دمشق في النصوص المسماريّة ـــ د.فيصل عبد الله*
*تمهيد:
لا أحد يعلم متى بدأ الإنسان باستغلال نهر بردى بصورة منظمة، أو مَن شيَّد المدينة المعروفة اليوم باسم دمشق، ولكن أقدم الإشارات الكتابية عنها وعن غوطتها الخضراء تعود إلى بدايات الألف الأول قبل الميلاد، وتشير الكتب الدينية والتراثية، المتأخرة عن المصادر المسمارية، إلى أن دمشق هي أقدم عاصمة. مسكونة في العالم، وينسبون تأسيسها إلى حفيد لنوح(1).
إذا تركنا جانباً الأسطورة والملاحم الأدبية القديمتين، فإن الحفائر الأثرية لم تقدم شواهد كتابية أو قرائن يمكن تأريخها أبعد من بدايات عصر الحديد (القرن الرابع عشر قبل الميلاد)، ولا شيء يُعرف عن ماضيها المغرق في القدم إلا من مصادر كتابية وأثرية مكتشفة في مواقع أخرى، باستثناء تمثال صغير، اكتشف في جدار المعبد الروماني، نمطه سوري –فلسطيني يؤرخ في القرن التاسع ق.م(2).
البحث عن دمشق القديمة:
فضلاً عن قلة الدراسات وتعذر التنقيب في دمشق ذاتها، فإن المصادر المسمارية والمصرية القديمة (الهيروجليفية) متناثرة، ولا تغطي حكماً ولا عصراً، ويتلو أقدم إشارة كتابية عنها في عصر البرونز الوسيط قرون من الصمت، ولا يوجد سوى إشارات معزولة في عصر البرونز المتأخر. وعلينا الانتظار حتى القرنين التاسع والثامن لنقرأ بعض المعلومات المتصلة في الحوليات الآشورية، ويتلو ذلك عقود وعقود من الصمت والغموض... ولهذا تقود حماسة البحث في تاريخ المدينة القديم إلى خيبة الأمل.
*أسماء دمشق وممالكها..
الاسم.. دمشق:
إذا كان اسم دمشق من أصل لغوي سامي كبقية الأسماء، أو أنه من أصل آخر، فليس من المؤكد فهم معناه واشتقاقه. هناك كثير من الفرضيات التي تستحق الاهتمام، ولكنها لم تتوصل بعد إلى تفسير مقنع، يستند إلى معطيات نصية.
لقد ظهر اسم دمشق للمرة الأولى في التاريخ على الشكل التالي: تـ - مسـ- قُ Ta-ms-qu وهو منقوش بالكتابة الهيروجليفية (المصرية القديمة) على جدار معبد الكرنك في الأقصر بمصر بين لائحة من أسماء المدن التي فتحها تحتموس الثالث في القرن الرابع عشر ق.م.
وظهر اسم دمشق للمرة الأولى باللغة الأكادية وبالخط المسماري في نصوص تل العمارنة في ذات العصر أيضاً في ثلاثة نصوص على الشكل التالي:
*(أورو) دِ – مَشـ - قَ (197:21) (uru) di-mass-qa*.
*(أورو) د-مَـ-اشـ-قَ (uru) du-ma- ass- qa (107:28)
×(أورو. تِـ-مَشـ-قِ (uru) ti-ma-ass-qi (53:63)
(أورو تعني مدينة).
وذكر اسم دمشق في رسالة بالأكادية المسمارية موجهة إلى Zalaia أحد ملوك دمشق، عثر عليها في موقع كامد اللوز في لبنان، تعود إلى القرن الرابع عشر ق.م. كما يلي:
*(تَـ-مَـ-اشـ-قَ (uru) ta-ma-ass-qa
وذكرت دمشق في النصوص الآشورية في مطالع الألف الأول ق.م. كما يلي(3).
(أورو) دِ – مَشـ - قَ (uru) di-mass-qa
(أورو) دِ – مَشـ- قِ (uru) di-mass-qi
(أورو) دِ – مَشـ- قُ (uru) di-mass-qu
(أورو) دِ مـ- مَشـ- قُ (uru) di-mass-qu
لقد كُتب الكثير حول معنى الاسم دمشق وكان ألبرايت Albright، وتبعه آخرون، قد فسروه على أنه من أصل لغوي سامي، ويمكن فهمه بطريقتين، الأولى تعتبر الدال اسم إشارة ذو، والثانية أن أصلها دار معتمدين على التوراة حيث يرد دار مسق أي دار مشق أما معنى مسق / مشق فقد أرجعه كلاي Clay إلى اسم جبل ورد في ملحمة جلجامش هومَشُ حيث تغرب الشمس وفهم اسم الإله شمس الأكادي على أنه شَـ - مش، وبما أن شَـ هي اسم موصول بالكادية أي الذي (هو) مشُ، مطابقاً هذا الجبل على جبل حرمون. ومن ثم يكون المعنى (المدينة) التي على سفح مشُ. أما القاف في دمشق فليست إلا تناسخاً لـ (كي KI) السومرية التي تعني مكان أو مدينة، هكذا تنتهي الفرضية التي تريد أن تفهم من دمشق مدينة الشمس؛ رغم جمال الصورة وإغرائها الشاعري، إلا أنه لا توجد نصوص أو أدلة لغوية أخرى تدعم هذا التفسير(4).
وذهب هوبت Haupt إلى أن مسق وشقِ لها علاقة بالجذر سقى، فترجم دار مشق بالدار المسقية.. واقترح ألبرايت أن تكون مسق مشتقة من كلمة مِشق التي تعني الحوار الفخاري فهي مدينة الفخار إلخ... تفترض التفاسير السابقة أن الاسم سامي وأن دار جزء منه، وهذا أمر غير مؤكد، إذ لا توجد أمثلة على ذلك من النصوص المسمارية في الألف الثاني، ومن الصعب اعتبار دار مسق تعود لأبعد من العصر الفارسي.
ونلاحظ أخيراً أن التاء أقدم من الدال، كما ورد أعلاه في النصوص المصرية ومن الصعب تحولها إلى دال ثم ذاء كي تصبح اسم إشارة.
ويعتقد آخرون أن أساس المشكلة يأتي من اعتبار الاسم من أصل سامي، ولهذا لم نعثر على تفسير مقبول حتى الآن(5).
أسماء منطقة مدينة دمشق:
لقد كانت مدينة دمشق عاصمة لعدد من الممالك في الألف الأول والثاني ق.م. وعرف سكانها اسم منطقتهم بـ آبوم (بتشديد الباء) Apu (m) في الألف الثاني وآرام Aram في الألف الأول. ولذا لابد من التعرف على هذين الاسمين، وخاصة آبوم الذي لم يرد إلا في النصوص المسمارية والهيروجليفية.
لقد ورد آبوم بين أسماء بلدان ومدن النقش المصري المعروف بنصوص اللعنة، المكتشفة في صقارة زمن المملكة الوسطى، وكان ألبرايت أول من تحقق من أن البلاد التي تدعى إبو Ipwm كما جاءت في النصوص هي دمشق(6)، مستنداً إلى نصوص عصر البرونز المتأخر حيث ورد في محفوظات تل العمارنة بالصيغة آبي، آبي.
KUR a-pi (197: 43,42), KUR u-pi (EA 53: 57, 59, 62, 189: rev. 12).
حيث أن كور تعني بلاد وبالتالي إن المقصود بلاد آبوم، وقد ورد في نصوص حثية بصيغة أبينا وآبا،وقد لاحظ اللغويون أن الضم ليس إلا لهجة سورية كنعانية، واعتبر ألبرايت أن أصل الكلمة أكادي آبوم (م) apu (m) معناه غيضة القصب وهو اسم أطلقه الأكاديون على مناطق الغياض في بابل وسوزا وهذا يتناسب أيضاً مع طبيعة جزئها الشرقي المليء بالقصب. لقد استحسن بعض العلماء هذا التفسير اللغوي، رغم ضعف برهانه(7).
من جهة أخرى، فقد ظهر في نصوص ماري اسم آبوم وقد حاول ألبرايت جاهداً أن يثبت أن آبوم الدمشقية، ولكن تبين بعد سنوات من النقاش بين المتخصصين في الدراسات المارية أن هناك مملكتين تحملان ذات الاسم الأولى في الجزيرة العليا، ربما في موقع عرف بـ شُباط إنليل (تل ليلان قرب القامشلي) والثانية في منطقة دمشق، ومعنى ذلك أن لا ذكر لدمشق أو آبوم في محفوظات ماري (ن. نفسه ص47).
وهكذا نلاحظ ندرة المعلومات حول آبوم/ أُبي، فهي معدومة في نصوص ماري وتقتصر على إشارات غير كافية في عصور الصراع الدولي المصري والحثي والميتاني على ثروات سورية. ولم يعرف شيء عن دور دمشق السياسي في بلاد اُبي، رغم ظهورها في النصوص كمملكة متواضعة متحالفة مع مصر غالباً.
آرام:
لن نفصل في استخدام هذا الاسم، لأن النصوص المسمارية الآشورية الحديثة (بدايات الألف الأول ق.م) لم تذكر للدلالة على منطقة دمشق، وإنما استخدمت تعبيراً خاصاً هو (كور أنشِـ -شو) بالسومرية، و(مات إمِريشو) بالأكادية، وهو ما سنتناوله بعد قليل. لقد كان اسم آرام في الألف الأول ق.م. متعدد الاستعمالات، الجغرافية والعرقية، بعد أن أصبحت سورية والرافدين تحت الحكم الآرامي، وكانت دمشق عاصمة إحدى أقوى الممالك الآرامية.
مات إمِريشو، شا –إمِريشو:
كما ذكرنا آنفاً، لم يستخدم الآشوريون اسم آرام للدلالة على مملكة دمشق خلال القرنين التاسع والثامن ق.م. وإنما استخدموا التعبير إمريشو (كورأنشِـ-شو) مع الاختلافات التالية:
Mat Imerissu (KUR ANSSE-ssu) Ssa- Imerissu (KUR ssa ANSSE- ssu, KUR sa ANSSE. NITA- ssu).
لا توجد معلومات واضحة عن سبب استخدام الآشوريين لهذا الاسم، كما أن معناه قد أسال حبراً كثيراً، وهناك أكثر من مكان يحمله. لابد من الإشارة إلى أن بعض العلماء قد قبلوا دلالة مات إمِريشو على دمشق وهذا أمر غير مؤكد(8).
إن الكتابات الآشورية المتأخرة للملك شَلمنصر الثالث قد ذكرت حزائيل ملك دمشق الآرامية على الشكل التالي: 1 ha-za-I- DINGIR SSA KUR NASSE- ssu, في حين ذكره شلمنصر لاحقاً أنه حاصر حزائيل في URU di-ma-ass-qi uru ssarru-ti-ssu, (أورو د –مَ- ش- قِ أورو شَرّو- تِـ- شُ) أي "في دمشق عاصمة مملكته" ونجد في كتابات أددنيراري الثالث ما يلي:
a-na KUR ssa- ANSSE- ssu lu-u a-lik 1ma-ri-I ssarru ssa KUR ANSSE-ssu ina URU di-ma-ass-qi URU ssarru-ti-ssu lu-u e-sir-ssu.
(أ- ناكور شا- أنشِـ- شُ لُ- و أ- ليك 1 مَـ- رِ- عي شَرّ وشا كور أنشِـ- شو- إنا أورو دِ- مَـ- شـ قِ أورو شَرِو –تِـ- شُ لُ- و اِ- صِر- شُ) أي: (إلى بلاد شا- إمِريشُ، قد ذهبت. مرعي، ملك بلاد اِمِريشُ، قد حاصرته في دمشق عاصمة مملكته). نلاحظ أن النص يفرق بوضوح بين البلاد وهي إمريشُ والعاصمة وهي دمشق(9). ولنذكر هنا أن هذه آخر إشارة لمدينة دمشق في النصوص المسمارية، بعد سقوطها على يد الآشوريين عام 732ق.م.. ونشير في هذا المجال إلى الكلمات الأكادية التي بقيت في لغتنا العربية حتى اليوم، وهي كما نلاحظ، شا أنشِ السومرية ويقابلها إمِر الأكادية وحمار العربية كما سنرى بعد قليل، أليك من ألك وهلك بمعنى ذهب، الاسم مرعي، وأخيراً اصر ويقابلها حصر.
