للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلالقدس عبر العصور.. الأصل عربي والهوية إسلامية 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6017 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 193 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 193 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    القدس عبر العصور.. الأصل عربي والهوية إسلامية Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     القدس عبر العصور.. الأصل عربي والهوية إسلامية

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    مي مبارك
    مدير التحرير
    مي مبارك


    المشاركات : 218
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    القدس عبر العصور.. الأصل عربي والهوية إسلامية Empty
    مُساهمةموضوع: القدس عبر العصور.. الأصل عربي والهوية إسلامية   القدس عبر العصور.. الأصل عربي والهوية إسلامية Icon_minitime27.05.10 1:33

    القدس عبر العصور.. الأصل عربي والهوية إسلامية

    القدس عبر العصور.. الأصل عربي والهوية إسلامية 4ee96d1896c86825b85bd8bfc1e2844e


    غزة-فلسطين الآن- عود تاريخ مدينة القدس إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وهي بذلك تعد واحدةً من أقدم مدن العالم؛ حيث يزيد عمرها عن 45 قرنًا، وهي مهدٌ للديانات السماوية الثلاث، وتحتل مدينة القدس مكانةً مرموقةً عند كل أصحاب الديانات، فهي عند المسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهي عند النصارى مهد السيد المسيح عليه السلام ومكان مولده، وهي عند اليهود المكان الذي عاش فيه ملوكهم وبُنِيَ فيه هيكلهم، وإليها سيعود المسيح حتى يقودهم إلى سيادة العالم- على حد زعمهم- وهي في نفس الوقت ذات طبيعة تجعل كل من يريد مُلكًا أو مالاً يطمع فيها.



    قدّرت مساحة المدينة في العام 1945م قبل النكبة بحوالي 19 كيلو مترًا مربعًا، وكان العرب يمتلكون منها قبل عام 1948م، حوالي 88.5% من المساحة الكلية للمدينة، واليهود 11.5% فقط من القدس القديمة، وفي المدينة الجديدة كان للعرب 53.8% من المساحة، ولليهود 26.1%، وللحكومة الإنجليزية 2.9%، ونسبة 17.1% طرق وميادين عامة وسكك حديدية.



    ولم تحظَ مدينة من المدن ولا مصر من الأمصار في العالم كله بما حَظِيت به مدينة القدس من المكانة العالية في نفوس كل أجناس البشر، فهي مدينة جمعت آثارًا مقدسةً منذ أربعة آلاف سنة، وهذه الآثار كان لكل جنس من الأجناس حكاية مع أثر أو أكثر منها.



    وفي هذه الورقة نحاول استعراض ملامح من تاريخ المدينة، وأصل نشأتها وتسميتها، بالإضافة إلى أهم معالمها الأثرية الإسلامية والمسيحية، ووضعها في مسارات القرارات الخاصة بالصراع العربي- الصهيوني، وذلك من خلال المطالب التالية:



    أولاً: الاسم والأصل.



    ثانيًا: المدينة قبل الميلاد.



    ثالثًا: المدينة في العصر المسيحي.



    رابعًا: الفتح الإسلامي.



    خامسًا: مرحلة الصراع العربي الصهيوني.

    أولاً: الاسم والأصل




    عُرِفَت القدس عبر تاريخها بأسماء عديدة تدل على عمقٍ تاريخيٍّ؛ حيث أطلقت الشعوب والأمم التي استوطنتها أسماء مختلفة، فالكنعانيون الذين هاجروا إليها في الألف الثالثة قبل الميلاد أسموها "أورساليم"، وتعني مدينة السلام أو مدينة الإله ساليم الذي كانوا يعبدونه، واشتقت من هذه التسمية كلمة "أورشليم" التي تنطق بالعبرية "يروشاليم" ومعناها "البيت المقدس".



    وقد ورد ذكر المدينة في التوارة 680 مرة، وفي العصر اليوناني عرفت باسم "إيلياء" ومعناها "بيت الله"، ومن أهم الأعمال التي قام بها الكنعانيون في القدس شق نفق لتأمين وصول المياه إلى داخل المدينة من نبع جيحون الذي يقع في وادي قدرون، والذي يعرف اليوم بعين سلوان.



    مدينة القدس المباركة قبل الاحتلال


    و"يبوس" هو أقدم اسم أُطلِقَ على المدينة المقدسة، وينسب لليبوسيين، وهم من العرب البائدة؛ وهم أول من سكن هذه البقعة التي بارك الله تعالى فيها، وقام العرب اليبوسيين المهاجرين من شبه الجزيرة العربية ببناء القدس قبل 4500 عام، وتذكر المصادر التاريخية أنَّ الملك اليبوسي ملكي صادق هو أول من بنى يبوس أو القدس، وكان محبًّا للسلام، حتى أُطلق عليه ملك السلام ومن هنا جاء اسم المدينة، وقد قيل إنَّه هو من أسماها بأورسالم أي "مدينة سالم".



    وفي العام 2500 قبل الميلاد بنى اليبوسيون قلعة حصينة على الرابية الجنوبية للقدس وعرفت باسم حصن يبوس، وحصن يبوس هذا هو أقدم بناء على الاطلاق في فلسطين، وتم بناؤه لحماية أبناء المدينة من الغارات المعادية من جانب بعض جيرانهم في آسيا الغربية ومصر الفرعونية، وغيرهم، وظلت يبوس بيد اليبوسيين والكنعانيين حتى عام 1049 قبل الميلاد؛ أي بعد بنائها بأكثر من ألف وأربعمائة عام؛ حيث استولى عليها نبي الله داوود عليه السلام، وأطلق عليها اسمه "مدينة داود"، ثم آلت من بعده لابنه نبي الله سليمان عليه السلام.

    ثانيًا: المدينة قبل الميلاد




    غزت قبائل الهكسوس مدينة القدس قرابة العام 1774 قبل الميلاد، ضمن حملة لغزو مصر والشام، واستطاع الهكسوس إجلاء حكم الفراعنة وبقايا اليبوسيين في القدس وما حولها، وأصبحوا حكامها، ووفق المصادر التاريخية فإن سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم عاصر الحكم الهكسوسي للقدس، ودخل المسجد الأقصى وبعض المدن المحيطة بالمدينة المقدسة.



    وتحت حكم الهكسوس للمدينة ظهر نبيَّا الله يعقوب وإسحاق عليهما السلام، وظهر بنو إسرائيل جنوب النقب صحراء فلسطين، إلى أنْ ارتحلوا مع نبي الله يوسف عليه السلام إلى مصر كما ورد في القرآن الكريم، وعاش نسل يعقوب عليه السلام قرابة 150 عامًا في مصر تحت حكم الهكسوس، إلى أنْ ضعف الهكسوس وهزموا على يد الفراعنة وطردوا من أرض مصر والشام، وأصبحت مدينة القدس تحت الحكم الفرعوني.



    ثم خضعت مدينة القدس للنفوذ المصري الفرعوني، بدءًا من القرن السادس عشر قبل الميلاد، وفي عهد الملك المصري إخناتون تعرضت المدينة لغزو "الخابيرو" وهم قبائل من البدو، ولم يستطع الحاكم المصري فيها، وكان اسمه عبدي خيبا أنْ ينتصر عليهم، فظلت المدينة بأيديهم إلى أنْ عادت مرةً أخرى للنفوذ المصري في عهد الملك سيتي الأول، الذي كان فرعون مصر في الفترة ما بين العام 1317 إلى العام 1301 قبل الميلاد.



    ثم بُعِثَ نبي الله موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل في مصر خلال نهاية الحكم الفرعوني، وكانت الدولة الفرعونية تضطهد بني اسرائيل بشكل خاص، لأنَّها كانت ترى فيهم عملاء للهكسوس الذين احتلوا مص لأكثر من 200 عام.



    ولم تكن دعوة موسى عليه السلام مقصورة على دعوة بني إسرائيل والمصريين إلى الإيمان بالله عز وجل، فقد كان الإيمان موجودًا في بني إسرائيل في ذلك الوفت، وإنما كان هناك هدف آخر من دعوة موسى عليه السلام، وهو الخروج ببني إسرائيل من مصرَ إلى الأرض المقدسة في فلسطين، إلا أنَّ بني إسرائيل رفضوا دخول الأرض المقدسة خشيةً من "القوم الجبَّارينً بني كنعان، الذين كانوا يسكنونها، وعصوا نبيهم، ولذلك عاقبهم الله تعالى بالتيه في الأرض، وتحريم الأرض المقدسة عليهم، وكان مكان التيه على الأرجح في سيناء.



    ومات نبي الله موسى عليه السلام ولم يدخل فلسطين، وفي العام 1186 قبل الميلاد قاد يوشع بن نون بني إسرائيل من سيناء نحو الأرض المقدسة عبر المنطقة الشرقية لنهر الأردن، لكنهم لم يدخلوا القدس، وإنما عبَروا نهر الأردن إلى أريحا واستقروا هناك سنوات طويلة.



    وبعد وفاة يوشع بن نون اشتعلت الخلافات بين أسباط اليهود المقيمين في أريحا؛ مما أدى إلى هزيمتهم أمام قبائل العماليق العربية، وكان يقودهم ملك يُدعى جالوت، وكان يحكم فلسطين من القدس، حتى ظهر طالوت ملكًا على بني إسرائيل، بوحيٍ من الله تعالى، ولكن غالبية بني إسرائيل رفضت اتباعه، ووقعت معركة عظيمة بين بني إسرائيل والعماليق بالقرب من أريحا، وفيها قتل النبي داود عليه السلام جالوت، وحكم بنو إسرائيل القدس لأول مرةٍ قرابة العام 995 قبل الميلاد، وتوجه داود عليه السلام إلى القدس، وأقام فيها مملكته التي كان مركزها في قرية سلوان الحالية، بالقرب من عين الماء الموجودة على الأطراف الخارجية لمدينة القدس القديمة حاليًّا.



    ولم يتجاوز حكم بني إسرائيل للقدس سبعين أو ثمانين عامًا، في عهد نبيَّيْ الله داود وسليمان عليهما السلام، وفيها جدد سليمان عليه السلام بناء المسجد الأقصى المبارك، الذي كان أول من بناه بحسب الترجيحات التاريخية هو النبي آدم عليه السلام بوحيٍ من الله تعالى، وبعد وفاة النبي سليمان عليه السلام ضعفت الدولة الإسرائيلية في فلسطين، وتفككت إلى مملكتين متصارعتين؛ مملكة شمالية سمِّيت إسرائيل وكانت عاصمتها في نابلس شكيم، ومملكة جنوبية سمِّيَت يهوذا، وكانت عاصمتها في القدس، وانحرف اليهود عن عقيدتهم، وسادت المفاسد دولتيهم.



    وفي القرن السابع قبل الميلاد تمكَّن الأشوريون من تدمير مملكة إسرائيل في الشمال، ثم سقطت المملكة الجنوبية في أيدي البابليين في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد؛ لتصبح مدينة القدس تحت حكم البابليين الذين نفوا اليهود خارج المدينة، ودمروا المسجد الأقصى الذي أعاد سليمان عليه السلام بناءه، ثم وقعت القدس في أيدي الفارسيين بعد أنْ هزمت الدولة البابلية، وسمح الملك قورش الفارسي لليهود الموجودين في بابل بالعودة إلى القدس، إلا أنَّ أقلية منهم عادوا مفضلين البقاء في بابل؛ حيث الأوضاع الاقتصادية أفضل. وأعاد من عاد منهم بناء المسجد الأقصى الذي دمَّره إعادة بناء معبد سليمان الذي دمّره البابليون على يد الملك البابلي نبوخذ نصر، إبَّان السبي البابلي.



    بقيت القدس تحت الحكم الفارسي حتى منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، حين استطاع الاسكندر الأكبر المقدوني انتزاع المدينة المقدسة من الفرس مع أجزاءٍ من مصر وبلاد الشام، ودمرت جيوش اليونانيين أجزاءً كبيرة منها، وحاولوا السيطرة على المسجد الأقصى، والسماح بعبادة الأوثان في داخله، لكن الإسكندر المقدوني تُوفي فجأةً، تاركًا وراءه إمبراطورية واسعة، واستغل العرب الأنباط تفكك حكم اليونان بعد وفاة الإسكندر، فقاموا بغزو الأجزاء الجنوبية من فلسطين، واحتلوها بما فيها مدينة القدس، وبقيت تحت سيطرتهم 100 عامًا تقريبًا، لكنها متقطعة بفترات حكم إغريقية كانت تجيء وتذهب.



    وفي منتصف القرن الأول قبل الميلاد، بدأت الدولة الرومانية في تكثيف حملاتها الهادفة لتوسيع مملكة الروم، فبدءوا بالاستيلاء على الممالك والأمصار التي كانت تابعة للإغريق، وفي العام 63 قبل الميلاد، احتل الرومان القدس بقيادة بومبي.





    وقمع الرومان ثورات اليهود بالقوة المسلحة، إلا أنَّه وفي العام 43 قبل الميلاد تولى حكم القدس الملك هيرودس، وهو من أصل روماني، ادَّعى أنَّ أمه رومانية وأبوه يهودي، ولكن غالبية اليهود لم يعترفوا بهيرودس، إلا أنَّ هيرودس أخمد الثورات في المدينة، وحيَّد اليهود، ووالى اليهود جانب الفرس في صراعاتهم المستمرة في ذلك الحين مع الرومان.



    وقام هيرودس خلال حكمه، ببناء قلعة داوود الموجودة حاليًّا في مدينة القدس قرب باب الخليل، كما قام بإعادة تجديد المسجد الأقصى، إلا أنَّ اليهود لم يعترفوا له بهذا البناء، وبقيت المصادر اليهودية إلى الآن تقول إنَّ ما يصفونه بـ"المعبد" أو "الهيكل" لم يُبنَ سوى مرتَيْن، متجاهلين مرةً بناء هيردوس له، لأنَّه لم يكن يهوديًّا نقيًّا.



    ثالثًا: العصر المسيحي




    بعثَ في اليهود ثلاثة رسلٌ في وقتٍ واحدٍ، هم: زكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام، فقتلوا زكريا ويحيى عليهما السلام، ثم نجَّى الله تعالى السَّيِّدَ المسيح عليه السلام، ورفعه إلى السماء في العام 33م بحسب أغلب المصادر التاريخية، ثم سادت الاضطرابات وعادت الثورات إلى القدس من جديد، وهاجم اليهود القوافل الرومانية، وخربوا تجارتهم، ما حدا الدولة الرومانية إلى وضع حدٍّ لهذا التمرد في العام السبعين للميلاد، فيما سمِّي بالثورة (المكابية)، وحاصر الرومان اليهود في قلعة مسعدة شمال القدس، وقتل اليهود المحاصرين أنفسهم في ذلك الحين، ثم حاصر القائد الروماني تيطس القدس، وسقطت في يد ودمرها تمامًا، بما في ذلك المسجد الأقصى، وأجلى الرومانُ من بقي حيًّا من اليهود منها، وأبعدوهم عن القدس مسافاتٍ بعيدةٍ، وبقيَت القدس مدينة خرابًا فارغةً حتى العام 135 للميلاد؛ حيث أمر الإمبراطور الروماني هادريانوس بحرث المدينة المقدسة، وإقامة مدينة رومانية جديدة على أنقاضها، سميت في ذلك الحين باسم (إيليا كابيتولينا)، وكانت منطقة المسجد الأقصى خارج حدود هذه المدينة وخارج أسوارها، وهو ما تؤكده الخرائط الرومانية القديمة.



    وظلت القدس تُعْرَف بإيلياء أيضًا في العصر البيزنطي الذي استمر في الفترة ما بين عام 330 وحتى 636م، ذلك العصر الذي اعترف فيه بالديانة المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية، عندما اعتنقها الإمبراطور قسطنطين، وفي عهده قامت أمه الملكة هيلانة ببناء كنيسة القيامة سنة 335م.





    وفي العام 614م استولى الفرس للمرة الثانية على القدس، وقاموا بتدمير معظم كنائسها وأديرتها، واشترك اليهود مع الفرس في تدمير المدينة، وقتلوا ما يزيد عن التسعين ألفًا من أهلها، وظلت تحت الحكم الفارسي لفترةٍ وجيزةٍ، حتى استردها الإمبراطور الروماني هرقل منهم سنة 627م، فظلت تحت الحكم البيزنطي حتى الفتح الإسلامي.

    رابعًا: الفتح الإسلامي




    لأنَّ الإسلام دين عالميّ لا يقتصر على العرب فقط، فقد وقع على كاهل العرب والمسلمين نشره في كافة أرجاء الأرض، فكانت الفتوحات الإسلامية، وكانت فلسطين من أول البلدان التي سارت إليها الجيوش الإسلامية، وبعد هزيمة الروم في معركة اليرموك أصبح الأمر سهلاً بالنسبة للمسلمين للوصول إلى القدس وفتحها، وفي العام 15 هجرية الموافق 636 ميلادية.



    وقاد جيوش الفتح الإسلامي الصحابي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعندما جاء عمر بن الخطاب من المدينة إلى القدس وتسلمها من أهلها كتب لهم عهدًا بالأمان عُرف بالعهدة العمرية، وقام بنفسه بتنظيف الصخرة المشرفة وساحة الأقصى، ثم بنى مسجدًا صغيرًا عند مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وموضع معراجه، وكان معه وفدٌ من كبار الصحابة، منهم سعد بن أبي وقاص، وخالد بن الوليد، وأبو ذر الغفاري، رضي الله عنهم جميعًا.



    وبقدوم المسلمين إلى القدس بدأت حقبة جديدة في تاريخها؛ حيث توالت الخلافات الإسلامية على حكمها تباعًا، فحكمها بعد الخلفاء الراشدين الأمويون ثم العباسيون ثم الطولونيون والأخشيديون والفاطميون من مصر، ثم السلاجقة الأتراك، وظلت القدس دائمًا محط رعاية وعناية الخلفاء المسلمين، وتمَّ توسيع المسجد الأقصى في العصر الأموي، وكانت ولاية فلسطين بمثابة العاصمة الشتوية للخلافة الأموية.



    وعندما تولى هارون الرشيد الخلافة العباسية شهدت القدس فترةً من أزهى عصورها، كما سمح للإمبراطور الروماني شارلمان بترميم بعض الكنائس، وسمح له هارون الرشيد ببناء كنيسة السيدة العذراء.



    وظلت تعرف القدس باسم إيلياء وبيت المقدس منذ الفتح العمري وحتى سنة 217 هجرية 832 ميلادية، عندما بدأت تعرف باسم القدس لأول مرة في التاريخ الإسلامي، وذلك بعدما زارها الخليفة العباسي المأمون في العام السابق على ذلك، وأمر بعمل الترميمات اللازمة في قبة الصخرة المشرفة، وفي العام 217 هجرية/ 832 ميلادية، قام المأمون بسك نقود حملت اسم القدس بدلاً من إيلياء، ومن المحتمل أنَّه قام بذلك تأكيدًا لذكرى ترميماته التي أنجزها في قبة الصخرة.



    مدينة القدس المحتلة




    وعليه تكون القدس قد سميت بهذا الاسم منذ بداية القرن الثالث الهجري أو التاسع الميلادي، وليس كما يعتقد البعض بأن ذلك يعود إلى نهاية الفترة المملوكية في القرن التاسع الهجري، أو القرن الخامس عشر الميلادي، وتبلور فيما بعد حتى صار يعرف في الفترة العثمانية باسم القدس الشريف.



    وفي العام 492 هجرية الموافق 1099 ميلادية احتل الصليبيون القدس وعاثوا فيها فسادًا وخرابًا دونما اكتراث لقدسيتها ومكانتها الدينية، فارتكبوا المجازر البشعة في ساحات الحرم الشريف، وقاموا بأعمال السلب والنهب، وحوَّلوا المسجد الأقصى إلى كنيسةٍ ومكان لسكن فرسانهم، ودنسوا الحرم الشريف بدوابهم وخيولهم، واستخدموا الأروقة الموجودة تحت المسجد الأقصى، والتي عرفت بعدهم بإسطبل سليمان.



    ثم قام السلطان المسلم صلاح الدين الأيوبي بحرب الصليبيين، وانتصر عليهم في معركة حطين سنة 583 هجرية 1187 ميلادية، ثم توجه إلى القدس فحررها من الصليبيين، وردها إلى ديار الإسلام والمسلمين، وفي العام 1516م أخضع السلطان العثماني سليم فلسطين التي كانت تحت حكم المماليك لحكمه، ولكن المماليك ظلوا هم الحكام الفعليين للبلاد، ولكنهم صاورا يعينون من جانب السلاطين العثمانيين، واستمر حكم الأتراك العثمانيين لفلسطين حتى عام 1917م؛ حيث سقطت في أيدي المستعمر البريطاني.

    خامسًا: مرحلة الصراع العربي الصهيوني




    أُحيلت قضية القدس إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فأصدرت الهيئة الدولية قرارها في 29 نوفمبر من العام 1947م بتدويل القدس، وفي العام 1948 أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب في فلسطين وسحب قواتها، فاستغلت العصابات الصهيونية حالة الفراغ السياسي والعسكري، وأعلنت قيام الدولة الصهيونية.



    وفي 3 ديسمبر 1948م أعلن ديفيد بن جوريون رئيس وزراء الكيان الوليد أنَّ القدس الغربية عاصمة للدولة الصهيونية الوليدة، في حين خضعت القدس الشرقية للسيادة الأردنية حتى هزيمة يونيو من العام 1967م، التي أسفرت عن ضم القدس بأكملها لسلطة الاحتلال الصهيوني.



    وبات من المعروف جيدًا أنَّ الحكومات الصهيونية المتعاقبة أولت مدينة القدس ومنطقتها منذ احتلالهما سنة 1967م اهتمامًا خاصًا في مشاريعها الاستيطانية، وكانت تلك الحكومات- سواء العمالية منها أو الليكودية- ترمي من وراء ذلك إلى إيجاد واقع مادي يجعل من القدس الموحدة والمهودة، عاصمةً أبديةً للكيان الصهيوني.



    ورمت إجراءات الحكومات الصهيونية المتعاقبة إلى رفع نسبة السكان اليهود في الجزء الشرقي من المدينة المحتلة، وتقطيع أوصال الأحياء العربية فيها، وتقلص ارتباطها بالضفة الغربية المحتلة، وهذا من خلال بناء أحياءٍ يهوديةٍ جديدةٍ بين الأحياء والقرى العربية الموجودة داخل حدود بلدية القدس الكبرى التي تم توسيعها لتشمل مغتصباتٍ أخرى في الضفة الغربية، وتم توسيع مساحة القدس الكبرى، حتى وصلت إلى ما نسبته 20% من مساحة الضفة الغربية.



    كما تمَّ تبني سلسلةٍ من الإجراءات لتقليص حجم الوجود البشري والعمراني العربي في المدينة المحتلة، فتم هدم حاراتٍ وأحياء بأكملها، مثل حارة المغاربة وحي الشيخ جراح وحي سلوان الذي يتم تفريغه حاليًّا من سكانه، مع فرز مساحاتٍ كبيرةٍ للامتداد العمراني للمغتصبات، ولذلك تم تحويل 40% من البلدة القديمة إلى مساحات خضراء مُنِعَ المقدسيين من البناء عليها، بموجب قانون التنظيم والتخطيط الذي تم إقراره بعد حرب العام 1967م.



    ولتنفيذ توصية اللجنة الوزارية الصهيونية لشئون القدس في العام 1973م، والتي كانت ترأسها جولدا مائير آنذئذٍ، بألا يتجاوز عدد السكان الفلسطينيين في القدس 22% من المجموع العام للسكان، لجأت سلطات الاحتلال الصهيوني إلى استخدام الكثير من الأساليب لتنفيذ هذه الوصية والتي كان آخرها سحب الهويات من السكان العرب في القدس.



    وتحظى هذه الإجراءات بدعمٍ من الولايات المتحدة؛ حيث يحاول الأمريكيون فرض سياسة الأمر الواقع على مدينة القدس كعاصمة موحدة للكيان الصهيوني، وكان أنْ نجحت لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك" كبرى جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة، في أبريل من العام 2005م، في تقديم مسودة مشروع قرار يطالب بالاعتراف بالقدس كعاصمةٍ موحدةٍ للكيان الصهيوني، ولكن من دون اعتراف الغدارة الأمريكية مباشرةً بذلك، تلافيًا لإثارة الرأي العام العربي والإسلامي ضد الولايات المتحدة.





    وفي العام 1993م بدأت مرحلة أخرى من تهويد القدس، وهي عبارة عن رسم حدود جديدة للمدينة القدس الكبرى المتروبوليتان، وتشمل أراضي تبلغ مساحتها 600 كيلو متر مربع، أو ما يعادل 10% من مساحة الضفة الغربية لتبدأ حلقة جديدة من إقامة مغتصبات خارج حدود المدينة، هدفها التواصل الإقليمي والجغرافي بين تلك المغتصبات، وإحكام السيطرة الكاملة على مدينة القدس.



    ومن أهم معالم القدس الأثرية الحرم القدسي الشريف، بما فيه مسجد قبة الصخرة المشرفة، والمسجد الأقصى وحائط البراق، وبجانب الحرم هناك العديد من الُار الإسلامية والمسيحية في المدينة، من بينها المدرسة الصلاحية وكنيسة القيامة، وسوء القدس الذي يُحيط بالبلدة القديمة، ومن أهم أبوابه باب الأسباط، وباب الساهرة، وباب العامود، وباب الجديد، وباب الخليل، وباب النبي داود، وباب المغاربة، وباب السلسلة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    القدس عبر العصور.. الأصل عربي والهوية إسلامية
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: فضاءات فلسطين والعرب-
    انتقل الى: