متابعات مختارات
المشاركات : 1292 . :
| | التاريخ الإجرامي الأسود للكيان الصهيوني | |
يجسد تاريخ الكيان الصهيوني الغاصب حلقات متواصلة ـ دنيئة ومظلمة وبربرية ـ من المجازر الوحشية والقرصنة علي الأرض وفي أعالي البحار, ويتشكل نسيج هذا التاريخ الدموي من اغتصاب فادح لأرض فلسطين وإبادة جماعية لمئات الآلاف وتهجير قسري للملايين إلي الشتات علي امتداد خريطة العالم وفي المخيمات اللا إنسانية والموحشة التي تغتصب حق الإنسان في الحياة والوجود وتحوله لمجرد اسم بلا وطن وبدون هوية وهذا التاريخ البشع الذي يتفوق بجدارة علي ما يحتويه تاريخ العالم الاسود من دموية وتدمير وتخريب وخروج عن القيم الإنسانية وأعرافها وقواعدها يصنع جزءا مهما ورئيسيا من التاريخ البربري والاجرامي للكرة الأرضية يتجاوز كل المعروف عن فظائع وأهوال جانكيزخان وهولاكو وكل الرصيد المخزي والمشين للفاشية والنازية ويتفوق علي كل مفردات التاريخ البربري لأوروبا في العصور الوسطي وقبلها ولكنه يتشابه دائما في كلياته وتفصيلاته مع التاريخ الأمريكي لإبادة الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة وتاريخ المستوطنين والاستعمار البريطاني والأسباني والبرتغالي والهولندي والفرنسي للإبادة الجماعية للسكان الأصليين في أمريكا الجنوبية وفي استراليا ونيوزيلندا وكندا وجنوب شرق آسيا, كما يتوافق مع اغتصاب حق الحياة الحرة لعشرات الملايين من أبناء افريقيا واستعبادهم وترحيلهم قسرا لأمريكا ليعملوا عبيدا في مزارع الرجل الابيض باعتبارهم فئة دونية من بني الإنسان لا تستحق الحياة الحرة الكريمة اللائقة بين البشر بالمقارنة بالجنس الأبيض الأعلي والأقدر والأفضل. وما صنعته الدولة العبرية المارقة والإرهابية مع قافلة الحرية التركية الدولية من مجزرة دموية بشعة في المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط يشارك في المسئولية المباشرة عنه القوي العالمية الكبري وفي مقدمتها أمريكا قطب العالم الأوحد والوحيد وقائد محور الشر العالمي الذي يحتل ويقتل ويدمر ويبيد المدن والزرع والضرع ويهجر عشرات الملايين قسرا من مواطنهم الأصلية في ظل سياسة الأرض المحروقة الاستعمارية الموغلة في القتل والتخريب كما يحدث في العراق وأفغانستان وكما حدث في فيتنام والحرب الكورية في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي وكما صنعت أمريكا بضرب هيروشيما ونجازاكي المدينتين اليابانيتين بالقنابل الذرية بعد أن أعلنت اليابان استسلامها وخضوعها وهو ما صنعته قذائف الطائرات البريطانية والأمريكية في نهاية الحرب العالمية الثانية للمدن الألمانية وتدمير مدينة درسدن وعشرات الآلاف من المدنيين القتلي شاهد مهم علي مسلسل جرائم العصر والابادة الجماعية التي يمارسها العقل الأوروبي الحقيقي في مواجهة الآخرين بأقصي درجات القسوة والعنف وهو ما يكشف البنيان الحقيقي للحضارة الغربية وركائزه القائمة علي البربرية في أعتي صورها وأشكالها التي كان نتاجها55 مليون قتيل علي أرض القارة الاوروبية في الحربين الأول والثانية وتدمير المدن والبنية الأساسية والمصانع والمزارع وتدشين استخدام المواد السامة والأسلحة الكيماوية في الحروب العاتية بين أبناء القارة الواحدة. ومجرد نظرة سريعة وعاجلة علي نتائج التصويت في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عند مناقشته للجريمة البشعة لمرتزقة الكيان الصهيوني ضد قافلة الحرية التي ضمت أكثر من700 ناشط دولي متضامنين مع رفع الحصار الاجرامي علي غزة ينتمون إلي40 جنسية لدول العالم المختلفة من جميع قاراته,وفي مقدمتها القارة الأوروبية التي يتسع في دولها نطاق الرفض للممارسات الاجرامية الصهيونية وأرهاب الدولة والافراط في استخدام القوة ضد الفلسطينيين, وتتضاعف حلقات يقظة الرأي العام وشعوره بخطورة ما يجري وما يتم علي أمن العالم واستقراره وإنسانيته وتحضره الواجب واللازم حيث صوت ضد القرار الذي يدين الجريمة الوحشية ويقرر ارسال لجنة تقصي حقائق دولية ثلاث دول هي أمريكا ـ ايطاليا ـ هولندا وامتنع عن التصويت ـ بما يعني السعي لعرقلة القرار ـ كل من بريطانيا وفرنسا وانضمت إليهما سلوفاكيا ـ المجر ـ أوكرانيا وتبعهما اليابان ـ كوريا الجنوبية ـ الكاميرون تماشيا مع الموقف الأمريكي الأوروبي وخضوعا لضغوطه وقد بلغت السخافة بالمندوبة الأمريكية أن تصف القرار بأنه غير متوازن وهو نفس الموقف الذي قامت به الدبلوماسية الأمريكية في مجلس الأمن الدولي ونتج عنه صدور مجرد بيان رئاسي للمجلس غامض وفضفاض لا يدين إسرائيل علي جريمتها وقرصنتها الواضحة والصريحة ضد قافلة الحريةالمسالمة غير المسلمة في المياه الدولية. وبعيدا عن محاولات الكيان الصهيوني المتبجحة لتلفيق الأحداث وتزويرها بمساندة ترسانة الاعلام الأمريكي اليميني المحافظ بالدرجة الأولي وقدرته الدائمة علي بث سموم الحقد والعنصرية والضغينة علي كل من يخالفهم وفي المقدمة العالم الإسلامي والمسلمون فإن أقصي ما تمكنه نتنياهو المتهم هو ورفيقه باراك بإرتكاب جرائم حرب في العدوان الاجرامي علي غزة في ديسمبر2008 وحتي يناير2009 أن يثير زوابع مريضة ومرضية عن تدفق السلاح إلي غزة حال كسر الحصار عنها وإطلاق أوهام السطوة الإيرانية وغيرها من مفردات الحديث الهستيري الذي رتب لانطلاقه وهيمنته علي خريطة العالم الصناع الفعليون لأحداث11 سبتمبر الأمريكية التي يؤكد كبار الخبراء والمختصين والمفكرين في أمريكا انها صناعة خاصة لأجهزة مخابرات شديدة القوة والقدرة والنفوذ في مقدمتها المخابرات المركزية الأمريكية والموساد باعتبارها حلقة رئيسية من مخططات اليمين المحافظ الأمريكي للسيطرة داخليا وعالميا واعلان الحرب المقدسة ضد الإسلام والمسلمين لمساندة الكيان الصهيوني في الترتيب الجغرافي الواقعي علي الأرض للتبشير بالميلاد الثاني وفقا للخرافات والأساطير التوراتية. ومع ثبوت الجريمة القاطع علي الدولة العبرية وثبوت القرصنة في المياه الدولية علي الكيان الصهيوني الغاصب فإن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة لم يجد بدا إلا أن يعرب عن شعوره بالصدمة مع تأكيده أن قافلة الحرية كانت في المياه الدولية بكل ما يعنيه ذلك من اعتداء علي القانون الدولي وبكل ما يعنيه أيضا من توجيه اتهام بالقرصنة في أعالي البحار وهو يتجاوز تماما وضع القراصنة الصوماليين في خليج عدن والشواطيء الافريقية, لأن القرصنة الصومالية تشكل عصابات لأفراد وممارسات قرصنة بهدف السرقة أو الحصول علي فدية من ملاك السفن وأصحابها, أما القرصنة الصهيونية فإنها قرصنة جيش دولة عضو في الأمم المتحدة يفترض أن عليها التزاما بالقانون الدولي والمعاهدات الدولية والأهم من ذلك أن كبار المسئولين بها يتحملون التزامات واضحة أمام المحاكم الدولية, وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية كما أن الدول المارقة تتعرض لعقوبات من مجلس الأمن وفقا للفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة تؤدي إلي حصارها وعزلها وتقييد تجارتها الدولية وتقييد حصولها علي السلاح وتمنع دول العالم من تصديره لجيوشها ويصل الأمر إلي مصادرة احتياطياتها الدولية ووضع قيود علي نشاط مصارفها الدولي ومصادرة أموال من يقال إنهم من الارهابيين من قادتها وكبار مسئوليها ومنع منحهم تأشيرات وهذا ما يحدث مع كوريا الشمالية وصولا الي استخدام القوي المسلحة ضدها لفرض الارادة الدولية عليها وما يحدث مع إيران وما يحدث مع سوريا وما حدث بشكل منظم واسع النطاق مع العراق قبل غزوه واحتلاله وما حدث مع أفغانستان خلال فترة حكم طالبان. وتتكشف أبعاد الخصوصية الشديدة للعلاقة بين أمريكا والكيان الصهيوني من خلال تاريخ طويل للإنحياز السافر والدعم غير المحدود بكل صوره وأشكاله وقد كان وعد بلفور لليهود بإقامة وطن قومي في فلسطين اعتداء سافر علي الشرعية الدولية والقانون الدولي, وكان قرار إنشاء الكيان الصهيوني علي أرض فلسطين وقرار التقسيم الصادر من الأمم المتحدة انتهاكا صريحا لميثاق الأمم المتحدة وكل قواعد القانون الدولي الواجبة الاحترام والنفاذ وكذلك كان قرار تمكين الدولة العبرية من تجاوز الحدود التي رسمها قرار التقسيم ويندرج تحت نفس البنود ممارسات الاحتلال الصهيوني في الأراضي تحت الاحتلال منذ5 يونيو1967 فهي تخالف بالطول والعرض الالتزامات التي يفرضها القانون الدولي علي سلطة الاحتلال وفي مقدمتها الاستيلاء علي الأرض وتغيير طبيعتها الديموجرافية كما يحدث في القدس الشرقية وكما يحدث في المستوطنات بالضفة الغربية وكما يحدث في الجدار العازل الاجرامي الذي تبنيه الدولة العبرية وكما يحدث مع المعتقلين وما يحدث ويتم من قتل وتصفية للفلسطينين وقادتهم وكما يحدث من اعتداء همجي علي الأقصي والمقدسات الإسلامية والمسيحية مما يؤكد التستر الكامل والفاعل من القوي الغربية وأمريكا واستغلال النفوذ والقوة لفرض أمر واقع يعطي إجازة فعلية لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية عندما تتعارض مع الممارسات الوقحة والمستفزة والمجرمة للكيان الصهيوني وهناك دائما الفيتو الأمريكي والبريطاني والفرنسي علي خلفية الأحداث في مجلس الأمن تمنع أي ذرة تفكير حتي في إدانة إسرائيل حتي عن وقائع وأحداث تستوجب اعمال الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بكل عقوباته الدولية الصارمة. ولكن أجواء وظلال الحماية الكاملة لبربرية وقرصنة وإجرام الكيان الصهيوني لا يمكن أن تعني علي الاطلاق الخنوع والخضوع لمنطق القوة الغاشمة والركوع أمام جرائمها المتوحشة فإنه في النهاية والبداية يظل هناك ضمير عالمي قد يحتاج إلي فترة زمنية حتي ينضج ويقوي عوده ويشتد, ولكنه دائما موجود لمناصرة الحرية الإنسانية والحقوق المشروعة للإنسان والدفاع عن ثوابت التحضر العالمي في مواجهة كل الأحقاد العنصرية والمتطرفة والإرهابية وهي في مجملها التي تشكل الركيزة الرئيسية للمفهوم الحقيقي للدولة المارقة وهي بكل المعايير والمقاييس المرتكزة أيضا لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي بكل أركانه لا تنطبق إلا علي دولة واحدة تسمي إسرائيل وانضمام متضامنين من40 جنسية لقافلة الحرية دليل علي يقظة الضمير العالمي ومظاهرات الغضب والاحتجاج في عواصم العالم ومدنه بما فيها القوي الكبري المنحازة للكيان المارق بشكل مفضوح ومزر دليل علي تنامي قوة الرأي العام العالمي المساند للحقوق العربية والفلسطينية المشروعة ولكنها قوة معنوية ناعمة لا تستخدم البوارج والطائرات والرشاشات والقنابل والمدافع وهي قوة لا تعترف إلا بإلاجراء السلمي المسالم وقاومت القرصنة الصهيونية بالأيدي وتسلحت خلف الكراسي الموجودة علي سطح السفن في مواجهة الرصاص الحي والقسوة والغلظة والبربرية والإمتهان للحقوق والكرامة الإنسانية وتفسر هذه القوة الناعمة المتصاعدة تصويت كل من سلوفينيا والنرويج الاوروبيتين في مجلس حقوق الإنسان مع قرار إدانة الكيان الصهيوني وكذلك ما كشف عنه استطلاع أخير بالنرويج أجرته مؤسسة اينفاكست من أن أكثر من40% من النرويجيين يقاطعون أو يؤيدون مقاطعة المنتجات الإسرائيلية كما أفاد9,5% أنهم يقاطعون بالفعل هذه المنتجات وأيد33.5% هذه المقاطعة واقتصرت نسبة المعارضين علي29.4% في حين لم يحدد27.6% من عينة الاستطلاع رأيهم ويشكل ذلك متغيرات جذرية في مجتمع أوروبي يلاحق البشر فيه بضراوة وغلظة أحاديث الهولوكوست المحرقة النازية المزعومة لليهود واتهامات معاداة السامية المعدة دائما لأسكات الآراء الحرة الرافضة لتكميم الأفواه الاوروبية بأساليب محاكم التفتيش في القرون الوسطي المظلمة بأوروبا. وهناك اجماع في الاعلام الاوروبي وإيضا في الاعلام الصهيوني علي أن المجزرة والقرصنة ضد قافلة الحرية السلمية والمسالمة التي كانت تحمل مساعدات إنسانية وطبية قيمتها نحو عشرة ملايين دولار منها عربات للمعاقين التي بترت أطرافهم في جرائم الحرب الصهيونية ضد غزة ولعب أطفال ومساكن جاهزة لإيواء المشردين في الخيام أدت إلي اشتعال عاصفة دولية ضد الكيان الصهيوني, وأن العالم أصبح يشتعل غضبا ضده, وأعلن دواود أوغلو وزير خارجية تركيا الصديق المقرب لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط منذ عقود طويلة أمام مجلس الأمن أن إسرائيل فقدت شرعية وجودها كعضو في المجتمع الدولي واتهم رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي الكيان الصهيوني بممارسة ارهاب الدولة وهو ما يؤكده الاستمرار في تحدي العالم بالتوعد بتكرار مجزرة قافلة الحرية مع السفينة راشيل كوري التي انطلقت بالفعل من أيرلندا في طريقها لكسر حصار غزة ووصلت بالفعل إلي البحر المتوسط وهي سفينة شحن سميت باسم الناشطة الأمريكية اليهودية التي سحقتها الجرافات الصهيونية عام2003 وهي تسعي مع غيرها من المتضامنين لمنع هدم منازل فلسطينية في مخيم رفح وهي نفس العقلية المجرمة التي تصف المتضامنين بـ الرعاع وتصف القرارات الدولية بإدانتها والتحقيق في مذابحها بالنفاق وتدفع مجلس الوزراء الصهيوني المصغر أن يعهد للقوة المسلحة الغاشمة بمهمة التصدي الكاملة لقافلة الحرية لتتحول من مهمة سياسية إلي عمل عسكري خارج نطاق كل قواعد القانون الدولي ينطبق عليه تعريف القرصنة بكل عناصرها ومكوناتها التي تجعل من المذبحة مبررا قانونيا لإعلان الحرب بكل صورها وأشكالها. *** مع مجزرة قافلة الحرية والقرصنة الصهيونية في المياه الدولية والحالة الإنسانية المأساوية لأهالي قطاع غزة فإن مفردات التنديد والإدانة والشجب وكذلك أحاديث التحقيق الدولي الشفاف والجاد ما عادت تفلح في إقناع الرأي العام العالمي وتخفيف غضبه وثورته وكذلك الحال بالضرورة مع الشارع العربي من المحيط الهادر إلي الخليج الثائر بحكم أن بشاعة الجريمة والمذبحة في مواجهة مسالمين أبرياء تحركوا لأهداف إنسانية مشروعة لا يمكن تجاوزها والتغاضي عنها كما حاول المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض أن يشرح ويفسر في سقطة بالغة التدني والبشاعة عندما رد علي سؤال لعميدة الصحفيين بالبيت الأبيض عما سيتم فعله فقال إن ما حدث قد حدث وأن ما قتل قد قتل بالفعل, في مطالبة فجة ومخزية بالنسيان والتناسي. ومع رفض الكيان الصهيوني للتحقيق الدولي المستقل ورفضها الوقح والمستفز للتعاون مع اللجنة التي سيقوم بتشكيلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فإن الدول العربية وتركيا ودول العالم التي كان يشارك مواطنوها في قافلة الحرية أصبح من الواجب عليها أن تطالب من مجلس الأمن تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة علي إسرائيل باعتبارها دولة مارقة إرهابية تمارس القرصنة البحرية والقتل للأبرياء في المياه الدولية, كما أنها كسلطة احتلال تمارس القتل والتجويع وجرائم الحرب بكل صورها وأشكالها والتدمير والتخريب للمباني والمنشآت والمصانع والمزارع بما يهدد بالإبادة الجماعية لأهالي قطاع غزة مما يحتم عقوبات دولية رادعة تجارية ومالية واقتصادية مع ضرورة تحويل كبار المسئولين إلي المحكمة الجنائية الدولية لاعتدائهم المستمر والفاضح علي ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي. ومع قيام نيكاراجوا الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني فإن تركيا مطالبة هي أيضا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدولة العبرية بحكم أن المجزرة استهدفت السفينة مرمرة التي كانت تحمل في الأساس المتضامنين الأتراك وكذلك الحال بالنسبة للدول العربية التي تملك علاقات دبلوماسية مع الدولة المارقة الإرهابية مع الأخذ في الاعتبار أن هناك ضغوطا تتسع حلقاتها في النظم العربية المختلفة تطالب بشكل جاد بإنهاء مبادرة السلام العربية وصدور توصية من مجلس الأمة الكويتي يطالب الحكومة بالانسحاب من مبادرة السلام العربية مؤشر واضح علي هذه التوجهات التي أكدها عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية منذ سنوات بتأكيده علي موت السلام وتشييعه إلي مثواه الأخير نتيجة للصلف الصهيوني الطامح للاستيلاء علي الأرض العربية من النيل إلي الفرات والسطوة بالنفوذ علي كل العالم العربي وكل الشرق الأوسط وفقا لمستنقع الأوهام المريضة والحقد الأعمي وخيالاته المريضة القابعة في ليل تاريخهم المظلم. وتثبت مجزرة قافلة الحرية وتاريخ القرصنة العتيد للدولة المارقة الإرهابية أن كل أحاديث التطبيع واقامة جسور الاتصال لتغيير المواقف وتعديلها بالنقاش والحوار ما هي إلا أضغاث أحلام مريضة وساقطة في مستنقعات الوهم الأسود الذي يسعي في البداية والنهاية أن تلتف خيوطه العنكبوتية علي عقول وأفئدة وبصائر الأمم والشعوب لقيادتها علي طريق الانكسار والهزيمة والاستسلام حتي تسقط قلاعها الواحدة تلو الآخر طواعية واستكانة, ونموذج تركيا التي تغلغل فيها النفوذ الصهيوني حتي النخاع ـ كما ظن وتوهم ـ أفضل رد علي ذلك فبالرغم من تجارة متبادلة قيمتها5 مليارات دولار سنويا وتعاون عسكري شديد التوثق وميلاد أحلاف الرذيلة في أحضان الدولتين برعاية أمريكا وبريطانيا وفرنسا فإن مقتضيات استعادة الدور والهوية والوجود والمزاحمة علي دفة القيادة تحتم أن تتبخر كل المخططات الصهيونية الماسونية وتذهب أدراج الرياح إلي الجحيم الأبدي؟!ــــــــــاسامة غيث /الاهرام | |
|