أم الفحم¡ فلسطين 48, الثلاثاء, 23-9-2008م, 23-9-1429هـ - نبه الشيخ رائد صلاح, رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني, إلى أن الهدم التدريجي للمسجد الأقصى المبارك تمهيدا لبناء هيكل يهودي على حسابه, وانهاء الوجود الفلسطيني في القدس القديمة بحلول عام 2020, باتا عنواني كافة الانتهاكات الاحتلالية الحالية للمسجد المبارك والمدينة المقدسة, بدءا بالأنفاق والكنس وانتهاءا بمحاولة فرض السيادة الاحتلالية على أبواب الأقصى, وهدم بيوت المقدسيين, ومصادرة أراضيهم.
جاء ذلك في حديث أجراه معه الصحفي سليم تايه- مراسل وكالة الأنباء "قدس برس", قبل أيام, هذا نصه:
س1 : ما هي أهم المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس من جهة والمخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك من جهة أخرى¿ = أهم المخاطر التي تتهدد مدينة القدس هي سعي الاحتلال الاسرائيلي الى تهويد المدينة, الى تهويد أرضها, وتهويد عقاراتها, وتهويد مؤسساتها, وتهويد مقدساتها, وفي نفس الوقت سعي الاحتلال الاسرائيلي الى تطبيق سياسة التطهير العرقي بأسلوب خبيث على أهلنا المقدسين المرابطين في القدس, وليس سرا أن بعض المخططات بدأت تُكشف, ومن ضمنها هناك مخطط اسرائيلي يهدف الى تطهير القدس القديمة من الوجود الفلسطيني حتى عام 2020 م, وهناك مخطط اسرائيلي يهدف الى تطهير كل القدس من الوجود الفلسطيني حتى عام 2050 م, وعلى هذا الاساس كل الممارسات الاحتلالية الاسرائيلية من سحب هويات او من طرد او من هدم بيوت او من مصادرة اراضي, كله يصب في هذا الاتجاه.
اما على صعيد المسجد الأقصى بشكل خاص, فالاحتلال الاسرائيلي يسعى الى هدم تدريجي للمسجد الاقصى, بهدف ان يحقق حلمه الاسود الذي يطمع من خلاله بناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الاقصى, ولذلك كل ما نسمع عنه الآن يصب في اتجاه الهدم التدريجي للمسجد الاقصى, ان كان ذلك حفر شبكة انفاق تحت المسجد الاقصى, او هدم طريق باب المغاربة التي بدأت عام 2007 م, او مواصلة السيطرة على كل ابواب المسجد الاقصى بقوة سلاح الاحتلال الإسرائيلي, او مواصلة بناء سلسلة كنس على امتداد الحائط الغربي للمسجد الاقصى والحائط الجنوبي للمسجد الأقصى, او مواصلة تحويل مقبرة الرحمة الملاصقة للحائط الشرقي للمسجد الاقصى الى متنزه, كل هذا يصب في اتجاه واحد كما قلت هدم تدريجي وتهيئة أرضية لتحقيق ذاك الحلم الاسود.
س2: وفعلا فضيلة الشيخ هل تعتقدون ان المؤسسة الإسرائلية قد اقتربت من تنفيذ مخططاتها التي تستهدف المسجد الاقصى¿= نحن مع كل ألم لا نقول اقتربت, بل هي تنفذ مخططاتها ولكنها مخططات مرحلية, كل مخطط فيها خطير, كل مخطط فيها يدمّر جانبا من المسجد الاقصى ان كان تحت الارض او فوق الارض, وهذه هي الحقيقة المرة التي تؤكد ان جرائم هذا المخطط لم تتوقف منذ عام 1967 م حتى الآن, وكل القرائن تقول ان هذه الجرائم لم تتوقف في حسابات الإحتلال الاسرائيلي, وفي الواقع مع كل ألمنا نقول ان هذه المخططات لن تتوقف الاّ بزوال الاحتلال الاسرائيلي.
س3 : خلال مؤتمرات متلاحقة أعلنتم مرارا عن تخوفكم من إمكانية حقيقية لهدم المسجد الأقصى, كيف تقيمون التجاوب مع هذه الإنذارات¿= القرائن التي بات يعلمها الجميع في شرق الارض وغربها, وهي ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي يوميا من اعتداءات على المسجد الاقصى, تحذر كل عاقل وتقول له ان الاحتلال الاسرائيلي يمارس سياسة هدم تدريجي للمسجد الاقصى, ان الاحتلال الاسرائيلي بات يطمع بممارسة هذه الجرائم المتواصلة من اجل تهيئة لظرف قادم في حساباته يتمكن من خلاله بناء هيكل اسطوري على انقاض المسجد الاقصى, هذه هي الحقيقة المرة, وكل القرائن تشير إليها ولا يوجد هناك أي عذر لأي واحد فينا ان يقول انا اجهل ذلك, يجب ان يعلم الجميع ذلك, ويجب ان يبادروا للقيام بواجبهم في وجه الاحتلال الاسرائيلي, التجاوب لم يرتق حتى الآن الى مستوى الحدث, ولكن مع ذلك نحن لن نيأس لسبب بسيط لأننا نؤمن بأن قضية القدس هي قضية منتصرة, وقضية المسجد الأقصى قضية منتصرة, ان لم تنتصر بنا فستنتصر بأبنائنا واحفادنا ان شاء الله تعالى, ولذلك هذا يدفعنا دائما ان نواصل توجيه النداءات الى حاضرنا الاسلامي والعربي والفلسطيني طامعين في نهاية الامر ان يستيقظ النائمون في هذا الحاضر الاسلامي والعربي والفلسطيني, وان ياخذوا دورهم على الصعيد الرسمي والشعبي وتشكيل ضغط بكل لغة مشروعة يُلزم الاحتلال الاسرائيلي ان يغادر وجوده الاحتلالي الآن القائم في المسجد الأقصى وفي القدس المحتلة.
س4 : كيف يمكن تفسير ما تقوم به المؤسسة الإسرائيلية في ظل ما يسمى بعملية السلام والمفاوضات الجارية بين الطرف الإسرائيلي والطرف الفلسطيني¿ = حقيقة باتت عملية السلام عبارة عن مشهد عبثي, ولست انا الذي اقول ذلك, بل قيادات فلسطينة كبيرة جدا تقول ذلك, على صعيد قيادات فلسطينية في رام الله, قيادات فلسطينية في القدس باتت تصرح بذلك, إذ ما معنى أي حديث عن اتفاق يسثني امكانية قيام دولة فلسطينية, ويستثني امكانية ولو الحديث عن مستقبل القدس, ويستثني حق اللاجئين, ويُبقي على الورم الاستيطاني في الضفة الغربية, ويُبقي على احتلال كامل للأغوار الفلسطينية, ثم بعد ذلك يقولون نريد عملية سلام, هذا ضرب من السخرية, هذا ضرب من الاستهزاء بعقل كل فلسطيني في كل العالم, هذا ضحك على الذقون, وآن الأوان ان يُخلع القناع عن هذا الزيف والدجل الذي يمارس باسم السلام.
س 5 : حذّرتم من اعتبار ساحات المسجد الاقصى ساحات عامة, ماذا تقصدون بذلك¿
= المقصود هو كالتالي, مساحة المسجد الاقصى تساوي 144 دونم في مفهومنا الديني, و الـ 144 دونم هي عبارة عن مبنى قبة الصخرة ومبنى الجامع القبلي المشهور عند المسلمين باسم المسجد الاقصى ومبنى المصلى المرواني ومبنى المسجد الاقصى القديم ومبنى مسجد البراق ومبنى المصلى الذي يقع تحت قبة الصخرة ومباني القباب المنتشرة حول قبة الصخرة والمسجد الاقصى والاراضي التي تحيط بالمسجد الاقصى وقبة الصخرة, كل ما ذكرت يساوي 144 دونما, وكل ما ذكرت هو عبارة عن المسجد الأقصى في مفهومنا الديني, الآن الاحتلال الاسرائيلي يأتي في هذه الايام ليقول بكل وقاحة انه لا يعترف بمساحة للمسجد الاقصى الاّ في حدود قبة الصخرة وفي حدود الجامع القبلي, والسؤال ماذا عن بقية الابنية, ماذا عن بقية الساحات, مع كل ألمي, الاحتلال الاسرائيلي بعنجيته كالعادة يدعي ان ما سوى ذلك هو ساحات عامة وهو ابنية عامة, وهذا يعني انه منذ الآن يشرعن لنفسه فرض سيادته الاحتلالية على كل هذه الأماكن, يشرعن لنفسه ان يقوم بإنشاء ابنية على الساحات الداخلية في المسجد الاقصى, وفي تصوري التصريح المكشوف علانية من قبل الاحتلال الاسرائيلي بذلك هو تمهيد في حساباته للمرحلة القادمة وهي بناء هيكل على حساب المسجد الاقصى.
س6 : كيف تنظرون الى موقف اليونيسكو بخصوص اعتماد المخطط الإسرائيلي لبناء جسر باب المغاربة¿= انا انظر الى لجنة اليونسكو على اعتبار انها احدى لجان الاحتلال الاسرائيلي, وهذه هي الحقيقة المرة التي يجب ان تقال, اليونسكو لجنة منحازة تدعم الاحتلال الاسرائيلي وتشرعن جرائم الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967 م حتى هذه اللحظات, اليونسكو هي التي كتبت في تقريراتها انها اكتشفت ان الاحتلال الاسرائيلي يستخدم الحوامض الكيماوية خلال حفر الانفاق تحت المسجد الاقصى, ثم لاذت اليونسكو بصمت على هذه الجرائم, اليونسكو هي التي كتبت تقريرا عام 2007 بعد هدم طريق المغاربة واجتهدت ان تكتب اعذارا, وتجد مبررات خلال التقرير لهذه الجريمة الاسرائيلية, اليونسكو هي التي أعلنت مؤخرا في اجتماعها المؤذي والمستهجن الذي كان في كندا حيث اقرت فيه ان للاحتلال الاسرائيلي جزء من الاهتمام والإدارة والرعاية للمسجد الاقصى, ما معنى ذلك¿! بشكل صريح اليونسكو سمحت لنفسها ان تعطي جائزة تقدير للاحتلال الاسرائيلي, ان تقدم له كل الشكر على جرائمه التي يقوم بها في المسجد الاقصى خاصة وفي القدس الشريف, لذلك انا حقيقة ما اطمع به لليونسكو ان تلوذ بالصمت, وان تغلق فمها اولى لها من كل هذه السخريات التي تقوم بها بما يتعلق بالمسجد الاقصى المبارك.
س 7: لكن اسمح لنا يا شيخ رائد صلاح فقد وجهتم مناشدات عديدة للعالم العربي والإسلامي لإنقاذ القدس والأقصى, فهل لمستم تجاوبا مع هذه النداءات¿= اقولها صراحة لو كان غيري وجه مناشدات بالعدد الذي قمت به لأصيب باليأس, ولأصيب بالاحباط من كثرة هذه المناشدات ومن ضعف رد الفعل الذي تلقيناه, ولكن مع ذلك نحن لن نيأس لسبب بسيط لأننا نؤمن بأن قضية القدس هي قضية منتصرة, وقضية المسجد الأقصى قضية منتصرة, ان لم تنتصر بنا فستنتصر بأبنائنا واحفادنا ان شاء الله تعالى, ولذلك هذا يدفعنا دائما ان نواصل توجيه النداءات الى حاضرنا الاسلامي والعربي والفلسطيني طامعين في نهاية الامر ان يستيقظ النائمون في هذا الحاضر الاسلامي والعربي والفلسطيني, وان ياخذوا دورهم على الصعيد الرسمي والشعبي وتشكيل ضغط بكل لغة مشروعة يُلزم الاحتلال الاسرائيلي ان يغادر وجوده الاحتلالي الآن القائم في المسجد الاقصى وفي القدس المحتلة.
س8: ظاهرة تصاعد هدم المباني في شرقي القدس, أصبحت ظاهرة واضحة, الى ماذا يرمي الإحتلال من هذه الممارسات¿= هذا السؤال ما عاد جوابه غامضا, بل هذا الهدم الذي يجري الان لبيوت اهلنا في القدس هو احدى ادوات فرض سياسة التطهير العرقي على اهلنا المقدسيين في القدس, فهدم بيوت الاهل معناه ترحيلهم, معناه مواصلة طردهم من القدس, ومعناه اصرار الاحتلال الاسرائيلي على الوصول وفق حساباته الى قدس يهودية بالمطلق, ومما يؤكد هذه الاهداف الاحتلالية ان الاحتلال الاسرائيلي في الوقت الذي يهدم في بيوت الاهل, في نفس الوقت يواصل بناء مكثف لاستطيان يهودي احتلالي على ارض اهلنا في مدينة القدس المحتلة.
س9: كيف يمكن مواجهة كل ذلك فلسطينيا وعربيا وإسلاميا¿= دعني اقول بداية انني لا أوافق على هذا التقسيم, واقول المطلوب هو دور اسلامي عربي فلسطيني يتحد في جهد واحد, لأن القضية هي قضية اسلامية عربية فلسطينية, ثانيا لأن الجهد الفلسطيني واقولها بصراحة لا يملك القدرة على انقاذ القدس لوحده اذا بقي الجانب الاسلامي والعربي يتفرج, ثالثا دعني اقول جملة لا زلت ارددها رغم اننا لا نملك القدرة هذه الأيام على صعيد اسلامي وعربي وفلسطيني بتحرير القدس, فعلى الاقل يجب ان لا نسمح بضياعها ونحن نتفرج عليها, كل ذلك يدعوني الى القول ان هناك حاجة ملحة فورية ليس الان, ولكن هي حاجة ملحة كانت مطلوبة منذ عام 1967 م, فنحن متاخرون 40 عام عن تقديم هذا الجهد, وهو يهدف الى حفظ ارض القدس, حفظ بيوت القدس, عقارات القدس, مقدسات القدس, ومؤسساتها, الحياة فيها, وهذا يحتاج الى برنامج طالما تحدثت عنه, ولكن للأسف لم اجد حتى الآن الاذن الصاغية, هذا يحتاج الى اقامة صندوق اسلامي عربي يسعى الى انقاذ القدس من التهويد فورا بدون تردد ولا تلكؤ.
س10: هل اقتربت اللحظة بحسب ما نسمع ونرى, ان نقول للقدس والمسجد الأقصى وداعاً¿ = نحن نختار لأنفسنا ان نموت ولا أن نقول وداعا للقدس, ولا ان نقول وداعا للمسجد الاقصى, سنبقى نقول القدس في العيون, وسنبقى نقول المسجد الاقصى في العيون, وسنبقى نقول بالروح بالدم نفديك يا أقصى , بالروح بالدم نفديك يا قدس, لن يأتي اليوم الذي ينجح فيه الاحتلال الاسرائيلي ان يكسر معنويانا وان يكسر عزائمنا المناصرة لقضية القدس والمسجد الاقصى, ونحن على يقين انه لن يطول الزمان حتى يزول الاحتلال الاسرائيلي, كما زال كل احتلال سابق تمرد وتجبر في مدينة القدس وفي المسجد الاقصى, واسألوا التاريخ فإنه يحمل الجواب التفصيلي لما اقول.
س11: ونحن في شهر رمضان المبارك, ما أهم ما تقومون به نصرة للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك¿ = نحن بحمد الله رب العالمين نقوم بتقديم وجبات الإفطار منذ اليوم الاول في شهر رمضان الكريم, ونقوم كذلك بسلسلة دروس في المسجد الاقصى, ونقوم كذلك برفد أكبر عدد من الحافلات يوميا لنقل اهلنا من كافة مواقعهم الى المسجد الاقصى, ونحن مستعدون بشكل خاص لإحياء ليلة القدر من حيث العدد الكبير لوجبات الإفطار ووجبات السحور, واقامة برامج خاصة في هذه الليلة, ونحن مستعدون في نفس الوقت الى مواصلة أي فعالية نراها مناسبة بشكل خاص من خلال رمضان وفي ليلة العيد ان شاء الله تعالى.
س12: هل هناك أي تنسيق بينكم وبين دول عربية أو إسلامية لتسيير قوافل الى المسجد الأقصى في رمضان¿= حتى الآن لا زلنا نقوم بتسيير الحافلات الى المسجد الأقصى عبر "مسيرة البيارق" على مدار كل ايام السنة قبل رمضان وبعد رمضان وخلال رمضان بدون توقف منذ العام 2000م, حتى الآن لم تتوقف مسيرة البيارق يوما واحدا, بل لا تزال الحمد الله رب العالمين تزداد, وتزاداد خاصة في شهر رمضان, العدد يرتفع الى ارقام بالمئات يوميا في بعض الاحيان, وكل هذا الجهد الذي نقوم به من خلال قدراتنا الذاتية, من خلال قدرات اهلنا, حتى الآن لا يوجد أي تنسيق مع دول عربية, ولكننا نطمع ان يكون اي تنسيق, نرحب بأي تنسيق مع الدول العربية من اجل مؤازرتنا في هذا المشروع الكبير.
المصدر: مؤسسة الأقصى للوقف والتراث (بتصرف)