للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلقلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6017 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 225 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 225 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Empty
    مُساهمةموضوع: قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل   قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Icon_minitime17.07.10 19:29

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل 945124749

    قلعة طرابلس 14

    في سنة 1217هـ/1802 م صدر عن "ابراهيم كِتخدا التحريات الجهادية" وقائد الانكشارية الأعلى في الاستانة مرسوم مؤرخ في شهر ذي القعدة يطلب من "بربر" أن: "...تنهض إلى المحافظة على القلعة السلطانية كما يلزم، وأن تُحكم الضبط والربط وبالجند، تأخذ وتؤدّب العصاة، وتنظّم المحافظة على حدود البلاد، وتأمين راحة العباد...".
    وبعد هذا المرسوم العسكري راح "بربر" يوقّع كتُبه بعبارة: "الفقير مصطفى بربر ينكجريان أغاسي ومتسلم طرابلس الشام حالاً".
    ثم قام بترميم القلعة في صيف سنة 1218هـ/ 1803م بعد أن ورد إليه كتاب "أحمد باشا الجزار" يبلّغه فيه ان معلومات وصلته بأن الخراب لحق ببعض نواحيها، وعليه أن يتدارك الأمر ويقوم بعملية الترميم والتأهيل قبل أن يحلّ الشتاء فيتعذّر العمل أثناءه.
    وحين قرر "بربر" السفر إلى عكا لمقابلة "الجزار" أصدر أمراً بتعيين "مصطفى آغا زهرة زاده" وكيلاً عنه وسلمه "حفظ وحراسة القلعة السلطانية، وتأديب الخوارج، والخروج من حقهم. وننهي إليكم أنتم جميعاً، بجمع الأنفار في نوبتهم، ومن الغروب إلى الصباح يدور القَبِقول لحفظ البلدة وحراستها وصيانة الرعايا من غير إغماض ولا إغفال. وتكونوا بأجمعكم يداً واحدة، وساعد ورأي واحد (كذا) في حفظ وحراسة القلعة السلطانية والبلدة من سائر الوجوه الى حضورنا بالسلامة. تعلموه والسلام".
    اغتنم "عبد الله باشا العظم" والي دمشق فرصة غياب "بربر" وسفره إلى عكا، فقام بالغارة على طرابلس وحاصرها، وبلغ ذلك مسامع "بربر"، فعاد مسرعاً واستطاع أن ينفذ من الحصار ويدخل القلعة، وتحصّن بها، وأخذ يقاوم هجمات عبد الله باشا ويحاربه، مما جعل أهل طرابلس يخرجون منها هرباً بعد أن طالت الحرب وأضرّ بهم الحصار. وقد حاول "الجزار" أن يُنجد حليفه "بربر" مرتين عن طريق البحر، ولكن سوء الحظ رافق "بربر" في هذه الحرب، فلم تتمكن النجدة من تخفيف الحصار عليه، إذ استطاع "يوسف باشا الكنج" القائد لقوات "عبد الله باشا العظم" أن يُوقع بالعساكر الأرنؤوط التابعين لبربر مقتلة عظيمة، ولجأ الناجون إلى برج الميناء(1) فاحتموا فيه. وشدد "عبد الله باشا العظم" هجماته على القلعة حتى اضطر بربر أن يخرج منها هارباً إلى جهة غير معروفة.
    وفي السنة 1219هـ/ 1804م صدر مرسوم جديد من القائد الأعلى للانكشارية في الأستانة بإعادة "بربر" محافظاً على القلعة. ثم توالت بعد ذلك المراسيم بتثبيت "بربر" محافظاً على القلعة وسائر شؤون إيالة طرابلس.
    وفي سنة 1220هـ/ 1805م توفي أحد الشيوخ الصالحين ودُفن داخل القلعة، ونُقش على تربته ما يلي: بسم الله الرحمن الرحيم. كل مَن عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. دُفن في هذا المكان وليّ الله تعالى الشيخ سليمان العريان، عليه الرحمة والرضوان، في غرّة شهر ربيع الاول سنة 1220"

    (يتبع)

    (1) برج الميناء يراد به برج رأس النهر الذي بناه السلطان قايتباي.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Empty
    مُساهمةموضوع: رد: قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل   قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Icon_minitime17.07.10 19:31

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل 426720610

    رحّالة نمساوي في القلعة

    زار الرحالة النمساوي "أولرخ يسبار سيتزن" طرابلس في سنة 1220هـ- 1805م. وترك وصفاً عن لقائه بربر داخل القلعة وكان يومذاك مهتماً بإعادة ترميم القلعة وبناء المسجد فيها، فقال: "بعث الحاكم يطلبني عن يد القنصل ليستشيرني في مسألة طبية، فسرّني أنه أتيحت لي واسطة للتعرف به. واسم هذا الحاكم مصطفى بربر، وهو من صنف الانكشارية. وقد كان قبلاً بستانياً لا أهمية له، وكان كثير من معارفي يعرفونه في حالته هذه، لكن خدمه الحظ، والحظ يخدم في هذه البلاد أكثر مما يخدم في أوربة، فارتفع إلى هذه المنزلة الممتازة، وصار منذ أربع سنوات حاكماً مستقلاً على بلاد مترامية الأطراف، وكانت الأوامر ترد من الباب العالي إلى بقية الباشاوات بوجوب مهاجمته، ولكن كل مساعيهم ذهبت هباءً منثوراً، وعادوا يتعثرون بأذيال الخيبة والفشل. وربما تبادر إلى الذهن أنه كان لديه قوة عسكرية هائلة، والحقيقة أنه لم يكن لديه أكثر من ستين رجلاً يلازمونه بصورة دائمة في القلعة. وقد زرته في أحد الأيام مصحوباً بأحد أبناء القنصل واثنين آخرين أوربيين، فوجدناه جالساً وعليه طربوش حلبي تحيط به عمامة تبنية اللون من نوع الشال، وعلى بدنه جبّة زرقاء من الحرير المقلّم، تحته سراويل (كذا) أزرق، وقدماه عاريتان. ونظرة واحدة اليه تكفي للدلالة على أنه رجل بلغ المنصب الذي هو فيه وأحرز لقب باشا بقوة ساعده وبطشه. وقد أظهر لنا أثناء الزيارة كل تلطّف وأمرنا بالجلوس حذاءه، ثم بالقهوة. وكانت مقابلتنا الأولى له أمام باب القلعة الخارجي فوجدنا محفوفاً برجاله كلهم، فلما رآنا هشّ وبشّ، مع ان كبار رجال الشرق جميعهم، لا سيما الحكام منهم يؤثرون العبوس على الابتسام لإلقاء المهابة في نفوس مُجالسيهم. وكان بربر يمرض في كليتيه، قاسى منه آلاماً مبرحة مدّة خمس عشرة سنة، فطلب مني أن أصف له علاجاً فوصفته له، ولكنه اعتقد أن وصفتي بسيطة، فطلب مني وصفة تحوي كثيراً من العقاقير، ففعلت حسب رغبته، وترجمت له هذه الوصفة بالفرنسية ثم بالعربية، وأشرت عليه تركيب الدواء إما في حلب وإما في دمشق، حيث يقيم طبيب فرنساوي. أما طرابلس فلم يكن بها أي طبيب قانوني، بل كان هناك مشعوذون ودجّالون. وقلت للحاكم: إذا عملت بموجب نصيحتي فإني أضمن لك أحسن نتيجة، على أني لا أدري إذا كان قد عمل بها واستفاد من العلاج. ثم استأذناه أن يسمح لنا بأن نشاهد (الجامع) الجديد فأذن، وقد ناداني وجهاً لوجه "يا كوكو يا فرنجي" بينما المسلم الذي تربى تربية راقية لا ينطق بمثل ذلك مواجهة. ولما وصلنا إلى الجامع دخلنا من الباب الكبير الذي كان مُلقى أمامه خمسة مدافع من الحديد وقد علاها الصدأ بسبب الإهمال.


    (يتبع)
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Empty
    مُساهمةموضوع: رد: قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل   قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Icon_minitime17.07.10 19:33

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل 192412684

    تابع زيارة رحّالة نمساوي للقلعة

    ...أمام الجامع فإنه مع كونه صغير المساحة من الداخل، لكنه على جانب عظيم من الجمال، لا سيما أبوابه ومحرابه المزدانة بأشغال الفسيفساء. وكان في المحراب بين الفسيفساء قطعتا رخام معرّقتان بلون أخضر طبيعي وهما قديمتان جداً، تبتهج بمرآهما العين.
    وكان على سطح القلعة ستة مدافع من الحديد والبرونز طولها فوق المعتاد، وهي منصوبة على دكّات، وكانت هذه المدافع نظيفة جداً. والحاكم ينام في خيمة مضروبة له على السطح الذي يشرف على ما حوله من البساتين والبلد والبحر. والقلعة نفسها مبنية على هضبة مرتفعة مشرفة على ما حولها. وكان عند بربر غزالان مدجّنان يتجولان في فناء القلعة بحرية تامة.
    والحاكم المذكور مغرم بتشييد الأبنية، إلا أنه حين زيارتنا لم يكن قد أكمل العمل بالقلعة لأنه كان يبني فيها من جهة ويهدم من جهة أخرى، فكان الهدم والبناء فيها عملين مستمرين، وكان بربر قد سبق أن هدم سراية الباشا ونقل حجارتها إلى القلعة.
    وكان بربر قبل زيارتنا بسنتين في عكا عند "الجزار" الذي كان عازماً على قطع رأسه لو لم يهرب ليلاً قبل الوقت المعين لذلك بساعات معدودة".
    وحدث في سنة 1221هـ/ 1806م أن تولى على دمشق "يوسف باشا الكنج" الذي هزم قوات "الجزار" في ميناء طرابلس -كما مرّ- فأرسل إلى "بربر" ليمثُلَ أمامه في دمشق ويقدّم خضوعه بين يديه، فامتنع، وكان ذلك كافياً لأن يحقد "الكنج" عليه، واغتنم خصوم "بربر" الفرصة وعلى رأسهم "علي بك الأسعد المرعبي" وأبناء عمه من إقطاعيي عكار-وكانوا ينازعون بربر على حكم طرابلس- فحرّضوا والي دمشق الوزير "الكنج" على محاربته وإخراجه من المدينة. وفي المقابل خرج من طرابلس أحد أعيانها ويُدعى "المُلا اسماعيل" مع جماعة من أصحاب بربر لمقابلة "الكنج" والتوسط معه في الصلح، وعملوا على أن يُثنوا عزمه على مهاجمته "لأن قلعة مدينة طرابلس محصّنة للغاية، ومملوّة من الذخاير ما ينوف عن الكفاية، ومصونة بالأسوار العوالي، والمدافع الثقال، وتمليكها يُرى أنه نوع من المحال". فاقتنع "الكنج" بقولهم، واكتفى بطلب ثمانمائة كيس من المال لرفع الحصار.
    ولكن بني المرعبي واصلوا تحريض "الكنج" ضد "بربر" فخرج معهم في أول شهر آب سنة 1222هـ/ 1808م، وحين وصل إلى بلدة المنية أرسل يطلب منه تسليم القلعة والخروج منها، على أن يبقى "متسلماً" على المدينة فقط.
    وكان "بربر" يعرف أنه متى خرج من القلعة فلن تبقى المدينة بيده، ولذلك رفض عرض "الكنج" بقوله: وإنما القلعة لا يمكنّي أن أسلمها ولا أخرج منها لأن بها حافظ حياتي".
    وتآمر "الكنج" مع اثنين من أنفار القلعة هما "أحمد آغا الحجّة" وأخوه -وكانا من أقرب الأصدقاء لبربر- ليقتلاه ويتسلما القلعة مكانه، وعندما أقترب من طرابلس طلب منهما أن يحزما أمرهما ويقتلاه...
    (يتبع)

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Empty
    مُساهمةموضوع: رد: قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل   قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Icon_minitime17.07.10 19:34

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل 171915326

    قلعة طرابلس حصن عربيّ الأساس والموقع 17

    ...أطْلع "أحمد آغا الحجّة" وأخوه صديقهما " مصطفى زهرة" المعروف بأبي ديّة على سّرهما، واتفق الثلاثة على الغدر بـ" بربر" وقبل أن يتسنى لهم تنفيذ مؤامراتهم وقع الشقاق بينهم وتنافروا، فأفشى "مصطفى زهرة" الأمر، فقام" بربر" بقتل الأخوين "الحّجة "وسجن "ابن زهرة" وأخرج جميع الأنفار الذين كانوا في القلعة من المسلمين، وأتى بجماعة من أهالي البرّ والفلّاحين النصارى وشحن بهم القلعة، ولهذا نجد حتى الآن في مواضع متفرّقة داخل القلعة نحو عشرة قبور للنصارى كُتب عليها بالخط الكرشوني أسماء أصحابها وتواريخ وفَيَاتهم. ثم استقدم "بربر" في البحر خمسمائة نفر من الأرنؤوط من مصر، وعيّن لهم الرواتب واسكنهم في المباني المجاورة للقلعة وخارجها، بعد أن أخلاها ساكنوها هرباً من سوء العاقبة والحرب التي ستحاصرهم من كل جانب.
    تقدّم "الكنج" بعساكره لمهاجمة القلعة، فتصدى له الأرنؤوط من حولها ، وبعد موقعة عنيفة تمكن من قتل جماعة منهم واستسلم الباقون، واحاطت قواّته بالقلعة وشدد الحصار عليها ليل نهار، ولكنه لم يتمكّن من اقتحامها، واضطر أن يطلب المساعدة من والي صيدا " سليمان باشا العادل" فأرسل إليه جماعة من الخبراء في الالغام (لغمجّية) فعملوا له ألغاماً لفتح ثغرة في الأسواق فاصطدم أول لغم بالصخر الذي تقوم عليه القلعة، فذهب هباءً، ووقع اللغم الثاني في الماء فبطل عمله ،وفي أثناء التحضير لزرع اللغم الثالث، فتح "بربر" الماء فغمرته وعطّلته، وإزاء هذا الفشل الذريع ارتّّد اللّغامة إلى بلادهم خائبين، وبقيت القلعة صامدة . وعند ذلك عرض القنصل الفرنسي المقيم في طرابلس " غييس" guys على الوزير "الكنج" تقديم خبراء له بسلاح المدفعية لضرب أسوار القلعة، وتعهّد بهدمها في غضون وقت قصير وأتى بضابط فرنسي ، وأرسل الوزير فأحضر مدافع عظيمة من جزيرة أرواد، وبنى لها المتاريس، وحمل الرمال بيديه ليشجّع عسكره على العمل بسرعة ونشاط، وأقيم تلّ رمليّ عالٍ، وضع فوقه المدافع ، وابتدأ الضرب على القلعة، فلم يؤثّر في أسوارها.
    وكان لدى "بربر" خبير بالمدفعية ، فأخذ يقصف بمدفعية القلعة على التلّة فهدم قسماً منها،.وعطّل أحد المدافع الكبار،.وعاد عسكر الوزير فأقاموا متاريس جديدة، وعاد الضرب المتبادل من الطرفين، وحاول عسكر الوزير أن يتقدّم نحو " باب السرّ" للقلعة تحت غطاء من قذائف المدفعية، ولكن المدافعين عن القلعة قذفوهم بالمدافع والبُندق(الرصاص) وقتلوا قائد العسكر " درويش علي" وعدداً موفوراً من رجاله.
    وأمام فشل جميع المحاولات لاقتحام القلعة أشار "علي بك الأسعد المرعبي."على الوزير "الكنج" أن ينقل المدافع من البلد إلى محلّة "قبة النصر" العالية المشرفة على القلعة من الجهة الشمالية الشرقية، فنقلها وأقام هناك متاريس ضخمة، ولكنّ مدفعية القلعة تمكّنت من إصابتها إصابة مباشرة أدّت إلى مقتل اثنين من ضباط عسكر الوزير



    (يتبع)
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Empty
    مُساهمةموضوع: رد: قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل   قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Icon_minitime17.07.10 19:37

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل 361270434
    قلعة طرابلس 17

    شعر الوزير "الكنج" باليأس والندم معاً لطول الوقت الذي قضاه في الحصار والحرب دون طائل، وعاد باللائمة على "ابن الأسعد" الذي أغراه بهذه الحرب، فخشي "ابن الأسعد" أن يتحول غضب الوزير عليه، ولهذا أشار عليه أن يعود إلى دمشق ويكتب إلى الشيخ بشير جنبلاط زعيم جبل الدروز، يستمده ضد "بربر"، وأن يتولى هو هذه المهمة، ويتابع الحرب بدلاً منه.
    وقبل أن يأتي جواب الشيخ الجنبلاطي بالاعتذار عن المشاركة في الحرب، كان الوزير قد نقل المدافع من "القبة" إلى "تل الرمل" الواقع بين القلعة والمينا (أي موقع التل العليا الآن)، وأطلق من هناك جملة من القذائف استطاعت أن تهدم ثلاثة أبراج خارجية من القلعة، فانتعشت آماله بقرب سقوطها بيده، ولكن المدة طالت أكثر مما كان يتوقع، ولم يجد بداً من العودة إلى دمشق، فعيّن علي بك الأسعد المرعبي متسلماً على طرابلس، وأمر العسكر بطاعته ومداومة الحرب. وقبل أن يتحرك لمبارحة المدينة، انهار سور القلعة، فثنى عزمه عن السفر ليشهد سقوط القلعة بنفسه، وينتقم من خصمه بيده، خاصة وأنه حصل على قرار من السلطنة بقتله.
    وإزاء الخطر الذي أضحى محدقاً بـ"بربر" ورجاله، أرسل إلى "سليمان باشا العادل" ،وهو خليفة "أحمد باشا الجزار"، على عكا يطلب منه المساعدة على إنقاذه، فاستجاب لذلك، وأرسل أحد مساعديه على رأس مائتين من الخيّالة، فقام بالتفاوض مع الوزير "الكنج" على أن يوقف الحرب مقابل أن يُخلي "بربر" القلعة ويخرج من طرابلس سالماً بجماعته، ونجحت المفاوضات، وخرج "بربر" من القلعة بجميع أهل بيته وأعوانه، وكانوا نحو الألفين من الرجال والنساء، وحمل معه جميع أمواله بعد أن قبض ثمن جميع ما تركه في القلعة من آلات الحرب والأثاث وغيره، وركب البحر من ميناء طرابلس إلى صيدا، ومنها انتقل إلى عكا، فاستضافه "سليمان باشا العادل" عنده.
    وتسلم الوزير "يوسف باشا الكنج" قلعة طرابلس بعد حصار دام عدة أشهر، قيل إنه استغرق خمسة أشهر كاملة، من أول شهر آب إلى آخر كانون الأول سنة 1808م. وقيل إنه امتد أحد عشر شهراً.
    وجاء في تقرير بعث به قنصل فرنسا في طرابلس "هنري غيز" إلى حكومته أنه لم يعد عند "بربر" في القلعة سوى مدفعين قبل أن يخرج منها، وأن بيت القنصل نفسه كان يقع في محيط المنطقة التي كانت هدفاً لمدفعية القلعة، حيث كانت قوات الوزير "الكنج" ترابط. وقد أصابت إحدى الطلقات من مدفعية القلعة بيت القنصل الفرنسي وتسببت في جرح أحد الخدم جرحاً بليغاً.
    وفي أثناء حصار القلعة وانتشار عساكر "يوسف باشا الكنج" في طرابلس ونواحيها تعرّضت بعض الأماكن للنهب والسرقة، وجاء عن ذلك إشارة موجزة في حاشية كُتبت على مخطوط "تفسير بشارة متّى الإنجيلي" نصّها: إن ابراهيم برباري ابن ميخائيل برباري الطرابلسي اشترى المخطوط المذكور "في الشقعة من نهبت طرابلوس من واحد عسكري حين كان الوزير يوسف باشا دخل إلى طرابلوس وحاصر القلعة على مصطفى آغا بربر، وكان مشتراه في 16 تشرين الثاني 1808 وردّه إلى محلّه عن روحه وروح والديه في الدير"، اي "دير البلمند".
    (يتبع)
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Empty
    مُساهمةموضوع: رد: قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل   قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Icon_minitime17.07.10 19:40

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل 845536078

    قلعة طرابلس

    لم يَطل غياب "بربر" عن طرابلس سوى أقل من سنتين، حيث غضبت الدولة على "يوسف باشا الكنج" فضعف بالتالي موقف "علي بك الأسعد المرعبي" متسلّم طرابلس، فقام "اسماعيل باشا العادل" بإعادة "بربر" متسلّماً لطرابلس سنة 1225هـ/ 1810م. ولكنه لم يسلّمه القلعة معها "لأنه كان قد حدث شغب بسببها" كما يقول "الشدياق" في تاريخه.
    وحدث في السنة التالية 1226هـ/ 1811م. ان انتصر "بربر" على طائفة النُصَيريّة الخارجين على الدولة العثمانية في بلاد المَرْقب بنواحي جَبَلة، فأجرى "سليمان باشا" تعديلاً على ولايته، فضم اللاذقية وما يتبعها من البلاد إلى طرابلس، وأعاد القلعة إلى "بربر". وفي المقابل سلخ عن ولايته كلاً من بلاد جبيل وعكار، فألحقهما بولاية صيدا. وما إن استعاد "بربر" سلطته على القلعة حتى اهتمّ بإعادة عمارتها وترميمها وشحنها بالأسلحة والذخائر، وصرف على ذلك من ماله الخاص، ولما لم يكفِه ذلك اقترض من أهل طرابلس ما لزمه لإتمام عمله، ثم وفى ما عليه من الديون لأصحابها.
    وتفيدنا إحدى الوثائق أن المهندس المعماري الذي تولّى عمارة القلعة يدعى "حسن آغا ابن أحمد" بموجب براءة سلطانية، وقد مُنح تيمار (أي إقطاع) قرية دير طمرة في الكورة من أعمال طرابلس، لقاء عمله. وهذا نص الأمر:
    بيُورَلْدي
    افتخار الأماجد والأعيان متسلّمنا في طرابلس واللاذقية حللاً بربر زاده السيد مصطفى آغا زيد مجدُه.
    غبّ التحية والتسليم بمزيد الاعزاز والتكريم والسؤال عن خاطركم المنهي اليكم بخصوص رافع مرسومنا هذا قدوة الأماثل والأقران حسن آغا ابن احمد زيد قدرُه بيده براءة سلطانية أنه معمار إلى قلعة طرابلس ويتصرف في تيمار قرية دير طمرة الكاين بناحية الكورة من أعمال طرابلس ولا أحد يُداخله بوجه من الوجوه ولا سبب من الأسباب ولا جنساً من الأجناس ولا نوعاً من الأنواع ولا شخصاً من الأشخاص لا يكون له مزاحم بهذا التيمار. فاقتضى الآن على مقتضى البراءة الشريفة المخلّدة بيده مصدرين لكم مرسومنا هذا لكي تعلموا أن المذكور معمار قلعة طرابلس ويكون متصرف بمحصول التيمار المذكور ولا يعارضه به معارض بوجه من الوجوه. وبعد إطلاعكم على مرسومنا هذا سجّلوه بالسجل المحفوظ وترجعوه له ليكون محفوظاً عنده لمحل الحاجة اليه هذا ما لزم إخباركم. والسلام في 13 محرم 1233
    الحاج سليمان باشا العادلي
    والي صيدا وطرابلس حالاً
    وتقدم لنا وثيقة أخرى مؤرخة في أوائل سنة 1233هـ/ 1816م معلومات قيمة عن عدد المدافع الموجودة آنذاك في القلعة وأنواعها، وغير ذلك من الذخائر، وعن أبراج القلعة وأماكنها وأسمائها، وتوزيع المَدافع عليها، وعددها 63 مدفعاً بقذائف مختلفة الأوزان. والأهم هو أسماء الأبراج: برج الآخور، برج رجال الأربعين، برج رجال الساطورة، برج ضهر الجامع، برج الجديد، برج الناصر، برج فوق البوابة، برج القشلي، ضهرالزنديان؟

    قلعة طرابلس 20

    تنوعت مدافع القلعة بين مدافع حديدية ونحاسية، وهي موزّعة على النحو التالي:
    1- مدفع حديد واحد، زنة قذيفته 9 أوقيات، في برج الآخور.
    2- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته 3 أوقيات، في برج رجال الأربعين.
    3- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته 3 أوقيات، في برج رجال الساطورة.
    4- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته 1 أوقية واحدة.
    5- ومدفعان نحاسيان، زنة قذيفة كل منهما 3 أوقيات.
    6- ومدفعان من حديد، زنة قذيفة كل منهما أوقية ونصف الأوقيات.
    7- ومدفع نحاس واحد، زنة قذيفته أوقيتان.
    8- ومدفع نحاس واحد زنة قذيفته أوقية واحدة، وهذه كلّها في برج ضهر الجامع
    9- ومدفعان من حديد، زنة كل منهما 3 أوقيات.
    10- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته 5 أوقيات.
    11- ومدفع نحاس واحد، زنة قذيفته 5 أوقيات، وهذه كلها في برج الجديد.
    12- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته 100 درهم، وزنبرك واحد أمام باب الزندان.
    13- وعشرة مدافع كُهْنة (قديمة) لم تحدد قذائفها، كانت توجد بين أبواب القلعة.
    14- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته 9 أوقيات.
    15- ومدفع نحاس واحد، زنة قذيفته 5 أوقيات.
    16- ومدفعان حديديان، زنة قذيفة كل منهما 3 أوقيات، جميعها في برج الناصر.
    17- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته 5 أوقيات.
    18- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته نصف أوقية.
    19- ومدفع حديد واحد (لم يذكر وزنه)، كلها في ضهر الزنديان.
    20- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته 3 أوقيات.
    21- وخمسة مدافع حديد (لم يذكر وزن قذائفها).
    22- ومدفع نحاس واحد، زنة قذيفته 5 أوقيات.
    23- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته 100 درهم، كلها في برج فوق البوابة.
    24- ومدفعان قديمان (كُهنة).
    25- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته 9 أوقيات.
    26- وثلاثة مدافع نحاس، زنة قذيفة كل منها 3 أوقيات.
    27- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته أوقية ونصف الأوقية.
    28- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته 3 أوقيات.
    29- ومدفع نحاس واحد، زنة قذيفته أوقية واحدة.
    30- وثلاثة مدافع نحاس، زنة قذيفة كل منها 5 أوقيات.
    31- ومدفع نحاس واحد، زنة قذيفته أوقية ونصف الأوقية.
    32- ومدفع حديد واحد، زنة قذيفته 7 أوقيات.
    33- وستة مدافع حديد، زنة قذيفة كل منها 100 درهم.
    34- وثلاثة مدافع نحاس، زنة قذيفة كل منها 100 درهم.
    35- دناكل حديد، واحدة، وزنبرك واحد، جميعها في برج القشلي.
    36- دناكل حديد، واحدة ونصف، موجود داخل أودة (غرفة).
    37- مدفع حديد واحد، زنة قذيفته 100 درهم، في موضوع الرماية داخل القلعة.
    ونظراً لهذا العدد الموفور من المدافع، فقد طلب "سليمان باشا العادل" نقل خمسة مدافع من العيار الثقيل إلى قلعة يافا البحرية بساحل فلسطين، لخطورة موقعها، وكونها البوابة البحرية للقدس، وأرسل "طوب أسطة سي الحاج أحمد" لينفّذ مهمة نقل مدفعين من عيار 9 أوقيات، ومدفعين نحاسيين من عيار 5 أوقيات، ومدفع واحد من عيار 7 أوقيات، وحملها بالمراكب. بينما يذكر "المعلم ابراهيم القورة" في تاريخه أن المنقول من قلعة طرابلس إلى قلعة يافا سنة 1232هـ/ 1816م إثنا عشر مدفعاً.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Empty
    مُساهمةموضوع: رد: قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل   قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Icon_minitime17.07.10 19:43

    وفي سنة 1236هـ /1820م. تولّى "درويش باشا" ولاية دمشق، فأصدر أمراً بعزل "بربر آغا" عن طرابلس وتسليمها لـ"علي بك أسعد المرعبي"، فرفض "بربر آغا" تنفيذ الأمر، ونشبت الحرب بينهما، وقام "ابن الأسعد" بمحاصرة طرابلس ثلاثة أشهر حتى نفدت الأقوات لدى الأهالي وعانوا من الضيق والحصار، ودخل "بربر آغا" القلعة بجماعة من موظفيه وأتباعه وأهل بيته، وتحصّن فيها، فامتلك "ابن الأسعد" المدينة، وضرب الحصار على القلعة مدة شهر، حتى أرسل والي دمشق أحد موظفي بيروت فأخرج "بربر آغا" من القلعة صُلحاً، وسلّمها إلى عساكر الأرنؤوط، ونتج عن هذه الحرب أن القلعة لم يعد يوجد بها أسلحة وذخائر، ولهذا أرسل "عبد الله باشا الخزندار" والي دمشق الجديد أثناء عصيانه على السلطنة العثمانية الكاتب "يوحنا البحري" سنة 1238هـ/ 1822م فكشف على القلعة فوجدها خالية من السلاح.
    ويبدو أن القلعة بقيت مهملة خالية حتى بداية الحملة المصرية إلى الشام سنة 1247هـ/ 1831م. حيث أعيد "بربر آغا" إلى حكم طرابلس، فكان أول ما قام به هو ترميم القلعة وشحنها بالعساكر والأسلحة والذخائر، وكلّف من قِبَل "ابراهيم بن محمد علي باشا" صاحب مصر بتعيين أنفار يرابطون بها بموجب تذاكر الإقطاعات يوزعها عليهم. ولهذا قام أحد الخبراء بالكشف عليها ميدانياً ليضع تقريراً عن حالتها، وما تحتاجه لإعادة تأهيلها.
    وهذا نص التقرير وقد كُتب باللهجة المصرية:
    "...من بعد حضور مصطفى آغا بربر متسلماً بموجب أمر سعادة أفندينا وليّ النِعَم، بادر الآغا المومى إليه لتحصين وتعمير القلعة بتاع طرابلس، وترتيب كامل المهمات على ما يجب. وورد من جانب الأوردو المنصورة جَبَه خانة وفشنك بارود ومدافع ووزعناهم على محلاتهم كما يليق. ولا زال الهمّة. صدر أمر من حضرة أفندينا ابراهيم باشا إلى بنيان طوابي أحدهما في الجبل العالي الذي يقابل القلعة، والآخر على تل المرمل الذي بين البلد والمينة. ثم حصل التلطيف والإكمال إلى أهل البلد داخلاً وخارجاً والذين هم أهل البلدة ذوي الاستعداد والمقدرة كافّتهم من غرضهم. وسُئل الآغا المومى إليه. ومُظهرين الرغبة الكاملة بهذه الدولة الرحيمة".
    في 13 رمضان 1247هـ
    في أثناء ذلك كان "عثمان باشا اللبيب" في نواحي اللاذقية يقود العسكر العثماني ليسترجع طرابلس من المصريين، فكاتَبَه بعضُ الأعيان وحثّوه على الإسراع نحو طرابلس ليتسلمها ويخلّصها من الحكم المصري، فكتب لهم جواباً يطمئنهم فيه وأنه في طريقه إليهم، ولكن الجواب وقع بيد "بربر آغا" عن طريق أعوانه، فقتل حاملي الكتاب، وألقى القبض على قاضي المدينة الشيخ "ابراهيم السندروسي" وأولاده، وأربعة من وجهاء طرابلس ومفتيها، و"محمد بن عبد الحميد بن عبد الله كرامة"، وسجنهم داخل القلعة، فقيل إن اعتقالهم دام أربعة أشهر، وقد طوّقت رقابهم بسلاسل الحديد، وفي أرجلهم القيود والأصفاد.
    وبدا واضحاً أن عناية فائقة بُذلت في ترميم القلعة وتحصينها وتزويدها بالمدفعية الثقيلة وأنواع السلاح، وإكثار المرابطين فيها، وهذا ما أفصحت عنه رسالة "ابراهيم باشا" التي أرسلها إلى أبيه "محمد علي" في مصر يطمئنه فيها على قوة موقفه العسكري في طرابلس في مواجهة عساكر العثمانيين بقيادة "عثمان باشا اللبيب".

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل 807056992



    صورة مدخل قلعة طرابلس و تبدو البوابة ذات الحجارة الابلقية (البيضاء و السوداء) التي أنشأها السلطان سليمان القانوني


    جاء في رسالة "ابراهيم باشا" إلى أبيه حاكم مصر ما يلي:
    "...لو فرضْنا أن قوة من الأعداء اقتربت من طرابلس لَقَابَلَتْها قوّاتُنا الموجودة فيها البالغ عددها أربع أورَط (فيالق)، وخمسة بلوكات من المشاة، وبلوكاً من المدفعية.. وقد أعطيت الأوامر إلى مصطفى آغا بربر باكتتاب الأهالي الذين يصلحون لحمل السلاح واستعماله. فلا شك أن الآغا المومى إليه يتمكن من تجنيد بضعة مئات من الجنود، وإحضار وترتيب ستة من مدافع القلمبرينات والأيوسات والشرْخات. وإننا سنرسل في بحر بضعة أيام مقداراً آخر من الفشنكات والخراطيش والبارود والقنابل والكُلل. وخلاصة القول إنه توجد لنا بطرابلس قوة هائلة. وعلى فرض المُحال أنها لا يمكن أن تقاوم الأعداء وتتغلّب عليهم، إلا أنها في قدرتها أن تتحصّن في القلعة وتقاوم مدة طويلة. فريثما يشتغل الأعداء بمحاصرة القلعة ومنازلتها، فنحن نسوق جيشاً من شرقيّ جبال الدروز وآخر في السواحل إلى جهة طرابلس، ونحيط بهم إحاطة السوار بالمِعصَم، ونبيدهم من أولهم لآخرهم. ولو فرضنا أن والي حلب حضر بقوة كبيرة عن طريق حماة وحمص، على جسر بنات يعقوب، وأن والي الشام الموقت حضر أيضاً بقوة أخرى على جسر مجامع في وجود عثمان باشا لمحاصرة طرابلس، أو أن كليهما حضر للاستيلاء على أحد الجسرين وبما أننا قد جرّبنا مراراً الزمان والمسافة التي يستغرقها نقل القوات العسكرية من هنا إلى كلٍّ من الجسرين المذكورين وإلى طرابلس لا يستغرقان سوى بضع ساعات معدودة. فنحن واثقون كل الوثوق من أننا نحافظ على قلعة طرابلس، كما أننا متأكدون من أن نقاوم أكثر من ثلاثين يوماً على الأقل. وبعد أن نذهب ونحارب العدو المفروض ظهوره من الشرق، ونطاردهم إلى حماة وحمص، ونقضي عليهم قضاءً تاماً، سنتوجّه إلى جهة طرابلس لنأخذ العدو الذي فرض وجوده في محاصرة المدينة المذكورة على غرّة جنْبهم وخلفهم فنبيدهم عن بكرة أبيهم...".
    وبعد وقت قصير ساءت العلاقات بين "ابراهيم باشا" و"بربر آغا"، فعُزل "بربر" عن طرابلس وأقام في القلعة التي بناها في قرية إيعال في منطقة الزاوية التابعة لطرابلس، حتى مات فيها، وانطوت بذلك أخبارُهُ المقرونة بقلعة طرابلس، ولكن القلعة بقيت بعده تؤدي دورها في تاريخ المدينة وأحداثها الكبرى.
    ففي سنة 1248هـ/ 1833م عُيِّن على طرابلس متسلمٌ يُدعى "سليم بك أوتوزبر" وهو أحد القادة في جيش ابراهيم باشا، وكانت طرابلس تئن من الضرائب الباهظة التي فرضها المصريون عليهم، واحتكارهم لتجارة المدينة، وتجنيد أهلها إجبارياً في الجيش، وزاد من غضبهم وكراهيتهم لهم إباحة الخمرة في أسواق طرابلس الإسلامية المحافظة، فحين وصلت الأخبار بمحاصرة أهل نابلس لابراهيم باشا وإرغامه على التراجع، استبشر الطربلسيون بخروج المصريين وعودة الحكم العثماني، ولهذا أقاموا الأفراح، واحتفل أعيانُها بقراءة المولد النبوي الشريف، فحنق المتسلم المصري "سليم بك" وقبض على خمسة وعشرين رجلاً، بينهم ثمانية من أعيان طرابلس، وسجنهم في القلعة، وبعد أيام أنزلهم منها للمحاكمة، فأطلق سراح واحد أو اثنين منهم، وسيق الباقون إلى محلّة "الملاّحة"، فقُطعت رؤوسُهم وصُفّت على مستديرة البركة، وطُرحت جثثُهم في سوق العطارين القديم، وهو سوق البازركان الشمالي الممتد من بركة الملاحة إلى جامع العطار وبقيت ثلاثة أيام دون دفن.

