للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلالشّعراء الصّعاليك 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
إحصاءات الموقع
عمر الموقع بالأيام :
5818 يوم.
عدد المواضيع في الموقع:
5650 موضوع.
عدد الزوار
Amazing Counters
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 35 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 35 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
مكتبة الصور
الشّعراء الصّعاليك Empty
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
***
hitstatus

 

 الشّعراء الصّعاليك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسين خلف موسى
الإدارة
حسين خلف موسى


المشاركات : 221

الشّعراء الصّعاليك Empty
مُساهمةموضوع: الشّعراء الصّعاليك   الشّعراء الصّعاليك Icon_minitime23.04.10 2:41

الشّعراء الصّعاليك
يحيى النمراوي
اربد-الأردن
الشاعر الفارس الذي يقطع الفيافي والقفار، يتعامل مع الطبيعة، يحس بها وتحس به، يغازلها ويتنفس عبير جبالها وينزل في شعابها يجوب رمل صحاريها يحمل الشمس على كتفيه ويعانف الأفق البعيد، رفقاؤه وحوش البراري الضارية وجوارح الجو العاتية، لا يهاب الأخطار يصبر على أهوالها بقوة الإرادة وثقة النفس وشجاعة في ركوب المخاطر. لقد دعاه العرب بالصعلوك.
وهذه الطبيعة التي أحبها الصعاليك لم تكن حانية عليهم بل كانت قاسية في حرها نهاراً وبردها ليلاً، في قحطها ورملها وسخطها. لقد حاولت صعاليكها وعاندتهم، دربتهم وقست عليهم، علمتهم الصلابة والخشونة واليقظة والحذر والشجاعة في مقارعة المجهول، فكانوا يقتحمون الصعاب من أجل مبادئهم.
لهم أفكارهم في الحرية والحياة، تتلخص بالانفلات من قيود عصرهم القاسي كما يرونها والتمرد عليها، ينفرون من المدينة الباهتة في نظرهم والقيود التي تسعى لإذلالهم ويهدفون للرفعة والعزة والكرامة الفردية بأخلاق الفارس الشجاع.
شعراء فرسان, وقد كانت صعلكتهم إقبالاً على الدنيا وأهوالها بصدر مفتوح وقلب جريء, فالدنيا كما يرونها ليست من مطامعهم فجاء شعرهم صادقاً ومضيئاً.
لذلك فإن أبا العلاء المعري الزاهد في هذه الدنيا يرد على تلك الحالة ويستنتج نهاية لها فيقول:
إذا اصفرّ الفتى لفراق روح
فأهون بالتصعلك والشحوب
أما حاتم الطائي عميد بني طي، الشاعر والفارس المعروف بكرمه حتى عد مضرباً لأمثال الجود، فكان معجباً بالصعاليك والصعلكة حتى ليعتقد المرء أنه كان صعلوكاً معهم عند قراءة أشعاره. ومن الأمثلة على ذلك حين يخبرنا وباعتراف صريح بصعلكته وخروجه زمناً معهم فيقول مفتخراً ومخاطباً زوجته ماوية:


أماويّ أن يصبح صداي بقفرة
عنينا زماناً بالتصعلك والغنى
كسينا صروف الدهر ليناً وغلظة



من الأرض لا ماء هناك ولا خمر
كما الدهر في أيامه العسر واليسر
وكلا سقاناه بكأسيهما الدهر

وأجمل وصف لهؤلاء الصعاليك ما وصفهم به أيضاً حاتم الطائي، الذي جاء شعره وكأنه يعيش معهم، حيث يصف شجاعتهم وصبرهم وزهدهم الدنيوي وإقدامهم وكرمهم وإيثارهم الجوع لأنفسهم وإطعام الآخرين، فيقول فيهم:
لحى الله صعلوكاً مناه وهمه
ينام الضحى حتى إذا ليله استوى
ولله صعلوك يساوره همه
فتى طلبات لا يرى الخمص ترحة
ترى رمحه ونبله ومجنه
وإحناء سرج فاتر ولجامه

من العيش أن يلقى لبوساً ومطعما
تنبه مثلوج الفؤاد مورما
ويمضي على الأحداث والدهر مقدما
ولا شبعة إن نالها عدّ مغنما
وذا شطب عضب الضريبة مخذما
عتاد فتى هيجاً وطرفاً مسوما


قد كان حاتم الطائي معجباً بالصعلكة ومبادئها حتى في شعره والذي يصف نفسه وكأنه صعلوك يحمل هموم الصعاليك ومبادئهم، فيقول:
وليل بهيم قد تسربلت هوله
ولن يكسب الصعلوك حمداً ولا غنى
يرى الخمص تعذيباً وإن يلق شبعة


إذا الليل بالنكس الضعيف تجهما
إذا هو لم يركب من الأمر معظما
يبت قلبه من قله الهم مبهما


شروط الصعلكة:
قد حدد الشنفرى الأزدي الصعلكة بثلاثة أبعاد، هي أن يكون له قلب شجاع وسيف حاد وركوبة جسورة فيقول:
ثلاثة أصحاب: فؤاد مشيع أبيض إصليت وصفراء عيطل
الشنفرى الأزدي عاش زمناً في بني سلامان لم يعرف أنه من الأزد إلا بعدما دب الخلاف بينه وبين من كان يظن أنها شقيقته التي عيرته يوماً أنه ليس أخاها وأنه بلا أهل، فترك بني سلامان وعاش مع الصعاليك. والقصة معروفة تتلخص بأنه أقسم ليقتلن مئة من بني سلامان ثأراً للوضع الذي عاش فيه.
أما عمرو بن براقة بن منبه بن يزيد من بني نهم والبراقة هي أمه فيحدد الشروط ذاتها للصعلكة، فيقول:
متى تجمع القلب الذكي وصارما وأنفاً حميماً تجتنبك المظالم
والسليك بن السلكة واسمه الحارث بن عمرو بن بني مقاعس، والسليكة أمه والتي تسمّى بها وهي أمة سوداء، وهو أحد الصعاليك العرب العدائين الذين لا تلحق بهم الخيل. هو أيضاً يحدد شروط الصعلكة على نفسه فيقول:
أغشى الحروب وسربالي مضاعفة تغشى البنان وسيفي صارم ذكر
أما تأبط شراً واسمه ثابت بن جابر بن سفيان الفهمي وأمه يقال لها أميمة وهو شاعر وفارس وصعلوك ويقال إنه كان أعدى ثلاثة في العرب، وهم، الشنفرى الأزدي والسليك بن السلكة وتأبط شراً والذي يصف سرعته في العدو فيقول:
أجاري ظلال الطير لو فات واحد ولو صدقوا قالوا له: هو أسرع
ويفتحر بسرعته في مناسبة أخرى فيقول:
لا شيء أسرع مني ليس ذا عذر وذا جناح بجنب الريد خفاق
وكذلك فإن تأبط شراً يحدد شروط الصعلكة بوضع مشابه لسابقيه في الحديث عن نفسه، ولكنه يضيف الموت المحتوم نهاية له، فيقول:
وإني لاعلم انني
فكيف أظن الموت في الحي أو أرى
ومن يضرب الأبطال لا بد أنه

سألقى سنان الموت يرشق أضلعا
وقد نشر الشرالتصق المعى
سيلقى بهم من مصرع الموت مصرعا

صفات الصعلوك:
لقد كان عامة الصعاليك يتحلون بصفات مشابهة بالإضافة للشجاعة والفروسية، فهم يحددون هذه الصفات العامة للصعلوك بكثير من الفخر والاعتزاز.
الشاعر عروة بن الورد العبسي والملقب بعروة الصعاليك؛ وذلك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا غزوا، فيقول في هذه الصفات:
لحا الله صعلوكاً إذا جن ليله
يعد الغنى من دهره كل ليلة
ينام عشاء ثم يصبح ناعساً
مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
أصاب قراها من صديق ميسر
يحت الحصى عن جنبه المتعفر
ويعود عروة لتحديد بعض الصفات الخاصة بالصعلوك، فيقول:
ولكن صعلوكاً صفيحة وجهه
مطلاً على أعدائه يزجرونه
إذا بعدوا لا يأمنون اقترابه
فذلك إن يلق المنية يلقها
كضوء شهاب القابس المتنور
بساحتهم زجر المنيح المشهر
تشوق أهل الغائب المنتظر
حميداً وإن يستغن يوماً فأجدر
وأيضاً الشنفرى يحدد صفاته الخاصة بالصعلكة من حيث الأخلاق والتصرفات النبيلة الحكيمة والمرادفة للرجولة، فيقول عنها:
ولست بمهياف يعيش سوامه
ولا جباء أكهى مٌربًّ ًبعرسه
ولا خرق هيق كأن فؤاده
ولا خالفٍ داريةٍ متغزل
مجدعة سقبانها وهي بهّل
يطالعها في شأنه كيف يفعل
يظل به المكاء يعلو ويسفل
يروح ويغدو داهناً يتكحل

أما صفات الصعلوك الجسدية العامة والمتعلقة بالحياة فيحددها الشنفري الأزدي، فيقول:

أديم مطال الجوع حتى أُميته
وأستف ترب الأرض كيلا يرى له
وأغدو على القوت الزهيد كما غدا
وأعدل منحوضاً كأن فصوصه

وأضرب عنه الذكر صفحاً فأذهل
عليّ من الطول امرؤ متطول
أزلُّ نهاداه التنائف أطحل
كعاب دحاها لاعب فهي مثل


مثل ذلك يصف السليك بن السلكة صفاته، فيقول:
وعاشية راحت بطانا ذعرتها
وما نلتها حتى تصعلكت حقبة
وحتى رأيت الجوع بالصيف ضرني

بسوط قتيل وسطها يتسيف
وكدت لأسباب المنية أعرف
إذا قمت تغشاني ظلال فأسدف


أما عمرو بن البراقة فهو يصف الصعلوك بداخله بوصف مشابه، فيقول:
صموتُ إذا عض الكريهة لم يدع لها طمعاً طوع اليمين مكارم
وكنــــت إذا قوم غزونــي غزوتهم فهــــل أنا يــا لهمــــــــذان ظالم
أما تأبط شراً، فقد حدد صفات الصعلوك بما قاله عن نفسه:

سبّاق غايات مجد في عشيرته
عاري الطنابيب ممتد نواشره
حمال ألوية شهاد أندية

مرجع الصوت هذا بين إرفاق
مدلاج أدهم واهي الماء غسّاق
قوال محكمة جواب آفاق
وقيس بن منقذ السلولي وهو من خزاعة ويعرف بابن الحدادية وهي أمه، ويعتبر من شعراء الجاهلية المقلين وأحد فرسانها الصعاليك، وهو من الذين خلعتهم قبيلتهم في سوق عكاظ لرفضها اسلوبه في الحياة وأشهدت على نفسها ذلك قبائل العرب، حيث عاش بعيداً عنها حتى قتله نفر من مزينة، فيقول عن صفاته في الصعلكة:
فلا يأمنن بعدي امرؤ فجع لذة
وأصبحت بعد الإنس لابس جنة
من العيش أو فجع الخطوب العوافيا
اساقي الكماة الدارعين العواليا
وأما حاجز بن عوف الأزدي من قبيلة سلامان وهو أحد الصعاليك الفرسان ومن شعرائها فيصف صعلكته وفروسيته وسرعته في العدو، فيقول:
فما الظبي أخطت خلفه الصقر رجلها
وقد كان يلقى الموت في حلقه الصقر

ويقول في مناسبة أخرى عن سرعته التي يتفاخر بها بين العرب، فيخبرنا عن إحدى المناسبات ومطاردة الفرسان له:
وكأنما تبع الفوارس أرنباً
وكأنما طردوا بذي نمراته
أعجزت منهم والأكف تنالني
أو ظبي رابية خفافاً أشعبا
صدعا من الأروى أحن مكلبا
ومضت حياضهم وآبوا خيبا
كذلك لإعجاب حاتم الطائي بالصعاليك ومعرفته بهم فإنه يحدد صفات الصعلوك حين يتحدث عن نفسه وبلا، حرج فيقول من قصيدة يخاطب فيها زوجته ماوية بن عفرز وكان يحبها وقد ولدت له ابنه عدي حين عاتبته على دعمه الصعاليك حين يرد عليها:
ولا تسأليني واسألي أي فارس
فلا تسأليني واسألي بي صحبتي
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها
وإني إذا ما الموت لم يك دونه

إذا الخيل جالت في قنا قد تكسروا
إذا ما المطي بالفلاة تضورا
وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
قدى الشبر أحمي الأنف أن أتأخرا
إذن فالجميع متفقون علىما يحمله الصعلوك من صفات في مقدمتها الشجاعة والعفة والكرم وحسن الخلق.
ليل الصعلوك:
ليل الصعلوك يختلف عن ليل غيره، فالليل ببرده القارس وخلوه من ملذات الحياة وترفها وما يحمله من مغارمات وعمل والذي شاءت الأقدار لهذا الفارس الصعلوك أن يكون مجال عمله في الليل، حيث يبدأ بالمطاردة والحرب والإغارة على أعدائه التقليديين من وحوش البر والجو، ومن أعدائه البشر الذين أعد لهم ليلاً لا يرتاحون فيه، فليله يختلف عن ليل من يتدثرون بالغطاء الكثيف على فراش النوم المريح، الشاعر الصعلوك عمرو بن براقة أراد أن يصور لنا صورة من ليل الصعاليك فيقول مخاطباً إحدى النساء التي سألته واسمها سليمى:
أما الشنفرى الأزدي فيصف ليل الصعاليك، فيقول:
وكيف ينام الليل من جُلِّ ماله
ألم تعلمي أن الصعاليك نومهم
إذا الليل أدجى واكفهرت نجومه
ومال بأصحاب الكرى غلباته
حسام كلون الملح أبيض صارم
قليل إذا نام الخلي المسالم
وصاح من الإفراط هام جواثم
فإني على أمر الغواية حازم
وليلة نحس يصطلي القوس ربهُا وأقطعه اللاتي بها يتنبل
دعست على غطش وبغش وصحبتي سعار وإرزيز ووجر وأفكل
والملاحظ هنا وصفه الليل بكل ما به من قساوة ببرده وظلمته ومطره وارتعاد أحشائه رهبة، والملاحظ حتى في الوصف اختياره الألفاظ الجافة المرعبة. ثم يصف نومه فيقول:
وآلف وجه الأرض عند افتراشها بأهدأ تنبيه سناسن قحل
تنام إذا ما نام يقظى عيونها حثاثاً إلى مكروهة تتغلغل
وهو تشبيه قريب من وصف حاتم الطائي حين يلغي ليل الصعاليك باعتبارهم لا ينامون ليلاً بل يبدأ عملهم بالليل، إذ يقول:
ينام الضحى حتى إذا ليله استوى تنبه مثلوج الفؤاد مورما
وفي مثل ذلك يوضح قيس بن منقذ السلولي الملقب بقيس الحدادية، حيث يقول عن إحدى مغامراته التي توضح أعماله في الليل:
وبات ضيفـــــاً لأرطأة يلــــوذ بهــــا في مرجحن مرته الريح فانبجسا
حتى إذا لاح ضوء الصبح باكره مـــــــــعاود الصيـد يشلي أكلبا غبسا
تأبط شراً يعطي وصفاً لليل الصعاليك، حيث يقول:
قليـــل غــــرار النـــــــوم أكبـــــر همـــه دم الثــــأر أو يلقــــــــــــــــــى كميــــــاً مقنعاً
يبيت بمغنى الوحش حتى ألفنه ويصبح لا يحمي لها الدهر مرتعا
وعروة بن الورد يصف ليله القاسي فيقول:
لحا الله صعلوكاً إذا جن ليله مصـــافي المشاش آلفاً كل مجــزر
ينام عشـــــاء ثم يصبـــح ناعساً يحت الحصى عن جنبه المتعفر
السليك بن السلكة أيضاً يصف ليله بدون اهتمام للنوم ولا يغريه الليل ولا القمر لذلك، حيث يقول:
إني لتارك هامات بمجزرة لا يزدهيني سواد الليل والقمر
النهاية للصعلوك:
ماذا تعني نهاية المطاف للصعلوك وكيف ينظر إلى منيته المتوقعة في هذه الأجواء القاسية بما فيها من جسارة ومخاطرة وما يتعرض له من قسوة لكثرة الأعداء لديه، وما ينتظره من متربصين به من وحوش الصحراء الضارية وفرسانها العتاة، فيقول الشنفرى:
إذا ما أتتني ميتتي لم أبالها
ولم تذر خالاتي الدموع وعمتي
ثم يوصي بالدفن علىالنحو التالي بطقوس مناسبة لأجواء الصحراء بما فيها من وحوش كاسرة حيث اختار لجثته أم عامر وهي أنثى الضبع، فيقول:
لا تقبروني إن قبري محرم
عليكم ولكن أبشري أم عامر
أما حاجز بن عوف الأزدين فيقول عن نهايته:
ألا عللاني قبل نوح النوادب
وقبل ثوائي في تراب وجندل
فإن تأتني الدنيا بيومي فجاءة
وقبل بكاء المعولات القرائب
وقبل نشوز النفس فوق الترئب
تجدني وقد قضيت منها مآربي
تأبط شراً يصف نهايته معتبراً وناصحاً لغيره من الفرسان، فيقول:
إذا المرء لم يحتل وقد جد جدّه ولكن أخو الحزم الذي ليس نازلاً
فذاك قريع الدهر ما كان حولا
أضاع وقاسى أمره وهو مدبر
به الأمر إلا وهو للحزم مبصر
إذا سد منه منخر جاش منخر
الصعاليك والوفاء:
لقد ربطت الصحراء وقسوة المكان والزمان بين الصعاليك بروابط متينة فعاشوا أخوة رفقاء يغيرون معاً ويعينون بعضهم بعضاً وكأنهم فرسان، فهم هدف واحد وهذا قدرهم. لقد عاش الشنفرى وتأبط شراً والسليك بن السلكة وعمرو بن البراق معاً على هذاالنحو، فجاءت حياتهم على الرغم من قساوتها تضج بالألفة والوفاء. وأجمل مثال على ذلك رثاء تأبط شراً للشنفرى بعد موته بما يكتنز في نفسه من الاعتداد بها والوفاء لفروسية ورجولة رفيق دربه، حيث يقول:
والملاحظ هنا في الأبيات الأخيرة من القصيدة تكرار ذكر الموت بالكلمة والمعنى التي تدل على التأكيد عليها، وكأن الشاعر أراد أن يعلن أن الموت مرادف لحياة الصعلوك لكثرة من يطلبون دمه،
على الشنفرى ساري الغمام ورائح
عليك جزاء مثل يومك بالجبا
تحاول دفع الموت فيهم كأنهم
وأجمل موت المرء إذ كان ميتا
إذا راع روع الموت راع وإن حمى
غزير الكلى أو أصيب الماء باكر
وقد رعفت منك السيوف البواتر
بشوكتك الحدى ضئين عوائر
ولا بد يوماً موته وهو صابر
حمى معه حر كريم مصابر
ابتداء من الصحراء بظروفها القاسية ووحوشها الضارية وانتهاء بالأعداء من الرافضين لطريقتهم في الحياة والثائرين لأنفسهم من هؤلاء الذين تحدوا الطبيعة بكل ما فيها من قسوة.
المصادر:
اللزوميات: أبو العلاء المعري
مهذب الأغاني: محمد الخضري المطبعة المصرية
المفضليات: المفضل الضبي تحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون دار المعارف 1992م.
لامية العرب: الشنفري الأزدي شرح وتحقيق د. محمد بديع شريف دار مكتبة الحياة، بيروت 1968م.
دواوين الشعراء:
تأبط شراً
سليك بن السلكة
عمرو بن البراق
حاتم الطائي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشّعراء الصّعاليك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات ..أدبية وثقافية :: مختارات وقراءات أدبية :: فضاء القراءة الأدبية-
انتقل الى: