يعتبر جان جاك روسو، أنَّ "لكلِّ إنسان حق المخاطرة بحياته من أجل الحفاظ عليها» ويوافق على فكرة روسو البعض بالقول: «لأنني أحبُّ الحياة، قرَّرت أن أموت». ولعل التوصيف الذي قدَّمه روسو لم يكن مجرد فكرة عبثية عن السلوك الذي يدفع بالشخص إلى إنهاء حياته؛ بل هو مجموعة متراكمة من الصدمات الكبيرة التي أدَّت إلى التفكير في الانتحار ومن ثم الإقدام عليه.
والسؤال الذي لا يمكن تجاهله في مثل هذه الحالات: ما السبب؟، لاسيما أنَّ ظاهرة الانتحار، وعلى الرغم من تعدُّد أوجهها عند الكثيرين، مازالت تفرض علينا وبقوة هذا التساؤل: ما السبب الذي جعل علي ابن الخامسة عشرة ربيعاً ينتحر؛ ذلك أنه كتب في رسالة إلى أهله أنه لم يستطع تحمُّل مشاهد العنف التي رآها على التلفاز جرّاء العدوان الإسرائيلي على غزة؛ ترى هل كان انتحاره مكافأة، أم انتقاماً، أم هرباً من واقع أمرّ بكثير بالنسبة إليه؟.
تركها.. فقرَّرت الانتحار
على تلك الطاولة الصغيرة في غرفتها، تركت ميساء رسالة إلى ذويها تطلب منهم أن يسامحوها، لأنها لم تعد قادرة على تحمُّل الحياة، لكن صديقة ميساء المقرَّبة قالت إنها باتت في الآونة الأخيرة تفكِّر جدياً في الانتحار، غير أنها لم تأخذ كلام صديقتها على محمل الجد، واعتبرته مجرد «إهلاسات» لا أكثر، وصُعقت عندما سمعت بالخبر، ذلك أنها لم تتوقَّع يوماً أن يكون الفشل في الحب أو الحصول على الحبيب سبباً للتفكير في إنهاء الحياة.
أصل الحكاية
كانت ميساء تدرس اللغة العربية في جامعة دمشق، ومنذ دخولها إلى الجامعة، ارتبطت بعلاقة مع زميل لها في الجامعة يدرس الصيدلة، وبعد أن دامت علاقتهما مدة ثلاث سنوات، قرَّر حبيبها أن ينفصلا، دون أن يقدِّم المبرِّرات أو الأسباب؛ ما جعلها تصاب بحالة هيستيرية، حيث لزمت الفراش مدة شهر ونصف الشهر تقريباً، وخلال هذه المدة حاولت الفتاة المطعونة الاتصال بحبيبها، لكنه رفض.. والمشكلة الأساس أنها لم تستطع البوح لذويها عن كلِّ ما تعاني منه، لذا اعتقدوا أنَّ الموضوع هو مجرد ضغط ناتج عن قرب موعد الامتحانات.. وفي المحصلة النهائية، دخلت ميساء ليلاً إلى غرفتها وتناولت جرعة كبيرة من دواء «الفوستان»، لتموت انتحاراً بدافع الحب.
يقدِّم الدكتور تيسير حسون، اختصاصي الطب النفسي، في دراسة أعدَّها، مجموعة من التحليلات ذات العلاقة بالأشخاص الذين يُقدمون على الفعل الانتحاري. وفي رأي حسون: «إنَّ الألم النفسي موجود كعنصر مشترك في لبِّ كلِّ السلوكيات الانتحارية، حيث يحدث الانتحار حينما لا يعود الفرد قادراً على تحمُّل الألم، والشخص يتحرَّك صوب الأزمة الانتحارية بحسب الشدات ووجود أو غياب العوامل الواقية في حياته».
وتوضح الدراسة أنَّ: «الاضطرابات النفسية تحمل في طيَّاتها خطورة متزايدة للانتحار. والشخص الذي يعاني من الاكتئاب، ترتفع الخطورة لديه بارتكاب فعل الانتحار عشرين ضعفاً.. أما اضطرابات المزاج الأخرى والذهانات، فترتفع النسبة من 10- 15 مرة. في حين تبقى النسبة منخفضة بالنسبة إلى الذين يعانون من اضطرابات في الشخصية، ورغم ذلك تبقى النسبة أعلى بـ5 - 10 مرات من القيمة المتوقَّعة».
لا شيء يعجبني
بعض الشباب ممن يُقدمون على الانتحار، غالباً ما تكون دوافعهم مرهونة بكثرة الاعتداد بالنفس أو الثقة المتزايدة بالقدرات الموجودة لديهم. وفي حال صدموا بالواقع، يصابون بحالة نكوص شديدة، تؤدِّي بالتالي إلى الانتحار، مثل حالة مهند الشاب الثلاثيني الذي رمى بنفسه من شرفة الطابق الثالث في منزله، والحكاية كما تُروى؛ أنَّ مهند درس التجارة وكان من المتفوقين، غير أنه بعد أن تخرَّج في الجامعة لم يجد عملاً يناسب كفاءته وقدراته، وبقي منتظراً فرصة العمل المناسبة مدة سبع سنوات.. ويبدو أنَّ طلبه كان مستحيلاً أو صعب المنال. وذات يوم فقد السيطرة على نفسه وبدأ يتصرَّف كالمجنون إلى درجة أرعبت ذويه، فما كان منه إلا أن خرج إلى الشرفة ورمى بنفسه ليفارق الحياة بعدها.
عملية مركبة
يتَّفق علماء الاجتماع مع علماء النفس على أنَّ الإقدام على الانتحار ذو منشأ نفسي في الدرجة الأولى. وفي رأي الدكتور جورج قسيس، اختصاصي علم الاجتماع، فإنَّ العوامل الاجتماعية والاقتصادية ليست إلا عوامل مساعدة، ومن يُقدم على الانتحار يعاني من أمراض نفسية؛ فالانتحار عملية مركبة تتداخل أسباب عدة في تنفيذها.
وبحسب قسيس، فإنَّ تزايد أعداد المنتحرين في سورية، يرجع إلى زيادة عدد السكان، وبالتالي أصبح النمو الديموغرافي عاملاً مساعداً لتحوُّل الانتحار إلى ظاهرة في مجتمعنا.
ومقارنة بالدول الأوروبية، يعتبر قسيس أنَّ حالات الانتحار في أوروبا متزايدة للغاية، لاسيما في السويد والدنماراك؛ فالحياة المرفَّهة وتأمين كلِّ مستلزمات الإنسان، أدَّيا بالتالي إلى التفكُّك الاجتماعي والعزلة الاجتماعية للفرد هناك؛ ما أدَّى إلى فقدان الثقة بأهمية الحياة عند الأفراد. وفي المجتمع السوري، تلعب الظروف النفسية الدور الأكبر، في حين أنَّ التفكك الأسري، وظروف العمل وعدم التكيف مع البيئة المحيطة، لا تشكِّل نسبة كبيرة في عوامل الانتحار أمام باقي الظروف النفسية.
مخرج لمشكلة..
في شرحه لآلية الفعل الانتحاري، يرى الدكتور جلال نوفل، اختصاصي في الطب النفسي، أنَّ الانتحار هو المخرج لمشكلة أو أزمة ما، (إلا أنه مخرج دائم لأزمة مؤقتة) وفيه ما يسمَّى ضيق استراتيجية التعامل الناجح مع المشاكل، ومتى كانت الخيارات ضيقة أمام الإنسان فكَّر في الانتحار.
ويضيف نوفل: «تشكِّل نسبة الذين يفكِّرون في الانتحار، ربع نسبة الذين يعانون من الاكتئاب. ذلك أنَّ الاكتئاب يمثِّل ما نسبته 10% عند معظم الأشخاص على اختلاف الأعمار. وهناك نسبة 1% من الأشخاص يفكِّرون في الانتحار لمجرد أنهم يعانون من الاكتئاب فقط، دون أية عوامل مرافقة. مثل اضطراب الشخصية والذهانية»..
يتَّفق حسون مع نوفل على أنَّ أكثر محاولات الانتحار أو الإقدام عليه، ناتجة عن الشعور بالاكتئاب. وبحسب الحالات السريرية في العيادة، يرى حسون أنَّ الخطورة تكمن عند الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب ثنائي القطب، ومن ثم اضطرابات الهلع، وهي الأكثر وروداً تبعاً للملاحظة السريرية. وبعدها حالات الوسواس القهري الشديد. أما حالات الفصام، فهناك نسبة 10 إلى 15% من الأشخاص الفصاميين ينتحرون، وبالنتيجة توجد نسبة 99% من الذين ينتحرون يعانون من مشاكل نفسية.
نحن أمام ظاهرة
الكثير من المشاعر المتناقضة والاختلاجات النفسية والعقد المتوارثة اجتماعياً وطبيعة الثقافة المحيطة بالأشخاص الذين يفكِّرون في الانتحار، تتبع إلى أمراض نفسية ظاهرة بمجرد أن يقدم إنسان ما على إزهاق روحه. وإذا اتَّفقنا مع الطب النفسي على أنَّ الانتحار يرجع إلى أسباب نفسية، فما الدور الذي تلعبه الظروف القاسية التي يتعرَّض إليها الإنسان؟. وما هي درجة تقبُّل الإنسان الطبيعي والعاقل لها؟. قد تتجسَّد المشكلة في طبيعة معالجة المجتمع لهذه الظاهرة، أو لنتساءل: أين دور المجتمع في مثل هذه الحالات؟. ربما أكثر ما يمكن لنا أن نفعله في الوقت الحالي عندما نسمع بحالات الانتحار، أن نقف عند حدود التقييم لا أكثر، ونحاول البحث عن الأسباب دون التفكير في حلِّها، وربما كانت المشكلة أننا لم ندرك بعد أننا أمام ظاهرة من الممكن جداً أن تتحوَّل إلى عادة تتميَّز بها مجتمعاتنا، كما في اليابان.. أولئك الذين يعتبرون أنَّ الانتحار بطولة أو شجاعة.
الإحصاءات غائبة لغاية ما
على الرغم من تحوُّل الانتحار في المجتمع السوري إلى ظاهرة، بحسب رأي الطب النفسي والاجتماعي، إلا أنَّ الإحصاءات حول الرقم الحقيقي للمنتحرين في سورية غير موجودة. وفي حال كانت النسب موجودة فالمبالغة في تخفيض الرقم غير مبرَّرة، كما يرى البعض، لذا غالباً ما يكون الاعتماد على النسب العالمية.. وفي إحصاءات تعود إلى منظمة الصحة العالمية، هناك أرقام تُظهر أنَّ حالات الانتحار تتزايد في العالم، وهناك ما يقرب 16 حالة انتحار لكلِّ 100 ألف شخص، تبعاً لاختلاف الزمان والمكان. ومعظم الذين ينتحرون في العالم أعمارهم تفوق الخامسة والأربعين. ووفقاً لهذه الدراسات، هناك مليون شخص ينتحرون سنوياً على مستوى العالم.. أما في سورية، فلا توجد إحصاءات تبيِّن أعداد المنتحرين سنوياً. وبحسب الاجتهادات الشخصية للطب النفسي، فإنَّ عدد المنتحرين من الشباب في العالم، يشكِّل ضعفي إلى أربعة أضعاف الفتيات المنتحرات.
الانتحار وراثياً
يفسِّر الدكتور حسون، أن تكون عملية الانتحار وراثية بقوله: «غالباً ما يتجمَّع الانتحار في العائلات.. فأقارب المرضى الذين أقدموا على الانتحار، أكثر احتمالاً- هم أنفسهم- للإقدام على الانتحار من أقارب المرضى الذين لم يُقدموا على الانتحار. وقد تكون قابلية وجود السلوك الانتحاري سمة منقولة عائلياً ومستقلّة عن اضطرابات نفسية خاصة. وتقترح الدراسات أنَّ العوامل الجينية أكثر تأثيراً من العوامل البيئية العائلية في السلوك الانتحاري الموجود لدى العائلات. والمرضى الذين حاولوا الانتحار بجدية بواسطة وسائل عنيفة، لديهم مستويات أخفض من الناقل العصبي الذي يدعى السيروتونين»..
لا تنتحر.. أنت مؤمن
تدلُّ الملاحظة السريرية للأطباء النفسيين من خلال معالجة المرضى، على أنَّ العامل الديني له تأثير لا يُستهان به في قلة إقدام من يعانون مشاكل نفسية ما على الانتحار؛ ذلك أنَّ قتل النفس محرَّم في الدين.. وفي رأي الدكتور جلال نوفل، فإنَّ العامل الديني في المجتمعات العربية يؤثِّر كثيراً, علماً بأنَّ الاكتئاب لا يرجع إلى قلة الإيمان، فهو عند المؤمن وغير المؤمن. وبعض الأشخاص يعتقدون أنَّ الله يرى معاناتهم لذا يُقدمون على الانتحار على اعتبار أنَّ الله سيسامحهم على ذلك».
صحيح أنَّ الثقافة الدينية راسخة بقوة عند البعض، لاسيما في المجتمعات العربية، لكننا نجد أيضاً أنَّ الثقافات الأخرى لها الوجود البنيوي ذاته في المجتمع، خاصة عند مجتمع الشباب؛ فالانفتاح التكنولوجي والثقافي ولغة الاتصالات والبرمجيات، كان لهما الدور في تعرُّف هذه الفئة إلى ثقافات مختلفة؛ ما أثَّر بشكل أو بآخر في طريقة التفكير الموجودة. ذلك أنَّ بعض الثقافات تعتبر أنَّ الموت أمر سهل، وتشجِّع على إيذاء النفس وفقاً لمبادئ بعيدة كلَّ البعد عن الدين والعادات والتقاليد المتوارثة في مجتمعاتنا، أو العمل على مبدأ المقولة التالية «بما أنني ميتٌ.. ميت.. فمن الأفضل أن أختار طريقة موتي. لا أن يفرضها عليَّ أحد».
وسائل الانتحار
تختلف الآلية التي يُقدم من خلالها الإنسان على الفعل الانتحاري بين مجتمع وآخر، كما تختلف هذه الآلية بين الشاب والفتاة؛ وبحسب الدكتور نوفل:» فالذكور يستخدمون وسائل أكثر عنفاً من النساء؛ فغالباً ما يلجأ الذكور إلى استخدام المسدس أو القفز من المناطق العالية أو الأدوات الحادة، على خلاف النساء، ممن يستخدمن الأدوية أو السموم، حيث يفسِّر الطب النفسي اختلاف الوسائل بين الشاب والفتاة بعوامل تتعلَّق بطبيعة الجنسين وجدية المحاولة والتنفيذ. فالانتحار عند الفتيات، بالأدوية مثلاً، تعبير عن مأزق آني أو مرحلي، كما أنه رغبة من قبل المنتحرة في أن لا يعرف الناس أنها ماتت منتحرة، لذا تستخدم الأدوية عادة للتمويه. أما الذكور، فهم أكثر جدية أو جرأة في الإقدام على الانتحار من الفتاة، لاسيما أنَّ البعض من الفتيات توجد لديهن رغبة في عدم تشويه أجسادهن والحفاظ على القيمة الجسدية قدر المستطاع، وبالتالي هناك عوامل ثقافية ونفسية موجودة بقوة عند المرأة، عندما تفكِّر في استخدام وسيلة للانتحار، علماً بأنَّ المنطق كله لا يتبع إلى العقلانية.
وفي تفسيره لوسائل الانتحار، يقول الدكتور تيسير حسون، بحسب الدراسة التي أعدَّها: «ما يحدث هو اختيار طريقة محدَّدة للانتحار في نهاية العملية، تتضمَّن إمكانية أخيرة لتدخُّل أحد ما.. طرق الانتحار الشائعة والمتوافرة هي العامل الرئيس الذي يؤثِّر في هذا الاختيار.. فالشنق هو المتوافر عالمياً، وهو طريقة الانتحار الأكثر شيوعاً، في العديد من البلدان، والوصول المباشر إلى الأسلحة يجعلها تحمل خطراً، خاصة بين المراهقين والراشدين الشباب. وتقييد توافر الوسائل الخطرة، عبارة عن استراتيجية مبنيَّة على حقيقة أنَّ الصرخات الانتحارية غالباً ما تكون قصيرة، فالأفعال الانتحارية غالباً اندفاعية.
والعمل الانتحاري يتعلَّق بشدة النية للموت ودرجة الإتلاف الناجمة عن هذا العمل وسرعة الطريقة في إحداث الموت. فالأسلحة النارية والتسمم بأول أكسيد الكربون والشنق؛ هي طرق انتحار فعالة، مع الإمكانية الأعلى لإحداث الموت. أما القفز من ارتفاعات عالية أو الارتماء أمام سيارة، فمن الطرق الأكثر سلبية، لكنها أيضاً عالية الأذى في طبيعتها. التسمُّم أو الغرق أو قطع الرسغ، هي بشكل نموذجي طرق تترك وقتاً أطول من أجل طلب المساعدة والتدخل.
ضاقت بك الدنيا.. عليك بالانتحار
لايمكن لنا أن ننكر الدور الذي تلعبه التنكولوجيا في حياتنا، لاسيما شبكة الانترنت التي فُرضت وجودها بقوة على مجتمعنا بكل شرائحه. وهناك ثلة من الشباب لجؤوا إلى الانترنت ليستدلُّوا على طرق سهلة لإنهاء حياتهم. وستصاب بالدهشة كإنسان متزن لا تعاني مشاكل نفسية كبيرة بالعبارة التي تقول: «ضاقت بك الدنيا، إليك أربع وسائل سهلة تؤدِّي إلى الانتحار». وفي حال افترضنا أنَّ من يقوم بعرض طرق الانتحار عبر الانترنت يعرضها على سبيل الهزل أو النكتة، لكن كيف ستتقبَّل الشريحة التي تعاني من أمراض نفسية مزمنة أن تفكِّر في الموضوع. وعلى أية حال، الفكرة في حدِّ ذاتها تدلُّ على ضعف الرقابة المجتمعية، وبالتالي نحن مقبلون على ثقافة من نوع آخر، لها من التأثير ما يمكن أن يؤدِّي إلى نتائج لا تحمد عقباها. لأننا يجب أن نعي وجود فئة كبيرة جداً من الأطفال والمراهقين والراشدين الذين يتصفَّحون مواقع الانترنت. وطبيعة المجتمع الذي نعيش فيه، تُظهر أنَّ معظم الشباب يتشرَّبون ثقافة الغير، لا الثقافة التي وجدوا عليها، ومن الممكن جداً أن يُقبل البعض على الانتحار لمجرد أن تعجبه الطريقة. وفي هذه الحال، نحن أمام حالات اجتماعية خطرة، تعود بنتائج سلبية على الأسرة أولاً، ومن ثم على المجتمع ككل. فإلى أين يمضي هذا العالم؟.
الحياة عملية انتظار الموت
كثيراً ما نسمع بهذا التعبير؛ «أنَّ الحياة ما هي إلا عملية انتظار الموت» بشكل أوبآخر، غير أننا نقف اليوم أمام ظاهرة لن تكون الأسباب التي تمَّ عرضها من خلال ما سبق ذكره، كافية إلى الحدِّ مما تكتنفه خطورتها. وفي ظلِّ غياب الأرقام والإحصاءات الدقيقة- لغايات لا نعرفها- هل تكمن المشكلة في الثقافة، أم في العادات، أم في رجال الدين، ليس مهماً، فالواقع موجود. ولا مفرَّ من الاعتراف به. الانتحار ظاهرة في سورية، ولا يلحظه من هم في موقع القرار ولا المجتمع، وريثما نعترف بالمشكلة، تكون تفاقمت إلى حدود أبعد بكثير مما هي عليه الآن.
عتاب حسن
المصدر: بلدنا