    كان إعدام الطرابلسيين في شهر ربيع الأول سنة 1250هـ/ 1833م وعُرف منهم: الحاج عبد الله علم الدين، والحاج شكري المطرجي، والسيد شاكر عدرة، والسيد القاضي ابراهيم أفندي السندروسي، والحاج حسين علم الدين، والسيد مصطفى ملك، والحاج مصطفى الأدهمي، ومحمد أفندي الذوق، والسيد خليل الثمين أمين فتوى طرابلس، واسماعيل أفندي أخو نقيب الأشراف، وأحمد آغا الحجّة، وابراهيم الحاج حسن النابلسي، والبهلوان ابن الرفاعي، وشاكر الشهال، وطالب آغا الحمزة، وعبد الله آغا عدرة، وكان صَدَر أمرٌ خاص بقتله، وعثمان محسن، والحاج أحمد الدُوَيدي الموظف في ديوان طرابلس، والشيخ محمد رفاعية، وشخص من آل سيفا، وآخر من آل منقارة.
    وبعد ثلاثة أيام من هذه المذبحة، تمّ دفنُ الجثث في مدرسة القطّانين، المعروفة الآن بمدرسة الشهداء، وهي بجانب الباب الشرقي لخان الخياطين، وهي تحولت إلى مقر لنادي الزهراء الرياضي دون مُراعاة لحُرمة جثث الشهداء المدفونين فيها، رحمهم الله تعالى.
    وقد نجا من هذه المذبحة كلٌّ من: الشيخ محمود عبد القادر الرافعي الملقَّب بأبي الأنوار، وهو صاحب الزاوية القائمة حتى الآن القريبة من قصر آل كاستفليس، والشيخ محمد الجسر الملقّب بأبي الأحوال والد العلامة الشيخ حسين الجسر، حيث خرجا من طرابلس قبل القبض على أعيانها وهربا بحراً إلى قبرس.
    ***
    وكانت القلعة أيضاً سجناً لجماعة من أعيان عكار وُضعوا إلى جانب المساجين الطرابلسيين، فبلغ مجموعُهم مع الذين تمكنوا من الهرب سبعة وخمسين رجلاً.
    وفي يوم الأحد 21 من شهر شعبان 1256ه_/ 18 تشرين الأول 1840م. خرج المصريون من قلعة طرابلس بعد أن أشعلوا النار فيها بهدف إحراقها وتفجير الجَبَه خانة (مستودع الذخيرة) فيها لتمتد النيران إلى المدينة انتقاماً من أهلها المتعاطفين مع الأتراك العثمانيين. لكن العناية الإلهية تداركت القلعة والمدينة معاً، فلم يلتهب سوى موضع واحدٍ من القلعة لم يكن فيه إلا كمية قليلة من البارود، فتهدّم جانبٌ من القلعة، ولم تصل النار إلى الجَبَه خانة الرئيسية، وحفظ الله بقية القلعة والبلد من كارثة محققَّة.
    وبانسحاب قوّات ابراهيم باشا من طرابلس، وصل إليها متسلّم جديد من قبل السلطنة العثمانية يُدعى "عبد القادر أفندي"، وهو عُرف فيما بعد بـ"عبد القادر باشا الحاج ناجي"، ودخل القلعة وأعاد الراية العثمانية فوق أسوارها من جديد. وتبع ذلك بعد بضعة أيام إجراء الكشف على موجودات القلعة من الجَبَه خانة التي خلّفها المصريون وسلمت من الحريق، وأشرف على الكشف السيد عمر كرامة، وكان كاتباً لدى المحكمة الشرعية بطرابلس، والسيد أسعد النعنعي المعيَّن من مجلس ديوان المتسلّم "عبد القادر باشا ناجي"، والسيد طالب الشلبي ممثِّلاً للمتسلم المذكور والخواجة مخايل عُبَيد كاتب الخزينة، وجرى تحرير الموجودات في الرابع من شهر رمضان المبارك سنة 1256هـ/ 1840م.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Empty
    مُساهمةموضوع: رد: قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل   قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل Icon_minitime17.07.10 19:45

    نقله لكم طالب العلم فؤاد طرابلسي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    قلعة طرابلس الشام حصن عربي اصيل
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: فضاء التاريخ والخغرافيا-
    انتقل الى: