قفز نجوم الدرما السورية إلى صدارة الدراما المصرية؛ حيث سيكونون أبطالاً للمسلسلات التي يجري تصويرها في الاستوديوهات لعرضها في شهر رمضان المقبل.
وعلى الرغم من اعتراض بعض النجوم المصريين سابقاً على ظاهرة التلاحم السوري المصري إلا أن الوضع اختلف في الوقت الحالي وأصبح هذا التلاحم شيء ضروري وأمر واقع في ظل اعتراف كبار المخرجين والمنتجين بضرورة تجديد دماء الدراما المصرية.
لكن السؤال الذي يثيره النقاد: هل ستنقلب المنافسة والمقارنات السنوية بين الدراما في الدولتين العربيتين خلال شهر رمضان، إلى منافسة بين النجوم السوريين أنفسهم في المسلسلات المصرية، وهل سيؤدي ذلك إلى خلل في نظيرتها السوري
قال الفنان السوري تيم الحسن لـ"العربية نت" إن المسألة من الممكن أن تحدث خللاً لو تخلى النجوم السوريون عن أماكنهم بالدراما السورية، إلا أن الواقع يثبت أن الفنان السوري يقدم عملاً سورياً، وفي المقابل يقدم عملاً آخر عربياً وليس مصرياً فحسب.
ويشارك تيم الحسن هذا العام في المسلسل المصري "كنت صديقاً لديان" المقتبس عن كتاب للمؤلف الراحل ماهر عبدالحميد، المستوحى بدوره من ملفات الاستخبارات العامة المصرية والذي يجسد من خلاله شخصيه عابد وهو شاب فلسطيني يتعاون مع الاستخبارات المصرية، ويتفوّق في أداء المهمة ويخترق المجتمع الإسرائيلي، فتربطه صداقة بوزير الدفاع الإسرائيلي الشهير موشي ديان.
وهو ما يبرر اختيار تيم الحسن للبطولة، إذ إنّه سيتكلّم اللهجتين المصرية والفلسطينية والتي أتقنها من قبل في مسلسل التغريب الفلسطيني.
عودة للأعلى
أما الفنان جمال سليمان فقد كان على رأس الفنانين السوريين الذين تعرضوا لحرب شعواء بعد نجاحه في تقديم الأدوار المصرية عن جدارة، فقد أكد أن مسألة التعاون بين نجوم مصر وسوريا أو حتى النجوم العرب بوجه عام أصبحت أمراً طبيعياً لا مجال للنقاش فيه لأنه موجود بالفعل منذ زمن طويل وليس بأمر مستحدث.
واختفت اللهجة الهجومية التي رفضت التعاون السوري المصري بعدما تأكد الجميع أن الفنان السوري لا يفرض نفسه، وأن المسألة مسألة عرض وطلب على كبار سواء كان سورياً أو لبنانياً أو أردنياً سيضيف في هذا العمل ويقدمه بصورة أفضل.
وأكد أن الدراما السورية لن يحدث بها أي خلل، مشيراً إلى أنها مرتكزة على مجموعة كبيرة من عمالقة الفن بسوريا، وأصبح كم المسلسلات التي تنتجها الدراما السورية متضاعفاً عما كانت عليه سابقاً.
ويقدم سليمان هذا العام عملين من المقرر عرضهما خلال شهر رمضان 2010 وهما مسلسل مصري بعنوان "قصه حب" الذي يقوم ببطولته سليمان ويجسد من خلاله شخصيه ناظر مدرسة يناقش بعض المشاكل التي يمر بها الطلبة في المرحلة الثانوية، أما العمل الثاني فهو جزائري سوري يجسد من خلاله سليمان شخصية المناضل الجزائري "خالد طوبقال"، والعمل مأخوذ عن الرواية الشهيرة "ذاكره الجسد" للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي ومن إخراج نجدت أنزور.
ومن جهتها أكدت الفنانة سلاف فواخرجي أن الأعمال العربية في الفترة الأخيرة أصبحت تجمع الكثير من النجوم من جنسيات مختلفة، وعلى سبيل الذكر لا الحصر فيلم "جوبا" ومسلسل "هدوء نسبي" الذي ضم نخبة متنوعة من النجوم العرب، ولا يمكن أن يجزم أحد بأن الفيلم أو المسلسل يعتبر عملاً مصرياً أو سورياً أو حتى خليجياً، فهو مسلسل عربي مشترك كما هو الحال في مسلسل "كليوباترا" والذي تقدم من خلاله شخصية ملكة مصر كليوباترا.
وأعلنت سلاف عن رفضها اللهجة التي رددها البعض قبل بدء تصوير المسلسل، وأكدت أن القائمين على العمل هم من رشحوها لهذا الدور الذي رفض البعض تجسيده من فنانة سورية على اعتبار أن الشخصية التي تجسدها من التاريخ المصري، وأحرى به أن تقدمه فنانة مصرية.
وأشارت سلاف إلى أنها على الرغم من الانتقادات التي وجهت لها بهذا الخصوص إلا أن هذه الانتقادات لم تؤثر سلباً في قرارها في القبول ببطولة العمل. وأضافت أن قبولها جاء لعدة أسباب كان أولها إعجابها بالقصة والحبكة الدرامية لها، كما أن ثقة القائمين على العمل بترشيحها لتقديم تلك الشخصية دفعها للقبول، مؤكدة أن التفرقة العنصرية بين مصري وسوري سوف تختفي مع الوقت.
وعن الفنان عباس النوري الذي نشرت الصحف المصرية والسورية سابقاً رفضه لتوجه نجوم الدراما السورية للأعمال المصرية, فسوف يحل على الشاشة الرمضانية هذا العام في أول مسلسل مصري له وهو عمل تاريخي بعنوان "سقوط الخلافة" بمشاركة نخبة كبيرة من النجوم المصريين والعرب، فقد أكد النورى أن الصحف كانت تترجم وجهة نظره بشكل مخالف لما يقصده.
وأضاف أن مسلسل "سقوط الخلافة" عربي مشترك وليس مصرياً بحتاً، ولهذا لن يكون متخلفاً عن الدراما السورية، ومن ثم لن يكون هناك أي خلل بها من طرفه.
وأوضح أن رأيه السابق مازال في محله وهو عدم اتجاه الفنان السوري للعمل بأعمال مصرية فقط، تاركاً مكانه في الدراما السورية وهذا واجبه كفنان سوري ينتمي لهذا البلد.
ويجسد النوري في مسلسل "سقوط الخلافة" شخصية السلطان عبدالحميد ويسرد رحلة سقوط الدولة العثمانية، ويلقي الضوء على فترة تاريخية تكشف تواطؤ الدول الكبرى على المنطقة العربية.
وأضاف النورى أنه أعجب كثيراً بالقصة ما دفعه للقبول دون تردد، ويستعد لمسلسل سوري بعنوان "الخراط" وهو عن قصة واقعية حدثت بالفعل ومر بها النوري.
وتدخل الفنانة سوزان نجم الدين المارثون الرمضاني هذا العام بمسلسل مصري يحمل عنوان "مذكرات سيئة السمعة" تدور أحداثه حول سيدة تعمل في مجال الخدمات الإنسانية في المجتمع المدني وتحاول إصلاح بعض الأخطاء التي تطفو على السطح.
وأكدت نجم الدين أنها خارج مسألة الصراع بين مصري وسوري فلقد كانت أول من رفضت تلك اللهجة الغريبة - على حد قولها - والتي استنكرتها بشدة حيث أشارت إلى أنها لم تسمع بها من قبل، وأعلنت بتمسكها بأي عمل عربي سوار كان سورياً أو مصرياً أو جزائرياً أو مغربياً مادام أنه عمل يضيف لتاريخها الفني ويضع لها بصمة في الدراما العربية.
وأكدت الفنانة جمانا مراد أنها لا يمكن أن تتخلى عن مكانها في الدراما السورية ولن يؤثر عملها بمصر في أعمالها بسوريا، فهي تشارك هذا العام بأكثر من عمل أحدهما مصري وهو بعنوان "شاهد إثبات" الذي حمل الكثير من التفاصيل المشوقة والمهمة على صعيد الدراما المصرية والعربية من إخراج محمد الرشيدي وسيناريو فداء الشندويلي، والآخر سوري وهو المسلسل الشهير "باب الحارة" للمخرج بسام الملا وعمل عربي آخر بعنوان "رجال مطلوبون" للمخرج حاتم علي.
وقالت مراد عن تجربتها في مسلسل "شاهد إثبات": أجسد شخصية "رانية" التي تعمل محامية مخلصة لمهنتها، وتخوض أحداثاً اجتماعية صعبة ما يعرضها للعديد من المشكلات والخداع من أقرب الناس لها, لاسيما أنها فتاة تبحث عن الحقيقة سالكة الدرب الصادق والصحيح.
ويشارك جومانا العمل العديد من النجوم طارق لطفي، سوسن بدر، نضال الشافعي جمال إسماعيل، رجاء الجداوي، ودنيا المصري.
العربية نت