صديقي لايشرب القهوة..

مدير التحرير المشاركات : 218 . :

شــــعر محمــــود مفلــح
صديقــي لا يشـــــرب القهــــــوة
صَدِيقي الذّي ماتَ قَبلَ عَاميْنِ مَاتْ
فَكَيفَ إِذَنْ جِئتُ أُوقِظُهُ الآَنَ
أَدْعُوهُ عَلى عَادَتِي لِنَشرَبَ قَهْوتَنا في عُذُوبةِ هَذا الصّبَاحِ
. . . . . . . . . . . وَقَبلَ الفَوَاتْ ؟ !
وَكَيفَ إِذنْ أُقنِعُ النَّفْسَ بِالمَوتِ . . . ليسَ السُّبَاتْ ؟ !
وَقَدْ يَسْتَسِيغُ الصّدِيقُ رَحِيلَ الصَّدِيقِ
وَ فَوقَ الصَّدَاقةِ قَدْ تُعْشِبُُ الذِّكريَاتْ
********************
صَدِيقي الذّي كَانَ يَوماً صَدِيقي
رَكِبْنَا القِطَارَ مَعاً
حَجَزنا معاً لِلأَسَى حُجرَتَيْنْ
وَكُنّا نَسِيرُ عَلى سِكَّةِ الشِّعْر
قَدْ نَتَخاصَمُ لكنّنا لا نُطِيقُ التَّراشُقَ بِالوَحْل
قَدْ تَتَعرَّى العِبَارَاتُ , تَسْقُطُ كُلُّ الوُرَيْقَاتِ عَنهَا . . .
وَ لكنَّ سَوْءَتَها لا تَبِينْ
نَدُوسُ عَلى الشَّوْكِ حِيناً لِنَبْلُغَ أُرْجُوحةَ اليَاسَمِينْ
وَنَسْبحُ في بِرْكَةِ الشِّعْرِ لكنَّ أَرْؤُسَنَا دَائماً فوقَ سَطْحِ القَصيدَةِ
أُلقِي عَليهِ السَّلامْ
وَ يُلْقِي عَلَى جَمرةَ القَلْبِ . . . فُلَّ الرُّخَامْ
وَ حِينَ يَمُرُّ القِطَارُ سَريعاً وَ نَفقِدُ شَهوَتنا للتّسكُّعِ
يَمْضي إلى بَيتِهِ ثُمَّ أَمْضي
وَلكنَّنَا في الصَّباحِ نَعودُ وَقَدْ أَثْقلتنا هُمومُ الكِتابةِ
أوْ جَرَّحَتننا هُمومُ الرَّغيفْ
فَيَغْسِلُنِي العُشْبُ في مُقْلَتَيْهِ
وَ نَصْعدُ كَفَّـاً بِكَـفٍّ عَلى دَرَجٍ مِنْ سَحَابٍ شَفِيفْ
وَ حِينَ يُتَعْتِعُهُ الفقْرُ يُفضِي إِلَيَّ
نُحاوِلُ عِبْرَ النُّكَاتِ الجَديدَةِ إِيقَافَ هَذا النَّزِيفْ
لِكَيلا نَظلَّ نَسِيرُ غَريبين . . . فَوقَ الرَّصِيفْ
*******************
لَقدْ مَاتَ هَذا الصَّدِيقُ الأَثِيرُ
وَ لم يَسْتَطعْ أنْ يَمُوتَ طَويلاً
فَأطلَقَ كُلَّ الفَرَاشَاتِ تَجْتَاحُنِي في ضَجِيجِ الزِّحَامْ
وَ أَلْقَى بِبِرْكَةِ رُوحِي أَحْجَارَهُ
وَ أَرْسَلَ كُلَّ القَصَائِدِ كَالمَوجَةِ الصَّاهِلَةْ
وَ كُنتُ أُقاوِمُ هَذا الهُجُومَ المُباغِتَ بِالصَّمْتِ حِيناً . . .
وَ بِالدَّمْعِ حِيناً وَ الزَّفْرَةِ القَاتِلَةْ . . . ! !
وَ أَمْضِي وَحِيداً إِلى حَيثُ أَمْضي . . . لَعَلِّي أَضِيعُ معَ السّابِلَةْ ! !