لقد حدث بعض الاختلاط فيما يتعلق بتفسير شا أنشِ السومرية التصويرية التي ترجمها الأكاديون إمِر أي حمار، ومرد ذلك أن أوائل علماء الأكاديات قد اعتبروا أن شا-أنشِـ شو ssa- ANSSE-ssu هي الترجمة الأكادية لـ dmssq دمشق، حيث رأوا أن يقابلوا شا في مطلع الكلمة بالدال في دمشق وأنها ليست إلا الاسم الموصول ذو. ولكن أنشِ تعني إمر أي حمار، ولا نجد علاقة بين مسق/ مشق وحمار في أي من اللغات السامية. وهناك آخرون اعتبروا أن الناسخ القديم قد أخطأ وفهم من مسق المعنى إياه. أما Speiser سبيسر فقد ارتأى معنى إمرِ هو دولاب ماء، طالما هناك من يعتقد أن مسق لها علاقة –بـ شقي التي تعني غيضة المياه، ولكن هذه الفرضية لم تلق الرضى أيضاً. ونذكر بوجنون Pognon الذي قرأ الإشارة التصويرية السومرية أنشٍ على أنها آرام، ولكن دون سبب مقنع. وهكذا لم نستطع أن نفهم تماماً سبب تسمية الآشوريين دمشق ومنطقتها بـ "بلاد الحمير"، ولعل آخر دلو ندلي به في هذا المجال هو أن دمشق كانت مركزاً لتربية سلالات من البغال أو الحمير في الفترة التي سبقت ظهور الجمل وحداثة عهد استخدام الحصان وارتفاع ثمنه، كما كانت مركزاً لمرور قوافل الحمير القادمة من قطنة وتدمر والرافدين ومن شمال سورية والأناضول والمتوجهة إلى لبنان وفلسطين ومصر والحجاز في الجزيرة العربية، فقد كانت ولاشك هائلة العدد، ويمكن أن نذكر في هذا المجال رسالة لحمورابي يعرض فيها على زمري ليم ملك ماري أن يرسل له خمسة آلاف حمار محمل بالحبوب. ربما كان الرقم كبيراً، ولكن الحمار كان واسطة النقل الوحيدة آنذاك. وهكذا يمكن أن نتصور أعداداً من قوافل الحمير التجارية التي تعبر المنطقة، مما جعل الآشوريين ينعتونها ببلاد "قوافل" الحمير(10).
من جهة أخرى، لم تقدم نصوص الألف الثالث ق.م أية معلومات عن دمشق وخاصة محفوظات ابِلا التي اكتشفت في تل مرديخ، رغم أن بيتيناتو Pettinato قد نوه إلى ذكرها في البدء ومن ثم لم ينشر ذلك في قوائم الأسماء الجغرافية وغيرها التي تظهر تباعاً(11). ولكن الدلائل المستمدة من الحفائر والنصوص المجاورة تشير إلى أن دمشق كانت من المواقع الأساسية لاستقرار الأموريين منذ نهاية الألف الثالث ق.م كما كانت محطة للقوافل المتوجهة إلى حاصور في فلسطين التي ذكرت في نصوص ماري في القرن الثامن عشر ق.م. ويشير نص رسالة من المحفوظات الآنفة الذكر إلى مناطق، ربما كانت إمارات أمورية، ويأتي ذكرها وفق التسلسل الجغرافي الآتي: بلاد يمخاض (أي حلب/ خلب بالأكادية)، بلاد قطنة (حمص)، بلاد أمورو؛ وتذكر رسالة أخرى مبعوثين لأربعة ملوك أموريين قد ارتحلوا برفقة مبعوثين من حاصور وقطنة. يمكن الاستدلال من هذه المعلومات أن بلاد الأموريين المقصودة هنا تمتد من جنوبي قطنة إلى مناطق مملكة حاصور، أي أن منطقة دمشق هي إحدى تلك الإمارات الأمورية حيث كانت تعرف ببلاد آبوم آنذاك، ولكن يجب أن ننوه إلى أن أمورو قد تعني الغربيين وبالتالي فإن عبارة الملوك الآموريين هنا لا تشير بالضرورة إلى منطقة دمشق. لقد أصبحت دمشق مملكة آرامية في نهاية القرن الحادي عشر، ولكن لم يكن لها شأن كبير ولا توجد معلومات حول الموقف السياسي الدولي. ولكنها لعبت دوراً على طريق التجارة المؤدي إلى مصر والجزيرة العربية.
وتقدم بعض الكتابات المسمارية الآشورية معلومات هامة عن دمشق –آرام في المعترك الدولي بين 853- 841ق.م، حيث تذكر لأول مرة، كما ذكرنا أعلاه، في كتابات شلمنصر الثالث، الذي واجه تحالفاً آرامياً بقيادة أدد –إدري (IM-I-id-ri DINGIR)) ملك إمِريشو، وعاصمتها دمشق، واستطاع أن يؤلب حوله جميع المالك الآرامية. ولكن شلمنصر ينتصر عليه وفق ما نقشه على نصبه المعروف KAH30(12). وتتالت حملات الآشوريين على دمشق حتى أصبحت تحت السيطرة الآشورية في عهد تجلات بلِصر الثالث عام 732ق.م للنفوذ الآشوري في جنوب سورية.
وأخيراً، إذا أردنا أن نستعرض النتائج الأساسية لتاريخ دمشق المستمد من المصادر المسمارية، نلاحظ ما يلي: لقد كانت دمشق تعرف ببلاد أبي /آبي في النصف الثاني من الألف الثاني ق.م، ولكن دون أهمية سياسية تذكر، وأشارت الكتابات المصرية والحثية إلى دور تجاري لها، كجزء من مناطق نفوذها. ولم نعرف عن دمشق ما يُذكر عن دور سياسي وثقافي وفني، كبقية المدن الأمورية والكنعانية مثل حلب وقطنة وقادش والقدس وغيرها من المدن التي ذكرت في النصوص المسمارية ولن يبرز مثل هذا الدور إلا في نهاية القرن العاشر ق.م. حيث عُرفت باسم آرام، ولكن لم نعثر حتى الآن على مصادر كتابية أو أثرية من المدينة نفسها. وكل ما وصل إلينا هو من مصادر خارجية آشورية فقط. وبلغت أهميتها القصوى عندما شكلت تحالفاً آرامياً ضد الآشوريين، واستطاعت أن تفرض سيطرتها السياسية على جنوب سورية وفلسطين، خلال القرن التاسع وبداية الثامن ق.م. ولكن الآشوريين أخضعوها من جديد، زمن تِجلات بلِصر الثالث (732 ق.م)، ونلمس ضمور دورها السياسي من خلال محاولة للثورة ضد شروكين الثاني عام 720 ق.م.. ولم تتوقف دمشق عن التطور الاقتصادي والتجاري بدليل نماء زراعتها في الغوطة الشهيرة، وموقعها الجغرافي على طرق تجارة الجنوب أي فلسطين ومصر والجزيرة العربية. ورغم انعدام المعلومات الكتابية والأثرية في القرون التالية الطويلة، إلا أن دورها السياسي لابد وأنه كان على مستوى تطور زراعة غوطتها وأهمية موقعها التجاري، ولاشك أن تعذر التنقيب فيها يمنعان للأسف عن توثيق أيامها الغابرة التي يفترض أن تكون ذات مجد وفخار.
* * *
*الحواشي:
(1)انظر: Sauvaget, 1934, 427-28.. Pitard p.2. انظر (ن) قائمة المصادر أدناه وفق التسلسل الأبجدي من أجل الاسم الكامل لكل مصدر أو مرجع نورده مختصراً.
(2)من أجل قائمة مصادر موسعة عن تاريخ دمشق القديم ن Pitard, p. 193ff. حيث يتعرض لجميع الدراسات التي سبقته خلال القرنين الماضيين، وجميعها بلغات أجنبية نعتذر هنا عن إيراد دراسات باللغة العربية لعدم توفر فهرسة لها، كما أنها ليست أصيلة بل مقتبسة أو مترجمة، أما شأننا هنا، فقد اعتمدنا في دراستنا هذه الأطروحة المذكورة أدناه رقم 13، pitard فهي الأحدث في هذا المجال، وتقود إلى ما سبقها، أما دراسات الأعوام التي تلتها، فلم تقدم جديداً لتاريخ دمشق، إلا فيما يتعلق بالتعبير الجغرافي آبوم، بعد اكتشاف نصوص تل ليلان (قرب القامشلي) التي دعيت قديماً شُباط انليل، عاصمة شمشي أدد الأول مؤسس الدولة الآشورية القديمة وقد أصبح شبه مؤكد أن آبوم هو الاسم الجغرافي الأقدم للمنطقة في القرن الثامن عشر ق.م. وأن دمشق كانت تحمل الاسم نفسه. ن. حول الموضوع
D. Charpin, M.A.R.I.5 = Mari Annales de Recherches Interdiscipliairs, pp. 129- 140. Paris, 1989.
(3)من أجل تهجئة الاسم ن:
Ablright 1934 p.62. Helck 1971, 129. Edzard 1970, 52. Pitard, 7.
(4)ن. والتفاصيل Pitard, 8.
(5)هكذا يرى كل من Sauvaget 1934, 435. Gordon 1952, 175. no.7. وهناك إمكانية أخرى وهي أن الاسم من جذر رباعي سامي بدئي ن. Pitard 9.
(6)ن. Albright 1940, 34-35 نشرت نصوص اللعنة المصرية المكتشفة في صقارة من قبل Posener 1940 ووردت الأسماء في النصوص E33, E34, p.81-82.
(7)ن. pitard p.11
(8)من أجل تفاصيل النقاش ن. المرجع السابق ص11.
(9)من أجل ترجمة النص ن. نفسه، وقبله Tadmor 1973, 148- 149.
(10)من أجل أصحاب هذه الفرضيات والقراءات وتفاصيلها ن. Pitard, p.15
(11)كان جورج دوسان أول قارئ لنصوص ماري منذ اكتشاف ماري في الأربعينات حتى وفاته عام 1983 ولم ينشر كل ما حوته مكتبته الخاصة من نصوص مسمارية، وكان يكتفي أحياناً بنشر مقاطع فقط من النصوص وفق احتياجات دراساته. وقد نشر المقاطع المعنية هنا في: 37- 38 1957 417-25 1954 Dossin, وانظر حول الموضوع 138- 96 . 2: Klengel 1965-70.
*بعض المصادر والمراجع الأساسية:
(1)Albright, W.F. The Vocalisation of the Egyptian Syllabic Orthography. New Haven: American Oriental Society. 1934.
(2)The Land of Damascus between 1850 and 1750 B.C. BASOR 83:30-30. 1941.
(3)The Amarna Letters from Palestine, pp. 98-116 in The Cambridge Ancient. History, 11/2, Ed. By I.E.S. Edwards, 1975a.
(4)Syria, the Phlistianes, and Phoenicia, pp. 507-36 in The C.A.H. 1975 b.
(5)Aldred, C.Egypt: The Amarna Period and the End of the Eighteenth Dynasty pp. 49-97 in The C.A.H. 11/2, 1975.
(6)ANET 3 Anciet Near Estern Texts Relating to the Old Testament. J.B. Pritchard, Princeton, University, 1969.
(7)Dossin G.Les rachives épistolaires de Mari, Syria, 19: 105-26, 1938.
(8)Les archives Economiques du palais de Mari, Syria 20: 97-113, 1939. Le royaume de Qatna au XVIII siécle avant notre ére d,après les Archives Royales de Mari, BARB: CL 40: 417-25, 1954.
(9)Edzard, D.O. Die Keilschrift briefe der Grabungskampagne 1969, 1970, pp. 94-62 in Kamid el-loz- Kumidi: Schriftdokumente aus Kamid el-Loz, D.O. Edzard, et al. Bonn. Rudolf Habelt.
(10)Klengel Horst, Geschichte Syriens im 2. Jahrtausend v.u. Z.I,II,III 1965-1975.
(11)Merrill F.unger,s. Israel and the Aramaeans of Damascus, 1957.
(12)Porter, H.Five Years in Damascus, London: 1855.
(13)Pitard T.Wayne Ancient Damascus, a Historical Study of the Syrian City-State from Earliest Time until its Fall to the Assyrian in 732 B.C.E. Indiana 1987.
(14)Rost, p. Die Keilchrifttexte Tiglat-Pilesers III. Leipzig: 1893.
(15)Sauvaget, J.Esquisse d,une histoire de la ville de Damas, Révue des etudes islamiques 8: 421-76. Le plan antique de Damascus, Syria 26: 314-58, 1934.
* أستاذ مساعد في تاريخ المسماريات –جامعة دمشق.
* يرجى قراءة كل SS – ش.
awu-dam.org/trath/55-56/turath55-56-008.htm