بقلم : راوية رياض الصمادي
نتائج الدورة الثالثة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) للعام 2010، دليل قاطع على سوء التقدير، فأنا قرأت الرواية وصدمني فوزها
فهي لا ترقى لمستوى الفوز بالجائزة مع إحترامي وتقديري للروائي عبده الخال، فبعد أن قرأت المقالة التي كتبها الناقد إياد ع.نصار في جريدة الدستور يوم 04-06-2010 وشعرت بالحيرة التي أصابت الناقد إياد نصار، ما هي المعايير والأسباب التي بنت اللجنة أحكامها لتفوز رواية "ترمي بشرر" لعبده خال.
عندما تتعمق بالقراءة ستجد أن ما ذكره إياد نصار من وجود كم هائل من الأخطاء هو فاضح وغير مقبول من قبل عبده خال، كان يجب على الكاتب الأخذ بعين الأعتبار من وجهة نظري الخاصة هذه الأخطاء ويراجعها قبل أن ينشر القصة ويدخل بها للمسابقة، فوزه لا يغفر له الكم الهائل من الأخطاء التي وقع بها.
مقالة إياد نصار هي شاهد عيان وبالدليل على أن هذه الرواية وفوزها بالجائزة مشكوك به، لقد أوضح الناقد إياد نصار عدد لا يستهان به من الصفحات والكلمات والأخطاء النحوية التي وثقها برقم الصفحة، وهذا دليل واضح على الجهد المبذول والمصداقية في عرض الجوانب السلبية والإيجابية في الرواية. لقد كان إياد نصار في نقده منصفاً بعيداً عن المجاملات أو الإجحاف بحق عبد خال.
الكاتب لم يكن دقيقاً في وصفه في كثير من الأحيان فهو يجعلك تشعر بأنك تفقد التسلسل والترابط في متابعة مجريات الرواية وهذا حدث معي كثيراً. حتى أنني في كثير من الأحيان كنت لا أعرف هل الصفحات مرتبة بالشكل الصحيح أم أنني فقدت تسلسل الأحداث. ذكر إياد نصار أن هناك تكرار في الوصف، وعندما قرأت الرواية وجدت أن ما قاله واضح، وهذا يعني أن الكاتب كان يكتب دون أن يراجع ما كتبه فقط للدخول في المسابقه والحصول على الجائزة. وهذا خطأ يقع به عدد غير قليل من الروائيين الذين يتلهفون للدخول في مسابقات للفوز على حساب جودة الرواية.
الرواية بصدق وبعد قرائتها بتمعن وروية لم تجعلني أشعر بالرغبة في الأستمرار أو المتابعة، وشعرت بأنني أضيع وقتي سدى في قرائتها، ولكنني أجبرت نفسي على المتابعة حتى أتبين الفكر الذي أنطلق منه الناقد إياد نصار.
الرواية تقع في 416 صفحة فإذا أزلنا منها التكرار وأصلحنا من الأخطاء اللغوية والنحوية أعتقد بأن صفحات الرواية ستقل إلى النصف وهذا لن يؤدي إلى فقد المضمون الأساسي والبنية السردية لن تكون إلا بشكل أعتقد جذاب ،ويمكن لو راجع عبده الخال الرواية لوجدها تعاني الكثير ولكنه آثر العُجالة في سردها على جودتها، وضرب بعرض الحائط كل ما قد يقال عنها.
عندما بدأت قراءة مقالة إياد نصار جذبتني كثيراً وجعلتني أشتري الرواية فنقده لها أسرني ووجدت نفسي أتعلم في مدرسته النقدية، أسلوبه في عرض الحقائق يجعلك تقف إحتراماً لفكره، فهو لم يظلم عبده خال وبنفس الوقت لم يكن معه، وما جعلني أستفيق من أستغراقي وتمعني لقراءة مقالته عندما شرعت في قراءة الجزء الخاص بالأخطاء النحوية، لا أخفي أنني شعرت بموجه من الضحك خصوصاً عندما أشار إلى ص 363 (وفي الجملة نفسها صار الفاعل منصوباً بقدرة قادر "فما دمت تسلك الطرق الآمنة فلن يصلك شيئاً")، في لحظتها شعرت بمدى معاناة إياد نصار وهو يقرأ الرواية، ومعاناته في سرد هذا الكم الغير متناهي من الأخطاء النحوية.
لقد أشار إياد نصار على أعتماد الرواية كثيراً على توظيف تقنية المفارقة بين الظاهر والباطن، وهنا أؤيده، فمن خلال متابعتي لأحداث الرواية وجدت التناقضات واضحة، والمشاعر غير المتوازنة، وكأنك في آلة الزمن تنتقل من حدث إلى آخر وبعد ذلك تعيد التاريخ لتعود لأحداث أخرى، وكأنها مشاهد متقطعة جمعت بغير هدى لتتشكل في النهاية "ترمي بشرر" لقد أسقط الكاتب أفكاره بطريقة نزقة فكأنها ترمي القارئ بشرر.
ويداخل القارئ أن هذه الرواية كأنها تتحدث عن عبده خال شخصياً أي تتحدث عن أحداث حياته المتناقضة وكأنه عندما كان يكتب كان يستحضر الماضي بقذارته ودعارته وسفهه بشخصيات كان طوال الوقت يضلل القارئ حتى لا يركز فكره حولها، وهذا لاحظته في كثير من المواقع التي أثارت شكي ومخاوفي، فقدرته على تشكيل قصة كهذه وسرد تفاصيل جداً دقيقة والخوض في نفسية البطل كلها إشارات تدل على عبده الخال شخصياً.
أما بالنسبة إلى الجنس الذي كان محور الرواية والذي ذكره إياد نصار، أنا أعتقد أنه يعبر عن واقع حياة تعيشها السعودية وليس مجرد كلمات في رواية، لقد حاول عبده خال أن ينقل الواقع الحقيقي وما يحدث خلف أسوار القصور العديدة، وأشار إلى القصر وهذا رمز الثراء في كل العصور الماضية والحاضرة وما ذكره من دعارة مستباحة واستبداد وظلم للمرأة وستباحة الرجل للرجل وكل الموبقات بجميع أشكالها ما هي إلا صور تتكرر.
ما فعله عبده خال هو أن نقل الواقع قد يكون جريئاً في طرحه ولكنه لم يكون متجدداً في أحداث الرواية، بالنسبة لي أجداها عادية جداً ولكن أسلوب طرحها هو الجديد.
لقد أوضح إياد نصار عندما أشار إلى جرائم الشرف وكيف عبر عنها عبده خال في ص 125 إلى أنها تنتقدها بجرأة، بنسبة لي إن ما ذكره عبده خال عن جرائم الشرف قد يكون جريئاً نوعاً ما بالنسبة لروائي من السعودية، ولكن جرائم الشرف حقيقة تغفل عنها أقلام الروائيون خوفاً من مصادرة كتبهم وعدم نشرها، بالنسبة لي أنا أشكر عبده خال على نشر ثقافة البغي التي تنتشر في قصور الأغنياء الذين يتخفون بعباءة لا تمت لهم بصله.
http://nawafz.own0.com/montada-f13/topic-t100.htm#125المصدر