للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلالصّمصامة أشهر سيوف العرب أين ذهب؟ - محمود مفلح البكر 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6017 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 127 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 127 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    الصّمصامة أشهر سيوف العرب أين ذهب؟ - محمود مفلح البكر Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     الصّمصامة أشهر سيوف العرب أين ذهب؟ - محمود مفلح البكر

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    مي مبارك
    مدير التحرير
    مي مبارك


    المشاركات : 218
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    الصّمصامة أشهر سيوف العرب أين ذهب؟ - محمود مفلح البكر Empty
    مُساهمةموضوع: الصّمصامة أشهر سيوف العرب أين ذهب؟ - محمود مفلح البكر   الصّمصامة أشهر سيوف العرب أين ذهب؟ - محمود مفلح البكر Icon_minitime25.05.10 2:50

    الصّمصامة أشهر سيوف العرب أين ذهب؟ - محمود مفلح البكر


    لم يبلغ سيف من سيوف العرب ما بلغه "الصمصامة" سيف عمرو بن معديكرب الزبيدي، من شهرة وما مر عليه من أحداث، وما دار حوله من حكايات، رأته في مجال الواقع، ودفعته إلى مشارف الأسطورة، فغدا أشهر من ملوك كثيرين، وهناك أناس لا نجد أنفسنا في حاجة إلى ذكرهم، أو تذكرهم، لولا ارتباط أسمائهم- وإن مصادفة- بهذا السيف الذي توغل بداياته في عالم الحكايات، وتنطوي نهايته في مرحلة رديئة صنعها فساد الحكم.

    عراقة الصمصامة:

    يذكر بعض الرواة أن الملكة بلقيس أهدت إلى الملك سليمان خمسة أسياف هي: ذو الفقار، وذو النون، ومجذوب، ورسوب، والصمصامة.

    وجميعها مشهورة قبل الإسلام، فقد كان ذو الفقار لمنبه بن الحجاج أخذه الرسول منه يوم بدر. ومجذوب ورسوب للحارث بن جبلة الغساني، وذو النون والصمصامة لعمرو بن معديكرب الزبيدي(1) أحد مشاهير الأبطال في الجاهلية والإسلام.

    ويروي بعضهم أن "الصمصامة" من بقايا السيوف اليرعشية الحميرية، وأن الملك الحميري علقمة بن ذي قَيْفان أهداه لعمرو بن معديكرب الذي يقول فيه:











    وسيفٍ لابن ذي قَيفانَ عندي





    تخيَّرهُ الفتى من عهدِ عادِ(2)


    ولهذا البيت رواية ثانية تنسب "الصمصامة" إلى كنعان جد الكنعانيين:











    وسيفٍ من لَدُنْ كنعانَ عندي





    تُخيِّرَ نَصْلُهُ من عهدِ عادِ(3)


    ويقال أن حديد "الصمصامة" من جبل "نقم" في اليمن(4)، ويروي آخرون أن حديدة وجدت عند الكعبة، مدفونة في الجاهلية، فصنع منها ذو الفقار، والصمصامة(5).

    وهذه الروايات لا تخلو من المبالغة، وربما كانت من اختلاق عمرو ذاته، وربما سمعها، واقتنع بها فعلاً، أو أضافها الرواة المعجبون مع الأيام، ليضيفوا على أقاصيصهم مزيداً من التشويق والإدهاش، ومهما يكن من أمر فلهذه الأقاصيص أهداف معنوية هامة، فهي تمنح صاحبها ثقة بقدراته، وتملأ نفسه بعزة أمته، في السلم والحرب.

    صفاته:

    الصمصامة، والصمصام السيف الصارم الذي لا يثنيه شيء(6)، وصمم السيف، وصمصم: مرَّ في العظام وقطعها(7)، وصمصامة عمرو بن معديكرب الزبيدي يزن ستة أرطال، حسب ما ذكره بعض الرواة(8)، وله حد واحد(9).

    ووصفه شاعر متأخر بقوله من أبيات:











    أخضر المتنِ بين حدَّيه نورٌ





    من فرندٍ تمتدُّ فيه العيونُ(10)


    وفي رواية ثانية من الأبيات ذاتها:
















    سيف عمرو قد كان فيما سمعنا





    خير ما أغْمِدت عليه الجفونُ


    أوقدتْ فوقه الصواعقُ ناراً





    ثم شابتْ به الزعافَ القيونُ(11)


    وقد ذكره ابن عباس بقوله لبعض اليمنيين: "لكم من السماء نجمها، ومن الكعبة ركنها، ومن السيوف صمصامها" يعني سهيلاً، والركن اليماني، وصمصامة عمرو(12).

    مقدرته على القطع:

    تحدث الرواة كثيراً عن صرامة هذا السيف، وأول من تغنى بذلك عمرو بن معد يكرب، كما في قوله، أو المنسوب إليه:











    وصمصاماً بكفِّي لا





    يذوقُ الماءَ من يَرِدهُ(13)


    وفي قصيدة ثانية يذكر عمرو أنه قد أعد للحرب درعاً طويلة، وجواداً غليظاً قوياً، وسيفاً قاطعاً يقدُّ الخوذ، والأجساد المكسوة بالدروع:
















    أعددت للحدثان سا





    بغةً وعدَّاءً عَلَنْدَ


    نهداً، وذا شطبٍ يقـ





    ـدُّ البيضَ والأبدانَ قدّا(14)


    وإذا كانت الأبيات السابقة تحتمل أن يكون المقصود فيها "الصمصامة" أو غيره من سيوف عمرو، فهناك أبيات واضحة الدلالة كهذه:
















    وسيف لابن ذي قَيفان عندي





    تخيره الفتى من عهد عادِ


    يقدُّ البيض والأبدان قدّاً





    وفي الهام الململم ذو احتدادِ(15)


    وفي هذا المعنى حول مقدرة "الصمصامة" على القطع ما أشار إليه عمرو من أبيات قالها عندما أهدى سيفه لخالد بن العاص عامل الرسول على اليمن:
















    خليلٌ لم أخُنْهُ ولم يخنِّي





    إذا ما الخطبُ أنحى بالعظام


    وودعتُ الصفيَّ صَفيَّ نفسي





    على الصمصام أضعافُ السلام(16)


    ومن القصص المشهورة ما روي من ان ملك الهند قد أرسل وفداً إلى هارون الرشيد يحمل معه هدايا ثمينة بينها عشرة سيوف من أجود سيوف الهند، وحين قُدِّمتْ إليه دعا بالصمصامة سيف عمرو بن معد يكرب ليختبرها فقُطعت به السيوف سيفاً سيفاً كما يقطع الفجل، من غير أن تنثني له شفرة، أو يفلّ له حدّ(17).

    وروي أن عمر بن الخطاب سأل يوماً عن أمضى سيوف العرب، فقيل له: (صمصامة عمرو بن معد يكرب الزبيدي) فأرسل إلى عمرو أن يبعث إليه سيفه المعروف بالصمصامة، فبعثه إليه، فلما ضرب به وجده دون ما كان يبلغه عنه فكتب إليه في ذلك، فردَّ عمرو: (إنني إنما بعثت إلى أمير المؤمنين بالسيف، ولم أبعث إليه بالساعد الذي يضرب به)(18).

    وهذا الخبر، بهذه الصورة مشكوك بصحته لأمرين:

    أولهما: أن الصمصامة لم يكن بحوزة عمرو بن معد يكرب في عهد عمر بن الخطاب، فقد سبق أن وهبه لخالد بن سعيد بن العاص عامل الرسول على اليمن، وقد حمله خالد معه إلى بلاد الشام بعد حروب الردة مباشرة حين ضمه أبو بكر إلى جيش شرحبيل بن حسنة، مما يعني أن عمر لو رغب في رؤية "الصمصامة" لطلبه من خالد لا من عمرو، وما كان لأمر كهذا أن يفوته، وهو الذي لا تغيب عنه لا صغيرة ولا كبيرة في دولته.

    وثانيهما: أن الكلمات المنسوبة إلى عمرو في رده على الخليفة عمر تبطن غمزاً بعمر بن الخطاب، ولا تخفى دوافع المعارضة من اليمنيين الذين كانوا على خلاف مع بعض القادة الكبار حينذاك.

    وإذا صح شيء من الخبر، فإنه ينتهي عند تساؤل عمر عن أمضى السيوف، والجواب عليه بـ: (صمصامة عمرو بن معد يكرب الزبيدي) فحسب، أما ما لحق بهذا الخبر من تتمة فهو، بلا شك، من اختلاق الرواة المعارضين لأسباب لا مجال الآن للخوض في تفاصيلها.

    وعلى أية حال، يبدو لنا أن صرامة "الصمصامة" أمر مؤكد، وإلا لما تسابق المحاربون، والأمراء، والخلفاء للحصول عليه، ودفع بعضهم في سبيله أموالاً طائلة.

    وفي هذا المجال يمكن الإشارة إلى أن نوع المعدن ونقاءه، وما يشوبه، ودرجة الحرارة التي يصنع فيها، وطريقة التبريد، وظروفها، وخبرة الصائغ... الخ.. كلها لها أثرها في مواصفات السيف، ومدى صلابته، ومقدرته على القطع. ولذلك لا نجد غرابة من وجهة النظر العلمية في أن يتمتع سيف أكثر من غيره بصرامة متفوقة. لكن الصمصامة حين آل إلى الخليفة العباسي الواثق بالله(19)، أو المهدي في رواية ثانية(20) دعا بصيقل، فلما سُقي السيف تغير، وقل قطعه.

    رحلة الصمصامة:

    تطرقنا في البداية إلى شيء مما يحيط ببدايات هذا السيف من غموض يمتزج فيها الديني بالتاريخي بالخيالي. والأمر المؤكد أنه كان أحد سيوف عمرو بن معد يكرب الزبيدي حتى جاء خالد بن سعيد بن العاص عاملاً للرسول على اليمن فوهبه له عمرو. وبين الروايات اختلاف حول سبب هذه الهبة.

    فقد ذكر الكلبي أن خالد بن سعيد حين بعثه الرسول عاملاً على اليمن أغار على رهط عمرو بن معد يكرب، لتمردهم على الإسلام، فوقع عدد منهم أسرى في يده بينهم امرأة عمرو- أو أخته ريحانة(21)- فعرض عمرو على خالد أن يمن عليهم بالإفراج فقبل، وأسلموا، فوهبه عمرو سيفه "الصمصامة" وقال في ذلك:





















    خليلٌ لم أهبهُ من قِلاه





    ولكن المواهبَ للكرام


    خليلٌ لم أخنْه ولم يخنّي





    كذلك ما خِلالي أو نِدامي


    حبوتُ به كريماً من قريش





    فسُرَّ به وصِينَ عن اللئام(22)


    وذكر الهيثم بن عدي رواية ثانية للبيت الثاني:











    خليلٌ لم أخنْه ولم يخني





    على الصمصام أضعافُ السلام(23)


    والأبيات كما نلاحظ لا إشارة فيها إلى الإغارة المذكورة، ولا تشي باعتراف بالجميل لأي سبب، وإنما تركز على فكرة الكرم عامة، والعبارة الوحيدة التي يمكن التوقف عندها لمعرفة خليفتها هي (المواهب للكرام) أو (التواهب في الكرام) في رواية ثانية، والأخيرة أكثر قرباً إذا صحت والتي ربما تتضمن إشارة خفية إلى ما لخالد من يد على عمرو. إلا أن الأخبار المتفرقة عن خالد بن سعيد تلمح بوضوح إلى أنه يتمتع ببطولة، وخصال لم تخرج عن روحها الجاهلية التي يتمتع بها عمرو أيضاً وهي كفيلة بأن يتبادل الرجلان الإعجاب، والصنيع. فقد ذُكر أن المسلمين كانوا (إذا اجتمعوا لحرب أقرّه الأمراء فيها، لبأسه، وكيده، ويمن نقيبته) وقد قاد معركة (دائن) قرب غزة وانتصر فيها على الروم قبل قدوم خالد بن الوليد(24).

    ويبدو أن هناك تقارباً في الطباع بينهما أيضاً. نلمح ذلك من إشارة عمر بن الخطاب- قبل أن يصبح خليفة- في نهايات حروب الردة، حين عقد أبو بكر ثلاثة ألوية لثلاثة رجال، هم: خالد بن سعيد بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص السهمي، ليوجههم إلى بلاد الشام، فلما عقد أبو بكر لخالد بن سعيد كره عمر بن الخطاب ذلك، وكلم أبا بكر في عزله، ووصفه بـ(إنه رجل فخور يحمل أمره على المغالبة والتعصب) فعزله أبو بكر- مع أنه كان ثالث أو رابع من اعتنقوا الإسلام(25)- وسلم اللواء ليزيد بن أبي سفيان(26) مما يشير إلى اقتناع أبي بكر بما قاله عمر. وهذه الخصال التي ينتقدها عمر في شخصية خالد، ويؤيده أبو بكر في انتقادها هي مما يفتخر به عمرو بن معد يكرب، ولم تفارقه بعد إسلامه، كما أن خالد بن سعيد ظل متحلياً بها إلى آخر أيامه، وهو الذي كان يُنشد في اليوم الذي استشهد فيه:











    من فارس كرهَ الطِّعانَ يُعيرُني





    رمحاً إذا نزلوا بمرج الصُّفَّرِ


    ولذلك فباب الإعجاب كان مفتوحاً بين خالد وبين عمرو، وأستبعد أن يهب الأخير، سيفه العزيز عليه لرجل لا يملأ عينه مهما كانت الأسباب.

    ويتضح من الأخبار أن "الصمصامة" ظل مع خالد بن سعيد إلى يوم (مرج الصفر) جنوبي دمشق- عام 13هـ- 634م(27)- حين دارت رحى معركة دامية مع الروم صبيحة الليلة التي تزوج فيها أمَّ الحكم بنت الحارث المخزومي أرملة عكرمة بن أبي جهل- الذي استشهد في اليرموك- فقضى خالدٌ شهيداً، ووجده معاوية فاخذ الصمصامة منه، ثم طالب به فيما بعد سعيد بن العاص بن سعيد.. فتقاضيا عند عثمان فقضى له، وظل عنده إلى أن وقع (يوم الدار) ووقع مروان بن الحكم على مقربة منه. فأخذ الصمصامة رجل من جهينة، ودفعه الجهني إلى صيقل ليجلوه، وحين رأى الصيقلُ السيف عرف قدره، واستبعد أن يكون للجهني، فرفض أن يعيده له، وأتى به إلى مروان بن الحكم، وهو والي المدينة حينذاك، فسأل الجهنيَّ عنه، فحدثه بما حدث معه يوم الدار، فقال مروان: (أما والله لقد سُلبت سيفي يوم الدار، وسُلب سعيد بن العاص سيفه) وحين جاء سعيد عرف السيف، فاسترده، وختم عليه، ثم بعث به إلى عمرو بن سعيد الأشدق، وهو على مكة فمات سعيد، وبقي السيف عند عمرو بن سعيد، ثم أصيب عمرو بدمشق، فأخذ السيف أخوه محمد بن سعيد، ثم صار إلى يحيى بن سعيد، وبعد موته انتقل إلى عنيسة بن سعيد بن العاص.. ولما أصبح في يد أبان بن يحيى بن سعيد حلاه بحلية ذهبية وعندما آلت الخلافة إلى العباسيين تمكن المهدي من الحصول عليه، بعد بحث، فاشتراه من أيوب بن أبي أيوب بن سعيد.. بنيف وثمانين ألفاً، ورد حليته الذهبية إليه(28).

    أما أبو عبيدة فيذكر أن المهدي حين كان في واسط أرسل إلى بني العاص يطلب "الصمصامة" فقالوا: (إنه في السبيل محبساً) فقال: (خمسون سيفاً قاطعاً في السبيل أغنى من سيف واحد) وأعطاهم خمسين سيفاً، وأخذه(29).

    وفي رواية أخرى أن "الصمصامة" لم يزل في آل سعيد إلى أيام هشام بن عبد الملك فاشتراه خالد القسري بمال كثير، وأوصله إلى هشام الذي كان يجد في البحث عنه، ولم يزل عند بني مروان حتى آلت الأمور إلى بني العباس. فطلبه السفاح، والمنصور، والمهدي، فلم يجدوه، وجدّ الهادي في طلبه حتى ظفر به(30).

    أما الهيثم بن عدي فيذكر أن ولد سعيد بن العاص ظلوا يتوارثون "الصمصامة" إلى مجيء موسى الهادي- بعد وفاة المهدي- فاشتراه منهم بمال كثير، وكان موسى من أوسع بني العباس خلقاً، وأكثرهم عطاءً للمال، فجرده، ووضعه بين يديه، وأذن للشعراء بالدخول ودعا بإناء واسع فيه دنانير مكافأة لمن يحسن وصف "الصمصامة" فقال أحدهم:



















































    حازَ صمصامةَ الزبيديِّ من بيـ





    ـن جميع الأنام موسى الأمينُ


    سيف عمرو وكان فيما سمعنا





    خيرَ ما أغمدتْ عليه الجفونُ


    أوقدت فوقه الصواعق ناراً





    ثمَّ شابت به الزعافَ القيونُ


    فإذا ما هززتَه بهرَ الشمـــ


    (م)


    س ضيــاءً فلم تكد تستبينُ


    يستطير الأبصارَ كالقبس المش


    (م)


    ـعل ما تستقر فيه العيونُ


    وكأن الفرندَ والجوهرَ الجا


    (م)


    ريَ في صفحتيه ماءٌ معينُ


    نعمَ مخراقُ ذي الحفيظة في الهيـ





    ـجا بعضَّاتها ونعمَ القرينُ


    ما يبالي إذا انتضاهُ لضربٍ





    أشمالٌ سطت به أم يمينُ


    وكأن المنونَ نِيطتْ إليه





    فهو من كلِّ جانبيهِ منونُ


    فقدم الهادي السيف والإناء للشاعر، ففرق الشاعر الدنانير على الشعراء، واكتفى بالسيف، الذي اشتراه منه الهادي ثانية بمال كثير(32).

    وحين أصبح "الصمصامة" في يد المتوكل قدمه هدية إلى غلامه التركي (باغرا) فقتله به. وعند (باغرا) ينقطع خبر هذا السيف(33). ويغيب حدُّه المشرق. ولسنا بحاجة إلى مزيد من الاجتهاد لندرك أنه بدءاً من مقتل المتوكل قد حُوِّلَ اتجاه "الصمصامة" ليسلط على رقاب العرب عامة، وهذه طبيعة التاريخ. حين يتردّى حاكم تعاقب الأمة كلها، والتاريخ لا يشفق، ولا يجامل، ولا يتردد، ولا يهتز، وما أعمق إدراك أبي بكر حين قال: "وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت، فقوموني".

    ***

    الحواشي:

    (1)-ابن نباته- سرح العيون- ط1- القاهرة 1377هـ- 1957م- ت.ص 272.

    (2)-نشوان الحميري- منتخبات من أخبار اليمن- صححه: عظيم الدين أحمد- مطبعة بريل- ليدن 1916م- ص 62-63.

    (3)-ابن عبد ربه- العقد الفريد- ج1- ط2- القاهرة 1367هـ- 1948م- ص 121.

    (4)-الهمذاني- الإكليل- ج8- بغداد 1931م- ص 257.

    (5)-عبد الرحمن الخثعمي السهيلي- الروض الأنف- ج1- المطبعة الجمالية بمصر 1332هـ- 1914م- ص 39.

    (6)-الصحاح- باب الميم- فصل الصاد- وتاج العروس.

    (7)-لسان العرب- صمم.

    (8)-أبو هلال العسكري- ديوان المعاني- ج2- مكتبة القدسي- القاهرة 1352هـ- ص 53.

    (9)-ابن هذيل الأندلسي- حلية الفرسان وشعار الشجعان- ج2- دار المعارف 1951- ص 191.

    (10)-المصدر نفسه- ص 189.

    (11)-ديوان المعاني- ج2- ص 52- مصدر سابق.

    (12)-الثعالبي- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب- القاهرة 1326هـ- 1908م- ص 497.

    (13)-شعر عمرو بن معدي كرب الزبيدي- جمعه: مطاع طرابيشي- ط2- مجمع اللغة العربية بدمشق 1405هـ- 1985م- ص 91.

    (14)-المصدر السابق- ص 80- وعلندى: طويل، ضخم- نهد: جسيم مشرف، وهما صفتان للجواد- ذو شطب: فيه آثار طرق.

    (15)-منتخبات من أخبار اليمن- ص 63- مصدر سابق.

    (16)-ثمار القلوب- ص 498- مصدر سابق.

    (17)-العقد الفريد- ج2- القاهرة 1359هـ- 1940م- ص 203.

    (18)-حلية الفرسان- ج2- ص 188-189- مصدر سابق.

    (19)-البلاذري- فتوح البلدان- تحقيق: عبد الله أنيس الطباع وعمر أنيس الطباع- دار النشر للجامعيين- 1377هـ- 1957م- ص 165.

    (20)-منتخبات- ص 63- مصدر سابق.

    (21)-الروض الأنف- ج1- ص 39- مصدر سابق.

    -تختلف الروايات حول "ريحانة" هذه، فيقال مرَّة: حبيبته، ومرة: أخته، وثالثة: امرأته... وفيها يقول قصيدة مشهورة مطلعها:














    أمن ريحانة الداعي السميع








    يؤرقني وأصحابي هجوع


    (22)-فتوح البلدان- ص 163- مصدر سابق.

    (23)-ديوان المعاني- ج2- ص 53- مصدر سابق.

    -وللشطر الخير خاصة روايات مختلفة، وقال ابن بري: صواب إنشاده: "على الصمصامة أمْ سيفي سلامي" و(أمْ) زائدة، وهي لغة- انظر لسان العرب- صمم.

    (24)-فتوح البلدان- ص 151- مصدر سابق.

    (25)-ابن حجر- الإصابة في تمييز الصحابة- المكتبة العلمية بمصر 1323هـ- ص 91-92.

    (26)-فتوح البلدان- ص 149-150- مصدر سابق.

    (27)-حول تفاصيل مجريات المعركة وموقعها انظر: الجنرال أ.أكرم- سيف الله خالد بن الوليد- ترجمة العميد الركن صبحي الجابي- مؤسسة الرسالة- ط6- 1408هـ- 1988م- ص 381 وما بعدها.

    (28)-فتوح البلدان- ص 163-164- مصدر سابق.

    (29)-سرح العيون- ص 273- مصدر سابق.

    (30)-ثمار القلوب- ص 498-499- مصدر سابق.

    (31)-ديوان المعاني- ج2- ص 52- مصدر سابق.

    -تنسب القصيدة لعدد من الشعراء بروايات متقاربة في مصادر مختلفة ففي:

    -ديوان المعاني: لابن يامين البصري.

    -حلية الفرسان: ص 189- لأنس.

    -فتوح البلدان: ص 164- لأبي الهول الحميري.

    (32)-ثمار القلوب- ص 499- مصدر سابق.

    (33)-سرح العيون- ص 273- مصدر سابق.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    الصّمصامة أشهر سيوف العرب أين ذهب؟ - محمود مفلح البكر
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: فضاءات فلسطين والعرب-
    انتقل الى: