للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلترجمة / هل يستطيع الشعر أن يغيّرنا... ويغيّر العالم؟ (2) 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    5820 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 27 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 27 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    ترجمة / هل يستطيع الشعر أن يغيّرنا... ويغيّر العالم؟ (2) Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     ترجمة / هل يستطيع الشعر أن يغيّرنا... ويغيّر العالم؟ (2)

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    m
    زائر
    Anonymous



    ترجمة / هل يستطيع الشعر أن يغيّرنا... ويغيّر العالم؟ (2) Empty
    مُساهمةموضوع: ترجمة / هل يستطيع الشعر أن يغيّرنا... ويغيّر العالم؟ (2)   ترجمة / هل يستطيع الشعر أن يغيّرنا... ويغيّر العالم؟ (2) Icon_minitime26.04.10 2:17

    ترجمة / هل يستطيع الشعر أن يغيّرنا... ويغيّر العالم؟ (2)

    |بقلم مارغريت راندال|

    ترجمة وتعليق حمد العيسى


    كل الشعراء وقراء الشعر يطرحون السؤال التالي باستمرار: «هل يستطيع الشعر أن يغيرنا ويغير العالم؟» وقد يُطرح السؤال نفسه بطرق أخرى، ولكن هدف ذلك التساؤل لا يتغير!
    بالطبع، يحق لنا أن نسأل: هل يستطع الشعر أن يكون مهما على نطاق عالمي شامل، وهل لديه القدرة على تغيير أو حتى التأثير على طريقة تفكيرنا أو إحساسنا، أو ما نعتقده، أو كيف نتصرف، أو حتى ما نريده لأنفسنا والآخرين؟ وهل يمكنه أن يكسب قلب الحبيب؟ وأن يحفظ أطفالنا بسلام؟ وأخيراً: هل يمكنه عكس «تغير المناخ»؟ أو إطعام الجائعين؟ أو يساند بفعالية العدالة أو يرفع الظلم؟، أو ينهي الحروب؟ والأهم للغاية: هل يستطيع الشعر أن يحقق السلام الدائم بين الشعوب؟
    السؤال ليس سطحيا كما قد يبدو للوهلة الأولى ليكون حول ما إذا كانت قصيدة مفردة أو مجموعة من القصائد كانت بالفعل مهمة للناس على مر التاريخ. بالطبع، لقد كانت القصيدة وكان الشعر مهمين ومؤثرين بقوة.
    هناك أمثلة متنوعة وأكثر من قدرتنا على الإحصاء لهؤلاء الشعراء المهمين المؤثرين: سافو، باشو، نجوين دو، مولانا جلال الدين الرومي، سيزار فاييخو، بابلو نيرودا، ناظم حكمت، ريلكه، «هو شي منه»، والت ويتمان، ألن غينسبرغ، أدريان ريتش، جون جوردان، والشاعرة جوي هارجو! هؤلاء فقط نماذج من هؤلاء الشعراء المؤثرين الذين لا تزال أعمالهم قادرة على التأثير وتغيير الحياة لمن يقرأهم بوعي وتدبر.
    ولكن السؤال الذي يراودنا نحن محبي الشعر يبقى دائما هو: هل لايزال الشعر مهما ومؤثرا؟ ونقصد تحديدا: العملية، والمنتج، والنوع الأدبي Genre؟ وإذا كان الجواب نعم، فكيف؟
    قد نطرح أسئلة أكثر حميمية عن الشعر، ربما أقل طموحا، ولكنها ذات مغزى واضح ومفيد لمجتمعنا البشري. على سبيل المثال: هل يمكن للشعر أن يغذي الأمل وينعش الحلم؟ وهل يمكنه أن يجعلنا ندرك ما يدور حولنا؟ وأن نُعلم الغير؟ وأن يريحنا في أوقات الحزن والنقاهة ويساعدنا على النسيان؟ والأهم أن يعمل كمصدر إلهام للقراء والمستمعين الأميين؟ ثم ما مسؤولية الشعر بخصوص اللغة؟ هل يمكنه كشف أسرارها؟ ويحل المشاكل؟ هل يمكنه أن يصدمنا لنصحو من غيبوبتنا ونحس بواقعنا ونبدأ العمل الإيجابي، ويساعدنا على التفاوض أو الإقناع؟ ثم ماذا عن «التقاليد الشفوية» (الفولكلور أو التراث والأدب الشعبي/ النبطي)، والمحادثة اليومية، واللكنة، النبرة، واللون؟ وكيف يمكنها إثراء الثقافة؟ والمساعدة في كتابة التاريخ، واسترداد أو المحافظة على الذاكرة، والأهم تقديم رسالة تصدر منها رؤية ومنظور لنتقدم إلى الأمام؟ وبأي طرق يستطيع الشعر كشف وتغيير الأكاذيب التي توارثناها عمن سبقنا في كتب التاريخ التي يسطرها دائما المنتصرون، وفي كتب «السير الذاتية»، وفي المقالات، وحتى في الصحافة الجادة والرصينة؟
    الشعر كان مهما لصديقتي العزيزة كاري هيرز لدرجة ربما كانت غير معقولة بشريا. فقبل بضعة أيام من وفاتها بسبب «سرطان المبيض»، تعالت وتسامت كاري على آلامها، وأرسلت إلينا نحن أصدقائها وصديقاتها رسالة إلكترونية «وداعية»، وختمت رسالتها بقصيدة للشاعرة ماري أوليفر قائلة إنها «هدية وداعها» قبل الموت المحتم. لقد كانت قصيدة مؤثرة بعنوان «غابة المياه السوداء»، وقرأت أنا يومها بعض الأبيات التي لا تزال تهزني حتى اللحظة:
    انظروا، الأشجار
    تتحول
    أجسادهن نفسها
    إلى أعمدة
    للنور،
    كل شيء...
    تعلمته في حياتي على الاطلاق...
    يقودني مجددا إلى هذا:
    الحرائق...
    ونهر الخسارة الأسود...
    الذين يقع في جانبهم الاخر:
    «الخلاص»...
    والذي لن يعرف أحد...
    على الاطلاق معناه!
    تلك الهدية سمحت لنا نحن أصدقائها وصديقاتها بالتنفس العميق عندما تسلمناها وقرأناها، ورفعت قدرنا كشعراء عندما قرأها الكاهن ونحن أمام قبر كاري بعد دفنها. تلك القصيدة لا تزال تذكرنا بصديقتنا الحبيبة، وحساسيتها الرقيقة، وحبها للتصوير الفوتوغرافي الجاد، والمقاومة الشرسة والشجاعة للمرض الخبيث، والوداع الكريم/ اللائق لها بعد موتها.
    ولكن تلك «القصيدة الوداعية» تفعل أكثر من ذلك بكثير، لأن الدروس التي تحتويها تتحرك على مستويات عديدة. أستطيع أن أتذكر حالات كثيرة مماثلة عندما تقوم قصيدة معينة أو مجموعة من القصائد بـ «تخفيف حزني»، و«غمري بالشجاعة»، وإرسال «وميض» بصورة غير متوقعة لشخص ما، أو ببساطة تطرح فكرة أو تهيج مشاعر كما لا يمكن مطلقا لأي شيء آخر في الكون فعله.
    القصائد المؤثرة يتم تهريبها من السجون، ويتشارك الجنود في قراءتها في ساحات القتال تحت قصف النيران، وتنتقل من يد إلى يد، ومن جيل الى جيل، وتخدش على الجدران، وتكتب في دفاتر اليوميات، وتخربش حتى في دفاتر «وصفات تحضير الطبخات» recipe في مطابخ ربات البيوت، وتوزع على زوايا الشوارع، وتحمل من شاطئ إلى شاطئ عبر البلدان بواسطة المتشردين كما حدث في أميركا في قطارات الشحن البخارية خلال الثلاثينات، وتسكن أيضا الأماكن العامة، ويُهمس بها في الأذنين، لتتمكن بذلك من وصف أحداث بدقة غير قابلة للوصف بطرق أخرى، وجمع أناس متفرقين في الحياة نحو هدف واحد بطريقة مذهلة. نكتها تضحكنا. صدقها ورؤيتها الواضحة للحقيقة تلقط أنفاسنا. تعقيدها الموجز يوصل الكثير، وبقوة أكبر من أي قطعة من النثر. قدرتها على إثارة المشاعر غالبا ما يجعل منها مصدرا للخبرة والوعي بطرق أكثر تفسيرية لا تملكها الكتابة.
    ومن الواضح أن الشعر يغير اللغة. وهذا التغيير الثقافي يؤثر «بسرعة» على ما هو مسموح، وما يعتبر زائدا أو مقبولا لغويا. أما ما يحتاج «دهورا» لكي يجدد أو يحسن اللغة فيستقر ويعشعش بأمان وكسل في «المعجم اللغوي».
    ومن الواضح أيضا أن كل أداة تواصلية جديدة - البرق والهاتف والحاسوب، والهاتف الخليوي، و«آي بود»، و«بلاك بيري»، وأخيراً «كيندل» (جهاز قراءة الكتب إلكترونيا)، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية التي يتم تطويرها باستمرار يمكنها تجديد الشعر. وهناك كذلك الشات (الدردشة) عبر النت، و«التويتر» عبر النت كذلك، وهناك أيضا الرسائل النصية عبر الجوال، فجميع تلك التقنيات تدفع اللغة نحو الإيجاز، وتحثنا ان نقول ما نعنيه مباشرة، وفورا. ولكنها أيضا تفعل المزيد في اللغة. تصميم صفحات الجرائد وإيقاعها غير المحسوس ينبثق ببطء من إيقاع الحياة المعاشة. ولهذا صرنا أخيراً نتعجب من سحر المخطوطات القديمة وفتنة الخط اليدوي الذي انقرض حاليا، ولكن هذه التقنيات التواصلية التي تتطور بسرعة تواصل تطوير نفسها باستمرار وتغيير طريقة الحديث مع بعضنا بعضا. طريقة قراءة الشاعر جهرا لجمهور قد يكون بعضه أميا، وطريقة تجاوب الجمهور معه يمكنهما أيضا أن يغيرا القصيدة إلى الأبد. والمقصد هو التالي:
    ربما كان سر عظمة الشعر هو في قدرته على اختزال فكرة أو مشاعر إلى الحد الأدنى من التعبير، مما يعطيه مثل هذا البقاء السرمدي في السلطة الأدبية.

    * كاتب ومترجم سعودي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    m
    زائر
    Anonymous



    ترجمة / هل يستطيع الشعر أن يغيّرنا... ويغيّر العالم؟ (2) Empty
    مُساهمةموضوع: ترجمة / هل يستطيع الشعر... أن يغيّرنا ويغيّر العالم؟ (3)   ترجمة / هل يستطيع الشعر أن يغيّرنا... ويغيّر العالم؟ (2) Icon_minitime26.04.10 2:23

    ترجمة / هل يستطيع الشعر... أن يغيّرنا ويغيّر العالم؟ (3)

    | بقلم مارغريت راندال |

    ترجمة وتعليق حمد العيسى

    ... لقد وصلت الى مملكة الشعر في وقت معين، وخلال سلسلة من الأماكن. ومثل العديد من أبناء جيلي، أجبرت في المدرسة على حفظ قصائد مملة ومضجرة لم أكن أفهمها وهذا لم يعجبني طبعا. تلاوة أحد المدرسين السقيمة لقصائد كلاسيكية رائعة للشاعر «هنري وادسورث لونغفلو» حرمتنا من الاستمتاع بجمالها ومن فهم المعنى واستيعاب الفائدة. وقراءة مدرس آخر لقصائد «إدغار آلان بو» جعلتني أنفر من حصة الشعر. وأصبحت سونيات شكسبير sonnets (السونيت: قصيدة قصيرة) الرائعة مملة وغير مفهومة. وللأسف أقنعتني هذه التشويهات الشعرية السائدة في المدارس الحكومية بأنني أكره الشعر آنذاك.
    أول مرة شعرت بأن قصيدة سببت لي تغييرا جذريا كانت بعد بضع سنوات عندما هربت من الجامعة في السنة الأولى في العام 1956. وكان ذلك في حفلة في شرق مدينة ألبوكيركي، حيث قرأ أحدهم بصوت عال قصيدة «عواء» howl من ديوان «عواء وقصائد أخرى» كان قد نشر حديثا عبر دار «سيتي لايتس» (أضواء المدينة) وكان ديوانا صغير الحجم للشاعر الأميركي الطليعي ألآن غينسبرغ. لقد شعرت بأني تمزقت بعد سماعها، ليس فقط بسبب كلمات تلك القصيدة بل أيضا قوة وروح نبرتها وإيقاعها، والأهم ما كشفته لي عن خيبة أمل جيلي في ظل خلفية وظروف أحداث الخمسينات «المكارثية» في الولايات المتحدة من نفاق وقبح وأكاذيب ووجوب اتباع العرف المجتمعي السائد. وكذلك ما كشفت لي عن تناقضات نفسي وذاتي. كتبت رسالة إلى الشاعر جينسبيرج، عبر دار «سيتي لايتس». قلت له إنني سأنتظره في زاوية شارع معين في سان فرانسيسكو بتاريخ كذا وكذا. أذكر أنني قدت السيارة طوال النهار وطوال الليل من مدينة ألبوكركي إلى سان فرانسيسكو من دون أدنى شك بأنه سيكون هناك في انتظاري في ذلك الوقت. وفي الوقت المحدد ذهبت الى زاوية ذلك الشارع وانتظرت، ولكن جينسبيرج لم يحضر. وبعد سنوات، عندما أصبحنا أصدقاء في مدينة نيويورك ضحكنا معا بسبب «جهلي الجغرافي الساذج» لأني وقفت وانتظرته في المكان الخطأ بينما كان ينتظرني بالفعل في المكان الصحيح في سان فرانسيسكو.
    ولكن قصيدة «عواء» فجرتني وفتحتني وعرتني أمام نفسي وهذا أعتقد أنه واحد من الأشياء الذي يجب أن تفعله القصيدة الناجحة.
    في عام 1961 ذهبت إلى مدينة مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك في بداية رحلة استمرت ربع قرن ستشمل كوبا، فيتنام الشمالية، بيرو، ونيكاراغوا. ولوحدي في المدينة الجديدة، عثرت على ميدان «زونا روسا» الذي يرتاده الأدباء والرسامون، وعثرت على شقة الشاعر الأميركي فيليب لامانيتا وزوجته السيدة لوسيل. وفي بعض الليالي، كانت مجموعة من الشعراء الشباب يجتمعون في شقته من المكسيك وبلدان أخرى من أميركا اللاتينية والولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن القليل منا كان يقرأ أو يتكلم بلغة الاخرين بشيء من الطلاقة، كنا نتشارك بفرحة في قراءة وسماع القصائد الجديدة، ونحس بإيقاعات غير متوقعة وغير مألوفة في مواضيع معاصرة وغير معهودة. هذه الصالونات «المرتجلة» أكدت لي بوجود حاجة ضرورية لمنتدى مستقل لكي ننشر، ونترجم، ونتعارف على أعمال بعضنا.
    ولهذا، قررت أنا مع الشاعر المكسيكي سيرجيو موندراغون إنشاء مثل هذا المنتدى. لقد كانت تلك فترة الستينات المجيدة والنشيطة وكنا في أحد أهم المراكز الثقافية النابضة في تلك القارة. أسسنا وحررنا مجلة «إيل كورونو إمبلومادو» (أي «القرن المريش» بالعربية) كمجلة أدبية ثنائية اللغة الأدبية. وفي تلك المجلة التي أصدرتها من المكسيك باللغتين الإنكليزية والإسبانية من 1962 إلى 1969، سرعان ما نشرنا فيها مزيجا منوعا من أعمال شعراء مستقلين من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك آلن جينسبيرج مترجما للمرة الأولى باللغة الاسبانية، وإرنستو كاردينال مترجما للمرة الأولى باللغة الإنكليزية. وواصلت المجلة الصدور - رغم استمرار تبعات الحقبة الماكارثية المرعبة- بأعجوبة لمدة ثماني سنوات ونصف السنة حتى توقفت عام 1969، وأنتجنا أعدادا فصلية خاصة من 200-300 صفحة في المتوسط. لقد كانت مجلة «إيل كورونو إمبلومادو» نقطة محورية في نهضة جيل كامل لأنها نقلت الأدب من الأكاديمية، إلى الشارع والمقهى والمنتزه حيث مراكز الإبداع والتغيير.
    القراءة والاستماع إلى قدر كبير من الشعر باللغة الإسبانية أيضا أعطاني شيئا مهما. أعتقد أن معرفة أكثر من لغة واحدة يثري إلى حد كبير القدرة على استكشاف كل منها. لو كنت قد تعلمت أكثر من لغتين، لاستفادت علاقتي مع اللغة نفسها أكثر من ذلك. قضاء تلك السنوات الثمان في تحرير مجلة ثنائية اللغة لم يضعني فقط على اتصال مع شعراء يكتبون باللغتين الانكليزية والاسبانية فقط ولكن أيضا مع ترجمات من لغات أخرى، ومنحتني «علاقة حميمة» مع الكلمة المكتوبة والمنطوقة من المستحيل وصف أهميتها وتأثيرها بالكلمات.
    وفي ذلك العصر الذي لم يكن فيه إنترنت، كان كل من الكتابة والنشر يعتمدان على أنظمة بريدية حكومية متخلفة ورديئة، ويعتمدان على مكينة صف وصب الحروف البدائية «لاينو تايب» Linotype وقدرات مطبعة صغيرة يديرها شخص واحد غالبا. وفي بعض الأحيان، كنا نعتمد كثيرا على مكالمات هاتفية دولية عبر البحار. لقد كنا نزهو ونفخر باستقلالنا. وكنا أيضا نزور كل يوم مكتب البريد في الحي حيث نجد العشرات من الرسائل والمخطوطات تنتظرنا بسعادة وفرح من كل أنحاء العالم. كانت وسيلة الدعاية الوحيدة لنا هي السير في الشوارع ومحادثة المارة عن مجلتنا!! كنا نوزع بحماس مجموعة من النسخ على المكتبات، ونجلس على أرضية غرفة الجلوس لتعبئة أوامر «شراء نسخ» لنرسلها بالبريد إلى مكتبات في كل مكان في العالم. في عام 1961، عندما بدأت في كتابة الشعر في بلد ما يزال يخرج ببطء من حقبة «مكارثية» مرعبة، فإن التواصل مع الشعراء الأميركيين اللاتينيين علمني أن «الشعراء الجيدين يمكنهم بالفعل الكتابة عن أي شيء». كنت للتو قد استوعبت مجبرة «الفكرة المكارثية القمعية» في الخمسينات بأن «السياسة لا يمكن أن تكون جزءا من الشعر» لأن: «الشعر الجيد، كما حذرنا الأكاديميون، يجب أن يكون «ما بعد سياسي»! والمفارقة أن ذلك كان بعكس ما فهمه الشعراء في أميركا اللاتينية وأجزاء أخرى من العالم بأن الخطر الحقيقي الذي يهدد «جودة الشعر» ليس الخوض في السياسة كما حاول الأكاديميون الأميركيون المكارثيون إيهامنا بل هو: التقليد، والمبالغة في المشاعر/ العاطفة، والابتذال، والكذب/ الخداع، وعدم احترام قيمة «الكلمة» كأداة للتعبير ثم التغيير!
    كتبنا في المجلة عن جميع ما كنا نعرفه، وعن أهم مطلب وحاجة نسعى لها في خبرتنا الشخصية التي يشاركنا فيها العديد من الشعراء الشباب في الستينات والسبعينات والثمانينات وهي «الحاجة الماسة للتغيير الاجتماعي».
    واكتشفت أيضا في أميركا اللاتينية أهمية «التقاليد الشفوية» (الفولكلور أو التراث والأدب الشعبي) الموجودة في جميع أنحاء العالم بالطبع بما في ذلك وبغزارة في بلدي: الولايات المتحدة. ولكن ربما لأن «التقاليد الشفوية» في الخارج كانت أكثر قيمة من الناحية الثقافية، فإن الشعراء الأجانب الذين التقيت بهم في الستينات كانت أقرب لهم مما كانت لدي. لقد استكشفوا إيقاعات الكلام لشعوبهم وضمنوها في أعمالهم. وعندما بدأت العمل في التاريخ الشفوي خصوصا مع النساء، بدأت أيضا فهم أهمية «الرطانة» و«الجعجعة» المحلية واللهجة والايقاع، والنبرة ومقام الصوت في عملية انتقال الأفكار الحية، وبدأتُ في دمج أنماط حديث الناس العاديين في شعري.
    عندما وصلت للمرة الأولى إلى مدينة نيويورك كشاعرة مبتدأة في أواخر الخمسينات، حثني وشجعني الروائي والمسرحي بادي تشايفسكي على قضاء ساعة أو نحوها كل اليوم كـ «مستمعة» في زاوية شارع مزدحم وسط نيويورك، ثم تأمل كمية ما تختزنه ذاكرتي بدقة من أحاديث الناس العابرة بعد العودة الى البيت. ولذلك، بحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى أميركا اللاتينية، كنت قد طورت أذنين متمرستين على تسجيل الحديث الشعبي العابر.
    ونعم بكل تأكيد، لقد كنا نعتقد بسذاجة وصدق أن الشعر «لوحده» يمكن أن يغير العالم، وكتبنا ذلك في الكثير من افتتاحيات المجلة، وانعكس ذلك أيضا في القصائد التي نشرناها لشعراء من مختلف الفئات (قساوسة كاثوليك، وأعضاء ميليشيات يسارية، ومشعوذين من السكان الأصليين، وطلبة، وباحثين أدبيين، وعمال وعاملات عاديين) جميعهم رددوا وكرروا صدى هذه الفكرة بشكل أو آخر.
    ويمكنني الاعتراف الآن: لقد كنا بالفعل صغارا وسذجا موهوبين بـ «بالطاقة والإثارة» أكثر من فهم وتصور واقعي/ عملي لأهمية أفكارنا في المخطط الأكبر للأحداث في الكون. لقد عرفنا بالفطرة السبل التي «تتجسد» و«تتحرك» فيها الكلمة- وهو شيء عرفته ومارسته العديد من ثقافات العصور السابقة.
    أفضل القصائد تسكن «كرة سحرية» حيث تتحول الكلمة وتتبدل إلى طاقة والطاقة تعيد التجمع مجددا بطرق لا نفهمها تماما. هذا الغموض في حد ذاته هو جزء من سحر القصيدة، أو ما يمنحها قوتها وسلطتها الأدبية وجبروتها الفكري.
    اللغة، والصوت، و«الصمت» هي أمور- بالإضافة إلى المعنى - تتكون من ذرات وجزيئات متناهية الصغر، مشبك عصبي في جسم القصيدة، ذاكرة، موسيقى، نبض، لون، وضوء. تجميع ومزج هذه العناصر في وسائل جديدة ومختلفة، يتبع بدوره مسارات جديدة ومختلفة من وإلى القصيدة.
    وبعد أن نضجت الآن، أعترف أنني لم أعد أعتقد أن الشعر «وحده» يمكنه أن يغير العالم. ولكن رغم هذا، الشعر لا يزال مهما ومؤثرا، ربما أكثر مما نظن أننا نعرف أو ندرك. في الحقيقة، نحن نتجاهل أو نشطب صفاته غير القابلة للقياس، وحدسه، وسحره ما يعرضنا للخطر خصوصا في الأزمات.
    في الواقع ولكي أختم، أنا متأكدة تماما أن الشعر كان ولا يزال وسيواصل القيام بدور مهم في المجتمعات الحية، النابضة، والمتغيرة باستمرار خصوصا من قبل أولئك الذين يأملون أن لا نهلك جميعا بسبب «جهلنا» و«جشعنا» و«لامبالاتنا»!
    ألبوكركي، ولاية نيو مكسيكو

    * كاتب ومترجم سعودي من مدينة الخبر

    عن موقع شعراء بلا حدود
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    ترجمة / هل يستطيع الشعر أن يغيّرنا... ويغيّر العالم؟ (2)
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات ..أدبية وثقافية :: قضايا ومقالات عامة-
    انتقل الى: