تابع موضوع ذات صله
سلمان المرشد
1907 ــ 1946
وُلِدَ سلمانُ المرشد عام 1907م من أسرة فقيرة من الفلاحين في قرية (جوبة برغال) في جبال اللاذقية، وأُعدِمَ شنقاً في عام 1946.
تنادى بالحرية والمساواة ورفض التبعية وحارب الإقطاع ودافع عن المستضعفين من الفلاحين.
قام بحركة إصلاحية وعمره لم يتجاوز 18 سنة، وعمل على توحيد عشيرته (بني غسان) التي كانت تعيش بين ظهراني العَلَويين وكانت تتواجد في قرى اللاذقية وفي منطقة الجولان قريتي (زعورة والغجر،…) وجبل الحلو قرى(شين، عوج، مريمين،…). والمرشدية تُدْعى بـ (الغيبية) لأنهم ينزِّهونَ اللهَ عن الأفلاك والمظاهر الكونية ويؤمنون بأنه غيب.
جمع سلمانُ عشيرتَه في 12/7/1923، وحاربَ الفرنسيين، فسُجِنَ ثلاثةَ أشهر تعرَّضَ خلالَها للسجن والتعذيب. وعندما خرجَ من السجن دعا إلى المساواة والعدالة بين الطوائف والأحزاب، فقامت السلطاتُ الفرنسيةُ بنفيه من اللاذقية إلى مدينة الرقة على نهر الفرات مشياً على الأقدام لمدة ثلاث سنوات من 1925 وحتى 1928. ثمَّ أُعيدَ من المنفى ليوضع تحتَ الإقامة الجبرية لمدة ست سنوات، لكونه عارضَ بشدةٍ البعثاتِ التبشيريةَ بين المسلمين، والتي تخفي وراءها مطامعَ سياسيةً ومصالحَ شخصية. بشّر سلمان المرشد بقرب ظهور المهدي ودعا إلى إلغاء الكثير من العادات التي تمس سيطرة مشايخ العلويين على أتباعهم. ومع أن المرشدية يجلونه كزعيم وإمام لهم، إلا أن المؤسس الحقيقي للدعوة المرشدية هو ابنه مجيب المرشد(1930-1952) الذي أطلق الدعوة باعتباره "القائم الموعود" في 25 آب 1951. ولذلك يعتبر يوم 25 آب هو العيد الوحيد عند المرشديين، الذي يستمر ثلاثة أيام (25-26-27 آب) ويحتفلون به في أماكن مخصصة تسمى الساحات . وقد أشار مجيب قبل غيبته في 1952 في عهد أديب الشيشكلي إلى أخيه الأصغر ساجي المرشد باعتباره "الإمام ومعلم الدين".وقد قام بتأسيس "مدرسة لتعليم الناشئة" التي تخرج منها الكثير من الشباب الذين أخذوا المعرفة الجديدة منه وساهموا بدورهم في انتشارها.
ساجي لم يوص لأحد من بعده، ولذلك يقال عند المرشديين أن إمامهم ساجي غاب ولم يمت انطلاقاً من المعتقد المرشدي بأن موت الإمام غيبه. ومع وجود الأخ الأصغر له النور المضيء، الذي لا يتمتع بأية مكانة أو سلطة دينية، لم يعد هناك مرجعية دينية أو "رجال دين" عند المرشدية بل هناك شخص يسمى "الملقن" الذي يتم اختياره من قبل الجماعة المرشدية في المنطقة التي يعيشون فيها، والذي يقتصر عمله على تلقين طقس الصلاة لكل من أراد مِمن يبلغ الرابعة عشرة من عمره ذكرا أو أنثى.
أبناء الإمام سلمان المرشد (ساجي ومحمد الفاتح والنور المضيء) بقوا في الإقامة الجبرية حتى 1970، حيث كانت المرشدية ملاحقة وكان كل مرشدي يقر بمرشديته يعتقل ويحاكم بتهمة الانتساب إلى جمعية سرية. ولكن بعد قيام الحركة التصحيحية عام1970، في سورية، أطلق سراح "ساجي المرشد" وأخويه محمد الفاتح والنور المضيء من الإقامة الجبرية واكتسبت الطائفة حرية في ممارسة طقوسها مثل بقية الطوائف.
ساهمَ سلمان المرشد في إنجاح الكتلة الوطنية نظراً لما يتمتَّعُ به من شعبية كبيرة بين صفوف الفلاحين، ثمَّ عارضَ هذه الكتلة عندما رأى أنها ابتعدتْ عن مصلحة الوطن.
ونجح سلمانُ في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 1943 كعضو في البرلمان.
وفي عام 1945 طلبت منه الحكومةُ الوطنية أنْ يعملَ على إقناع السوريين المتطوعين في الجيش الفرنسي بالالتحاق في الجيش الوطني بعدَ أنْ فشلَ زعماءُ عشائرهم، ونجحَ سلمانُ في المهمة الموكلة إليه، رغمَ أنه لم يكن هناكَ من عشيرته من تطوَّعَ في الجيش الفرنسي أصلاً.
ونظراً لخطورة هذه الحركة التحررية والتي ترفضُ أيَّ شكلٍ من أشكالِ التبعية، إقطاعيةً كانتْ أم استعمارية، والتي اتَّسعَ انتشارُها بينَ صفوف الفلاحين والفقراء والمستضعفين، عملَ بعضُ زعماء الكتلة الوطنية من الإقطاعيين المتضررين من حركة سلمان بموافقة الرئيس شكري القوتلي ومباركة فرنسية على إعدام سلمان المرشد بتهمة الخيانة والتآمر مع فرنسا. وعندما فشلوا في إثبات هذه التهمة وجَّهوا إليه تهمةَ مقاومةِ الدرك [الشرطة] الذين خرجوا لاعتقاله. وبعد إصدار الحكم سألته المحكمة إن كان يطلب الرأفة فقال " لا أطلب الرأفة ما دامت الحكومة برأتني من تهمة الخيانة العظمى بل اطلب الموت" وطلب في وصيته أن "يلف جسده بالعلم الوطني المفدى" ، وتعرض المرشديون للتنكيل الفظيع بعد ذلك من قبل معظم الحكومات المتتالية .مع ملاحظة إن المرشدية كدعوة دينية انطلقت بعد إعدام سلمان في أواخر 1946 وتعتبر نفسها مستقلة عن العلويين .
وصدرَ حكمُ الإعدامِ شنقاً يومَ الخميس في اللاذقية، ونُفِّذَ الحكمُ بعدَ ثلاثة أيام في دمشق يوم الاثنين سنة 1946.
- والمرشد يون يعتبرون أنفسهم دعوة دينية مستقلة تمام الاستقلال عن العلويين
لكنهم من الناحية الاجتماعية والعادات والتقاليد هم علويين ، ويعتبرون أنفسهم ممثلين للمذهبية الغيبية التي ترفض التمثيل الكوني لله، وأن مشايخهم تاريخياً غير مشايخ العلويين وأنهم محصورون بآل البنا. وهذا صحيح تاريخياً من ناحية أن آل البنا كانوا شيوخ المذهبية الغيبية، ويرون أن سلمان دعا إلى تنقية المذهب الغيبي من المزيدات المذهبية الأخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع
*العربية نت
* الموسوعة الحرة
*كتاب شعاع قبل الفجر تحقيق محمد جمال باروت
*مقابلة مع الباحث محمد جمال باروت
* موقع قرية القنية نت [ قرية في شمال سوريا ]Qunaya village