حادث تصادم

الإدارة المشاركات : 3446 . :

وقع حادث بين سيارة صغيرة وشاحنة كبيرة ، ونتج عنه وفاة رجل سعودي وزوجته "رحمهما الله" ، وذكر الزميل نايف المعاني "اللي بيجيب أخبار الحوادث" إن الحادث وقع على طريق الأزرق.وهذا ما ورد في خبر "الدستور" يوم الأربعاء.

هذا حادث تصادم مؤسف وقع على طريق خارجي ونتج عنه "موت" ، وعلى مدار الساعة تقع حوادث تصادم ، ليس بين سيارات وشاحنات فقط ، بل بين أشخاص لا يقودون سيارات ولا يقودون شيئا مطلقا ، وتخلوا مبكرا عن قيادة أنفسهم الى جادة الصواب ، وأنا شخصيا أتعرض لمثل هذه الحوادث دوما ، وقليلا ما أنجو منها بلا خسائر ، وهي حوادث لا تقع بسبب كثرة الزحام ، أو زيادة السرعة على طريق الحياة السريع ، بل تقع لأن مبادئ قيادتنا لأنفسنا تتعرض للعبث والتخريب ، وهو عبث نقوم به نحن في محاولاتنا الدؤوبة لتغيير القدر ، أو يكون الدافع مرضا يستشري في النفوس وفي العقول ، يهاجم منظومة قيمنا ومبادئنا الإنسانية.

تصادم الأفكار والغايات ، وتصادم الأمراض والثقافات ، وتصادم المساعي الحثيثة وغير الحثيثة ، وأنواع كثيرة من التصادم ، تقع:وليس وقوعها هو الخبر ، بل الخبر الحقيقي هو كيفية التعامل معها لتجنب وقوعها ثانية وعاشرة وللمرة الألف بين ذات الأطراف أو بمشاركة أحدها ، في الواقع: نحن نعيش تداعيات الصدامات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وتقتات وسائل إعلامنا على آثارها ، وتفرد مساحات للحوار بين أطرافها ووجهات نظرهم ، وخططهم في تجاوز آثارها المؤقتة والمزمنة ، وخطورتها الموقوته والأخرى القابلة للتفجير في أحرج الأوقات.

حوادث التصادم التي لا ينقلها الزميل والصديق نايف المعاني ، ولا يختص بها ، تحتاج منا لرؤية وحكمة واستحضار سريع للمنطق والعقل ، لأن مثل هذه "الصدامات" تتفاقم بسرعة وتنتشر بين الناس كما النار في الحطب والعشب الجاف والورق والنفايات المبللة بالبنزين ، وكم نحتاج في مثل هذه الظروف لصوت الحكمة والتوازن ، وخبرة الخبراء في نزع فتائل التفجير للأزمات المتعددة الرؤوس والأغراض والكوارث.

يوجد لدينا الآن أكثر من أزمة نتجت عن تصادم مؤسف ، أو هي تتطور بعبث العابثين لتصبح حادث تصادم كبيرا ، يفعل في المجتمع والوطن عميقا ، ويكون الخاسر فيه دوما كل الأطراف ، لكن الأكثر خسارة سيكون الوطن بلا أدنى شك.

ما أود قوله هنا ، أن هناك أسبابا - دوما - لتفاقم الحوادث المؤسفة ، ونحتاج لخبراء في كل المواقع ، للتنبؤ باحتمالية وقوع الحوادث ، وإبطال مفعول أسبابها المخلوقة أو "الموضوعة" في نفوس البعض ، وفي طرق إداراتهم لمواقعهم.

نريد خبراء ، ونريد من نايف المعاني أن يخرج علينا بأخبار عن "عدم وقوع حوادث تصادم" ، وهذا ليس دعوة لتغيير الاختصاص ، بل أمل في سماع أخبار إيجابية عن مجتمعنا الطيب.

عن جريدة الدستور