول الرباط فيما بعد إلى زاوية وجامع يؤمه أهل البلد والزوار من كل ناحية . وقد جدد هذا المكان الملك الظاهر بيبرس ثم تتابع الملوك والخلفاء والامراء التجديد والانشاء والزيادة في وقف الاراضي لمصالح رباط الشيخ . وممن جدده والي دمشق لالا مصطفى باشا وأنشأ تكية للفقراء السعدية في القنيطرة عندما تولى دمشق ( سنة 971 هجرية – 1563 م ) وآخر تجديد بقي أثره إلى الآن كان في خلافة السلطان محمود الثاني العثماني حيث قام بتجديد الشيخ خليل بن الشيخ سعد الدين بن الشيخ مصطفى سعد الدين من مشايخ الطريقة السعدية في دمشق الشام وذلك سنة 1246 هجرية – 1830 م فقد جدد الجامع ( القبة الشمالية والعقدين ) والمئذنة والمقام والاروقة ورقم على لوحة رخامية في الاروقة الخارجية أبيات تشير الى ذلك وهي : جامع سعد الدين نور مبين مــن لاذبه نــــــجا بيقين جدده بالله المســــــــــتعين خليل من نسل سعد الدين 1246 هجريةوقد أزيلت من مكانها ويتألف هذا البناء من قبتين جنوبية وشمالية , القبة الجنوبية تقوم فوق مقام الشيخ وتأخذ شكل نصف كروي وترتكز على قبة مثمنة وفيها نوافذ مقوسنة , أما القبة الشمالية فانها تتوسط الجامع والزاوية القديمة وهي بصلية الشكل وترتكز على رقبة مثمنة وفيها أربع نوافذ والقبتان مكسوتان بصفائح من الرصاص المضلع بستة عشر ضلعا طوليا ويصل صفيح الرصاص الى منتصف الجدار داخل صحن الجامع وقد ازيلت عند التجديد سنة 1935 م ويفصل القبتين من الداخل جدار عريض يتوسطه محراب ونافذتان عن يمين وعن شمال تطلان على المقام وقد ازيل هذ الجدار وفقد هذا المكان تناسقة الفني ورونقة المعماري .وفي الجهة الشمالية من صحن الجامع أربع أروقة قليلة الارتفاع ويعلو كل منها قبة صغيرة نصف كروية مكسوة بصفائح الرصاص والى الشمال منها قبة صغيرة ومتواضعة قليلة الارتفاع ومفتوحة من وسطها العلوي يرقد فيها الشيخ علي الاكحل بن الشيخ سعد الدين وتطل هذه القبة على صحن الجامع بنافذة حجرية بازليتية من قطعة واحدة بقياس 80x 70 سم وعليها نقوش بشكل أغصان شجرة العنب المثمرة وفيها فتحات دائرية لدخول الضوء وهذه القبة من ملحقات الأروقة التي جددها الشيخ خليل المذكور.وفي الزاوية الشرقية الشمالية تقوم المئذنة القديمة وهي مربعة الشكل ومشيدة من الحجر البازلتي المصقول وارتفاعها عادي وتحاط من الأعلى بشرفة ذات بروز حولها وسقيفة من الخشب والصفيح ويتوسطها رقبة مثمنة ومشيدة بالحجر المتناوب حتى نهايتها ثم تنتهي بتاج كروي الشكل يستند على رقبة مخروطية نسبيا ويعلوها الهلال والى الغرب من قاعدة المئذنة مدخل الجامع القديم المبني بالحجر المتناوب ويعلوه قوس عادي بأعلاه بعض زخارف نباتية على بلاطات صغيرة ويعلوها لوحة رخامية عليها طغراء السلطان عبد المجيد العثماني أما الجامع القديم فقد جدد في خلافة السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1314 هجرية – 1896 م ( بموجب البلاغ الصادر عن الارادة السنية الى ولاية سورية في 12 محرم سنة 1314 هجري تحت رقم 10 ) ويعلو ساكف مدخله لوحة رخامية نقش عليها أبيات تشير إلى ذلك ويتوسطها طغراء السلطان عبد الحميد اللثاني وهذه اللوحة بخط الخطاط الشهير يوسف بن محمد أمين الشهير رسا كاتب الطغراء الحميدية في دار الخلافة العثمانية أما ضريح الشيخ فهو في القبة الجنوبية الخاصة به وقد شيدت كما ذكر سنة 1246 هجرية وفيها مقصورة تضم ضريح الشيخ سعد الدين وهي من الحديد المشكبك كثير الاشكال وجميل الصنع ويعلو المقصورة من الجوانب الاربع صفائح النحاس بمقياس0 3x 100 سم المنقوشة بطريقة الضغط وقد رقم عليها أبيات بخط الخطاط التركي الشهير رسا تشير الى صاحب المقام وواحدة منها نقش عليها اربعة مقاطع تاريخ ولادته – وفاته – مدة عمره – تاريخ التجديد ( 1319 هجرية ) ويكسو مقام الشيخ ثوب من حرير أخضر ومبطن بقماش أبيض كتب عليه من الأعلى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) من الطرف الثاني (ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون) ومن جهة الغرب كتب فاعلم أنه ( لا إله إلا الله – محمد رسول الله – الصلاة والسلام عليك ياسيدي يارسول الله – ورضي الله تبارك وتعلى عنك يا ولي الله – ولادته في مكة سنة 460 – انتقاله 29 ذي الحجة 575 هجرية – مدة عمره 115 سنة – جدد سنة 1319 وقد نقش حول المقام أبيات كتبت بشكل مائل وتتلاقى من الطرف الثاني وهي: نلت سعد الدين سعدا مستبين من يد المختار خير المرسلين أيها الشيخ المسمى في الملا سعد دين الله ذا التقوى الأمين لك وافت من حبيب شربـــة عنوة تحيي قلوب العاشقينولقد وافتك من خير الورى شربة تشفي من الداء الدفين جل من أعطاك هذا سـيدي ثم أبقـاه لنـــسل أكـــــــرمين وقد صنعت هذه المقصورة والضريح في دمشق الشام أما الصفيح النحاسي والكسوة فقد تم صنعها في استنبول وعلى نفقة السلطان عبد الحميد الثاني وكان المشرف لى اعمال التجديد الشيخ ابراهيم السعدي شيخ الطريقة السعدية في زاوية القيمرية بدمشق وقد حمل الضريح والكسوة الجميلة والعمامة التي ما تزال على ضريحه الان على جمل وسار خلفه مشايخ الطريقة السعدية وخلفائهم والعلماء والأعيان وبعض رجال الدولة وجماعة من العسكر المرافقين إلى جبا الشام ووضعوه على المقام باسم السلطان عبد الحميد الثاني حسب المراسم المتبعة .ويذكر المسنون من أهل البلدة أن الواجهة القبلية التي فيها المقام والمحراب والركائز الاربعة التي تحمل الاقواس كانت مكسوة بالواح القاشاني القديم الملون والمزهر ويعلوه لوحة كتابية من القرآن الكريم والى يمين المحراب ويساره بعض ابيات في مدح الشيخ سعد الدين وقد ازيلت هذه الالواح ولم يبق منها الا ست بلاطات فوق المحراب وقد كتب عليها لااله الا الله محمد رسول الله وقد شوهت أطرافها عند اقتلاع ما حولها واختفى كذلك مثيلها بقة الشيخ علي الاكحل والى الشرق من باحة الجامع اربع غرف معقودة بحجر بازلتي والى الشرق والشمال غرفة يعلوها غرفة لها سلم خشبي والى الشمال غرفة اخرى شيد تلك الغرفة الشيخ خلييل المذكور سابقا وهي مخصصة للزوار والتدريس وفي سنة 1935 م ازيلت الغرف الاربع الشرقية وشيد مكانها جامع كبير يؤمه اهل البلد وقد بني الجامع من اعشار وريع الاراضي من اوقاف الشيخ رضي الله عنه .وفي سنة 1987 م أضيف اليه حرم واسع يكفي جميع أبناء البلدة وزوار الشيخ الجباوي الوافدين .الطيحة ( طيحة الشيخ سعد الدين ) :موضع الى الجنوب الشرقي من جبا 9 كم الذي تطوح اليه الشيخ سعد الدين ويقال ( ان هذا المكان هو أول موضع للشيخ سعد الدين رضي الله عنه في هذه المنطقة بعد أن لقنه والده الذكر وألبسه الخرقة وأمره بالتوجه إلى الشام وعندما وصل المكان صار يبحث له عن مكان مناسب يؤسس فيه رباطه ومسجده الى أن وصل جبا فنزل الشمال منها على نحو 1 كم في موضع سمى فيما بعد دوسة الشيخ سعد الدين والدوس : شدة وطء الشيء بالاقدام.القرى التابعة والمحيطة بجبا : ( وهي وقف الشيخ سعد الدين رضي الله عنه ) :تثبت الوثائق القديمة والوقفيات المملوكية والعثمانية ، جبا وما يحيط بها من قرى كثيرة وأراض شاسعة في الجولان وكانت وقفا للشيخ سعد الدين وابناء طريقته يصرف ريعها لمصالح رباط الشيخ سعد الدين في جبا والجهات الخاصة من زوايا تابعة للشيخ في بلاد الشام وقد قيد وضبط هذا الوقف الذي لايعد كثرة في عدة وقفيات ووثائق عليها مشاهدات وأختام الحكام وقضاة المذاهب والعلماء الأعلام ولكل وقفية متول وناظر شرعي يتم تعيينه من قبل السلطان بموجب براءة سلطانية صادرة عن دار الخلافة العثمانية في استنبول .وكانت التولية والنظارة الشرعية على وقف الشيخ سعد الدين يتقاسمها مشايخ الطريقة السعدية في حي الميدان وهم من ذرية الشيخ سعد الدين ومشايخ الطريقة السعدية في حي الشاغور وهم كذلك من ذرية الشيخ سعد الدين ويتم تعيين مشرف ومساعد لكل منهما من اهالي جبا يقومون على مصالح الجامع والمقام والتكية بما يلزم من طعام وشراب وضيافة للزوار والواردين على جبا .وقد تغلب الزمان على هذا الوقف الكثير وتداوله الناس وعند صدور المرسوم التشريعي رقم ( 76 ) تاريخ 16- 5- 1949 م في عهد حسني الزعيم والقاضي بحل الوقف الذري عندها انتهى وقف بني سعد الدين ووزع فيما بين من كان يتداولونه ثم استحدث قانون الاصلاح الزراعي وقضى بتوزيع الاراضي الزراعية على من يسكنها ويستصلحها .القرى التابعة لوقف الشيخ سعد الدين :- أم باطنة – مسحرة- ممتنة – طيحة الشيخ سعد الدين – أيوبا – الكوم – الصمدانية- اللطيم – أم البريج- المليحة – السالمية – قرية المال – والسلسال – عقربا – جمحا – كفر شمس – كفر ناسج – مزرعة – الممتنة – الكفيرا – عيون مزطفس .رن – ام العوسح – دير العدس – القنية – تل حمد - بالاضافة الى بعض الوقفيات في دمشق وفلسطين ( نقلا من كتاب الطريقة السعدية في بلاد الشام للاستاذ الشيخ محمد غازي آغا النكناسي الحسيني ) فهذه نبذة عن سيرة القطب الرباني والغوث الجليل الصمداني العارف بالله الحسيب النسيب السيد الشريف فرع الشجرة النبوية وطراز العصابة الهاشمية بحر الأسرار الراوي أبو الفتوح الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني الجناني الحسني الشيخ سعد الدين الجباوي مولده بمكة سنة 460 هجرية ووفاته بقرية جبا بمحافظة القنيطرة 575 هجرية ونسب أبيه يعود إلى سيدنا الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ونسب أمه يعود الى سيدنا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما 2- أعقب من الذكور 9 أبناء و4 إناث 3- من أبنائه الشيخ علي الأكحل دفين قرية جبا عند والده ومنه تسلسلت معظم فروع الشام وفلسطين 4- في مدينة دمشق عدة عائلات منسوبة للشيخ سعد الدين الجباوي منها عائلة السعدي في منطقة الميدان والتي يعود نسبها للشيخ حسن الجباوي الميداني ( مولده 801 - وفاته 914 هجرية في دمشق ) وهو الذي بنى الزاوية السعدية في الميدان التي تسمى مصطبة سعد الدين 5- في دمشق عائلة من عائلات السعدي في الشاغور والقيمرية ويعود نسبها للشيخ حسن الجباوي السعدي الشاغوري دفين دمشق في جامع البان 988 هجرية في باب الصغير ومنه تسلسلت فروعه في دمشق وحوران وفلسطين ونحن فرع منهم وفي الشاغور زاوية سعدية وفي القيمرية أيضا زاوية سعدية تقام فيها الأذكار وعندهم أثر من آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم ,هي بضع شعرات من شعرات النبي صلى الله عليه وسلم وفي حوران عائلات للشيخ سعد الدين منها آل الحارون الذي منهم الشيخ أحمد حارون فهو من آل السعدي ودفين جامع الشيخ رسلان بدمشق وأيضا في حمص هنالك آل السعدي ولهم زاوية وهم عائلة عريقة في حمص مشهورة بالعلم والصلاح والولاية6- و آل السعدي سواء بالميدان أم بالشاغور أم بالقيمرية أم بحمص أم بصفد أم بالأردن وبعكا وكلو يرجع تاريخ العائلة الى سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وآله الطريقة السعدية
كتب المهندس زاهر محمد عطايا السعدي - سورية دمشق
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين أما بعد : فإن الطريقة السعدية طريقة صوفية مرضية مثل سائر الطرق الصوفية لها أصولها وقواعدها وهي منتشرة في مختلف البلاد الإسلامية في بلاد الشام ومصر وتركيا والمغرب وغيرها وهي منسوبة للعارف بالله الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني الإدريسي الحسني وإليكم نبذة عن حياته ونسبه الشريف : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الذي أطلع في قلوب أحبابه بالمعارف الإلهية وأسبغ عليهم نعمه لظاهرة والخفية , والصلاة والسلام على سيدنا محمد المخصوص بأعظم شرف وأكرم عطية وعلى آله وأصحابه أصحاب النجدة والحمية وسلم تسليماً كثيراً أما بعد : فهذه نبذة عن سيرة القطب الرباني والغوث الجليل الصمداني العارف بالله الحسيب النسيب السيد الشريف فرع الشجرة النبوية وطراز العصابة الهاشمية بحر الأسرار الراوي أبو الفتوح الشيخ سعد الدين الجباوي [1] الشيباني [2] الجناني [3] الحسني [4] الحسيني [5] .
نسبه الشريف
1. هو الإمام الكبير والصوفي الشهير مربي المريدين ومرشد السالكين العارف بالله الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني الجناني الإدريسي الحسني الحسيني قدس الله سره العزيز.فهو عريق الأصلين كريم النسبين فهو : سعد الدين بن العلامة الشيخ يونس الشيباني الشيبي المكي الحسني بن السيد عبد الله الشيباني الحسني (المهاجر من طرابلس الغرب إلى مكة المشرفة) بن سيدي يونس الشيباني (دفين جبل غريان في طرابلس الغرب) بن مولاي علي الشريف الجناني (نزيل أم جنان نواحي الأربعة في طرابلس الغرب )بن مولاي البحر الرائق كنز العلوم والحقائق صاحب الإمداد والعرفان السيد مؤيد الدين شيبان (صاحب الرواق في جامع الزيتونة بتونس) بن مولاي سعد الله الشهير بشيبان (دفين الزاوية الشيبانية الكائنة في قابس بتونس) بن مولاي عبد الرحمن الأكبر بن مولاي علي المحجوب (دفين مكناس بالمغرب) بن مولاي عبد الله دفين مراكش بالمغرب بن مولاي عمر الإدريسي (دفين فاس بالمغرب) بن صاحب الحظ الأوفر مولاي ادريس الأنور (دفين فاس بالمغرب) بن مولاي ادريس الأكبر الذي شرفه الله بفتح المغرب بن الإمام عبد الله المحض الشهير بالكامل الحسني بن الإمام الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط سيد شباب أهل الجنة عليه السلام بن الإمام أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه من زوجته السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد هذا نسب سيدنا سعد الدين الجباوي من جهة أبيه وأما من جهة أمه فهو بن السيدة العابدة الزاهدة أم الخير ولية الله عائشة بنت السيد أيوب بن السيد عبد المحسن بن السيد يحيى المكي بن السيد محمد المهدي المكي بن السيد محمد أبي القاسم بن السيد الحسن القاسم بن السيد الحسين الرضي المحدث بن السيد أحمد الأكبر الصالح بن السيد موسى الثاني بن السيد الإمام ابراهيم المرتضى بن السيد الإمام موسى الكاظم بن السيد الإمام حعفر الصادق بن السيد الإمام محمد الباقر بن السيد الإمام علي زين العابدين بن الإمام سيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين الشهيد رضي الله عنه بن السيد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ روي أن الشيخ العارف بالله ابراهيم الأنور حفيد القطب العارف بالله الشيخ سعد الدين الجباوي رضي الله عنه سأل جده عن نسبه فقال الشيخ : يقول الله تعالى في كتابه الكريم:إن للمتقين مفازاً حدائق وأعناباً وكواعب أتراباً وكأساً دهاقاً لايسمعون فيها لغواً ولا كذاباً جزاء من ربك عطاء حساباً أي ولدي : نسب التقوى الزمه إذا انتسب الناس إلى الأسلاف من الآباء والأجداد فانتسب أنت إلى تقوى الله تعالى فذلك النسب الذي لا ينصرم حبله ولا ينقطع أصله , فقال له سيدي : لا أسألك عن نسبك الروحي وإنما أسألك عن نسبك الصوري فأطرق الشيخ ملياً ثم جلس على ركبتيه. وقال : أي ابراهيم تحدثاً بنعمة الله إن جدك هذا العبد العاجز هو سعد الدين بن يونس بن عبد الله وأخذ يجر نسبه الشريف إلى سيدنا الحسن والرحمة والرضوان كما سبق ثم سأله ابراهيم المشار إليه . وقال له سيدي لمن ينتهي نسب والدتك فقال له : الله , الله أي ابراهيم تحب التدقيق في الأمور فقال له سيدي خوفاً من وقوعي تحت الوعيد الشديد الوارد في حق من انتسب إلى غير أبيه , فقال له : أي ولدي قد يقع في ذلك كثير من الناس لا بمجرد الوهم بل محض افتراء ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم , أي ولدي : اعلم أن والدة جدك – وعنى نفسه – وقال : هي السيدة عائشة بنت السيد أيوب بن السيد عبد المحسن بن السيد يحيى إلى أن أوصله إلى سيدنا الحسين رضي الله عنه وأمدنا بمدده آمين . فيما ورد عن مولده ونشأته وبعضاً من صفاته وذريته رضي الله عنه : ولد سيدنا سعد الدين في مكة المكرمة عام (460 هجرية) كما قيل في تاريخ ولادته : (بدأ الهناء بسعد سعد الدين ) وتوفي قدس الله سره عام (575 هجرية)كما قيل في تاريخ وفاته: (كمل نور سعد الدين) . كان سيدنا سعد الدين فيما بلغنا عنه : لطيف الذات جميل الصفات أبيض اللون معتدل القامة واسع العينين جهوري الصوت يستحي الناظر أن ينظر إليه لمهابته وجلالة قدره . وروي أنه كان ذكياً موهوباً جميل الخلْق والخلُق نديّ الصوت مولعاً بالفروسية وركوب الخيل والرماية والكرّ والفرّ , فقد انكب على حفظ القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره فأتمه وكان يرتله في الحرم المكي بصوت جميل نديّ , وأتم تحصيله للعلوم الدينية في سنّ صغيرة فقد درس الحديث والتفسير والتوحيد والتصوف والفقه على المذهب الشافعي رضي الله عنه وكان ملازماً لوالده الشيخ يونس الشيباني الحسني في مجالسه ومارآه أحد من هذه الأمة إلا وتوسم فيه الرفعة والسيادة والنجابة والوراثة المحمدية , وكان له عدة سياحات طويلة في بقاع الأرض كان أولها باليمن ثم مصر وبلاد المغرب وبلاد الشام وبيت المقدس والعراق مما زاد في تحصيله العلمي والمعرفي وزار الكثير من العلماء والأولياء والصالحين , وقيل أنه كان يدون رحلاته قام بجمعها ولده الشيخ محمد شمس الدين ورتبها في كتابين الأول : خصصه لرحلاته والثاني : لمروياته . وفي هذه الفترة من عمر الشيخ المبكرة كانت البلاد الإسلامية يعمها الفوضى والبلابل والفتن وابتليت بالحملات الصليبية التي كانت تغزو بلاد الشام تباعاً فخرج الشيخ إلى بلاد الشام ونزل أرض الجولان تجاه جبل الشيخ فكر عليه جماعة من قطاع الطرق لسلب أمتعتهم وأخذ مالديهم فكر عليهم الشيخ فاستوثق زعيمهم وطلبوا منه أن يطلق سراحه وأن يتزعمهم وقد توسم فيهم الخير والشجاعة وقرر أن يبقى معهم رغبة منه في استتابتهم وإصلاحهم فعمل على مداواة نفوسهم وتوجيههم بحكمة وبُعْد نظر فدعاهم للتحلي بأخلاق الرجال والفرسان وصور لهم معنى الرجولة والشجاعة وأثار فيهم نوازع الرجولة والشجاعة والإقدام وشاع بين الناس أن الشيخ تزعم جماعة من قطاع الطرق وأنه اشتغل بلهوه وبطالته ووصل الخبر إلى والده الشيخ يونس بمكة فاغتم لذلك وعظم عنده الأمر فدخل المسجد الحرام وبذل مجهوده في الدعاء في أن يهدي الله ولده أوياخذه لديه فما أتم دعائه حتى جاء الغوث من الله وبينما الشيخ وجنده ما هم عليه إذ بنفر من ثلاثة أشخاص على خيول بيض بثياب بيض فأقبلوا عليهم فصوّب عليهم الشيخ خشية منهم فنظر إليه أوسطهم وناداه مخاطباً بقوله تعالى: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللَّه وما نزل من الحق فقال له : بلى يارسول الله آن , فأخذه البكاء وسقط مغشياً عليه من شدة البكاء وكذلك جماعته صعقوا وقد أغمي عليهم من شدة الموقف فلما أفاق مسح الرسول الأعظم على صدره وأمره بالاستغفار وخلع عليه ردائه الشريف وألبسه الخرقة المباركة ثم تقدم إليه أحد الفرسان وهو سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه وقد أخرج من جيبه تمرات ثلاث وناولهن لحضرة المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فتفل عليهن ونفث بأنفاسه المباركة وناولها للشيخ سعد الدين وقال له : ( خذها لك ولذريتك من بعدك إلى يوم القيامة ) فتناولها الشيخ وقبّلها وقبلها وعظمها فأشرقت شمس القبول وصار ببركة المصطفى من كبار العارفين بالله ونال ما نال من الأسرار الربانية فانجذب إلى مولاه وأفاض أنوار باطنه على ظاهره وجرت عليه صور المجاهدة من غير مكابدة وعناء بل بلذاذة وهناء حتى امتلأ حب الله في قلبه وقد روي أنه يكون جالساً فيبتسم ثم يغلب عليه الجلال فيبكي فيقول الله فيخرج من فيه نور يشاهده الكثير من جلسائه . وقد ذكر الإمام المحدث السخاوي ان الشيخ سعد الدين كان صاحب الوقت مبتدى وصاحب الأنفاس منتهى وصاحب الأحوال بينهما قال القشيري ( النفس ترويح القلوب بلطائف الغيوب وصاحب الأنفاس أرق وصفاً من صاحب الأحوال فالأوقات لأصحاب القلوب والأحوال لأرباب الأرواح والأنفاس لأهل السرائر ) وقال أبو علي الدقاق : ( السر محل المشاهدة كما أن الأرواح محل المحبة والقلوب مجال المعرف والسر ألطف من الروح والروح أشرف من القلب ويطلق لفظ السر على مايكون مصون مكنون بين العبد والحق سبحانه وتعالى في الأحوال . ) وهكذا صارت روحه رضي الله عنه تترنم بألحان العرفان على عيدان أغصان الإنسان فطار من مستوى النفس إلى أوج العقل ليأخذه تحت جناح طربه إلى مدينة كان الله ولا شيء معه فالتقيا فارتقيا فوردا فشهدا فجمعا فوسعا فأعادا غرائباً من حضرة ( وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم ) وبعد هذه الكرامة التي أكرم الله بها الشيخ سعد الدين رضي الله عنه عاد إلى مكة المكرمة تلقاه والده وهنأه بما تفضل الله عليه وأذن له بالدخول في سلك القوم ولقنه الذكر وألبسه الخرقة المحمدية ثم أمره بالتوجه إلى الشام حيث فتوحه فيها فأنشأ رباطه ومسجده في جَبَا الشام وصار جنده الذين خرج من أجلهم من العارفين والمجاهدين وصارت جبا الشام محط الرجال ومنارة للعلم والمعرفة ومنهلاً للعارفين وعمّت بركات الشيخ الآفاق وذاع صيته في الأمصار.
سند الشيخ في الخرقة رضي الله عنه
وأما سنده في الطريقة :فللشيخ رضي الله عنه سندان في الطريق أحدهما وهبي والآخر كسبي ،فأما الوهبي :فهو ما اشتهر بين العام والخاص من القصة الشهيرة التي أكرمه الله بها بلقاء سيد الخلق سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقنه الذكر وألبسه ردائه الشريف فانجذب إلى مولاه وصار ببركة المصطفى صلى الله عليه وسلم من العارفين فقد فتح الله عليه فتوح العارفين فأصبح من أكابر الواصلين أضاءت أوقاته بالوصل وأشرقت أوقاته بالوصل وأشرقت أنواره في سماء الفضل والأمر فوق ما يقال على يد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وصحابته السادة المتقين رضي الله عنهم .فهذه الطريقة الوهبية المأخوذة عن خير البرية صلى الله عليه وسلم . وأما سنده الكسبي : فقد أخذ الطريقة ولبس الخرقة عن والده ومرشده البحر المحيط العلامة الشيخ يونس الشيباني المكي الحسني وهو أخذ الطريقة عن الشيخ أبو بكر النساج عن أبي القاسم الجرجاني عن أبي عثمان المغربي عن أبي علي الكاتب عن الشيخ علي الروذبادي عن شيخ الطائفة الجنيد البغدادي عن خاله السري السقطي عن معروف الكرخي عن الإمام علي الرضى عن الإمام موسى الكاظم عن والده الإمام جعفر الصادق والده الإمام عن محمد الباقر عن والده الإمام علي زين العابدين والده الإمام عن والده الإمام الحسين السبط عن والده الإمام علي عن ابن عمه سيد الأنبياء والرسل سيدنا رسول الله .
مؤلفات الشيخ رضي الله عنه للشيخ مؤلفات عديدة لم تزل مخطوطة ومحفوظة في المكتبات العامة والخاصة في البلدان العربية والأجنبية ومنها : 1. كتاب الفتوح : يقع في مجلدين من القطع الكبير . 2. كتاب الهواتف ( مجلد ) 3. كتاب الأخبار . 4. كتاب الوقائع ( مجلد ) 5. الورد الكبير والأوسط والصغير والورد الفضي 6. حزب الفتوحات – حزب الصفا – حزب الأنوار والتحصين –الورد المسبع والمثلث- مجموعة أوراد الليالي والأيام – صيغ الصلوات على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .وغيرها من الأوراد والأدعية المباركة ورقع وأسرار خاصة لأهل الطريقة العلية 7. مجموعة قصائد ومنظومات في التوحيد ومدح الرسول الأعظم والحقيقة المحمدية [14]. كرامات الشيخ سعد الدين رضي الله عنه : قال الله تعالى : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون [15]. وروى سعيد بن جبير أن رسول الله سئل: من أولياء الله؟ فقال: (الذين يذكر الله برؤيتهم). وقال عمر بن الخطاب، في هذه الآية: سمعت رسول الله يقول: (إن من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء تغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى). قيل: يا رسول الله، خبرنا من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم. قال: (هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطون بها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون". فالكرامة جائزة عقلاً ونقلاً فالكرامة أمر خارق غير مقترن بدعوى النبوة ولا هو مقدمة لها تظهر الكرامة على يد عبد صالح ملتزم بمتابعة نبي كلف بشريعته مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح والولي ليس بمعصوم لأن العصمة للأنبياء بل هو محفوظ وكرامات الأولياء لاتدخل تحت حصر . فالكرامة علامة على صدق الولي والكرامة حسية ومعنوية فالمعنوية هي حفظ الآداب الشرعية ومكارم الأخلاق وطهارة القلب ومراعاة حقوق الله وهي الأسمى عند الساة الصوفية وأما الحسية فهي المتمثلة في الأمور المادية كالفراسة والكشف والإلهام وإجابة الدعاء وغيرها. كما أن الكرامة تظهر في حياته وكذلك تظهر بعد وفاته دليلاً على صدقه واستمرار مدده ولذا قيل ( من لم تظهر كرامته بعد موته كما كانت في حياته فليس بصادق) والشيخ سعد الدين تتحقق فيه الكرامة المعنوية والحسية فهو الشيخ العارف بربه والمرشد الكامل والإمام المجاهد , ولنذكر نبذة عن بعض
كراماته رضي الله عنه 1. يروى أن الشيخ ذهب مرةً لزيارة قطب الأولياء الباز الأشهب الشيخ عبد القادر الجيلاني الحسني فرحب به وأتحفه وقربه ثم قال له يا سعد الدين من أحبنا جلب لنا الحطب فطلب الشيخ أن يأتوه بالأسباب لجلب الحطب فأحضر له آلة القطع والحزم والدواب اللازمة لذلك فسار الشيخ سعد الدين لجلب ما طلب منه على عجل وبعد أن قطع الحطب وأراد أن يحملهم على الدواب فلم يجدهم وكان الشيخ عبد القادر رضي الله عنه طلب من بعض مريديه أن يخبئوا الدواب امتحاناً للشيخ فلما علم الشيخ سعد الدين بذلك صرخ على السباع والحيات فلما حضروا إليه عقد الحيات كالحبال وحزم الحطب وحمله على السباع ودخل بهم دار السلام فهرب الناس فزعين من هيبة المنظر حتى وصل الشيخ إلى الشيخ عبد القادر وأوصل الحطب إلى أماكنها فقال له الشيخ عبد القادر : ( يا سعد الدين بك سعد الدين وأنت بركة المسلمين ولا ريب أن الولاية خرجت من معدنها ففرق عسكرك من السباع والحيات إلى بواطنها . ) . 2. قال صاحب عرائس المعاني رحمه الله : روي عن الشيخ الكبير علي الأكحل بن الشيخ سعد الدين أنه قال : لقد منح الله والدي بكرامات لاتعد ولاتحصى وأطاع الله له جنداً كثيراً من الجن كانوا يقومون على طاعته ويتبركون به . 3. وروي أن الخليفة الناصر لدين الله العباسي كان له ولد مغرم به فحصل له عارض أرضي فسأل عمن يلاطفه فلم يظفر بأحد فقيل له بأرض الشام رجل يقال له الشيخ سعد الدين له مدد مديد في ذلك فتجهز السلطان بولده وأتى مقيداً إلى الشيخ فلما وصل إلى الشام سأل بعض الناس عن الشيخ فقيل له بأن الشيخ قد انتقل إلى رحمة الله تعالى منذ أيام فتأسف السلطان واستشار بعض أتباعه في الرجوع إلى بلده فقيل له إن بركة الشيوخ عامة وبهم يغاث أصحاب المحن والدعاء وطلبوا منه أن يدخل ولده إلى الضريح لعل بركته تحل عليه فأدخل الخليفة ولده إلى الضريح وأغلق الباب عليه ثم بعد ساعة فتحوا الباب فلم يجدوه ووجدوا السلاسل والقيود في القبة فتشوش السلطان لفقد ولده ثم توجه راجعاً إلى بغداد فلما وصل كان في استقباله ولده وجنود أبيه فلما رآه الأب أغمي عليه فلما أفاق سأل الخليفة ولده عما حدث فأخبره بأنه عندما وضعوه في الضريح وأغلقوا عليه الباب خرج من القبر سبع فصرخ عليّ وقال لي قم فقمت وقد تساقطت عني القيود والأغلال وحملني على ظهره فما شعرت إلا وأنا في فراشي وزال عني ما كنت فيه ثم جهز مالاً جزيلاً بقصد العمارة على الضريح فرأى الشيخ في منامه قائلاً له : لا تبنٍِِ شيئاً ولا تهدم بنائي وتصدق بمالك على الفقراء فتصدق به الخليفة . | |
|