منير ذو الفقار مدير التحرير
المشاركات : 450 . :
| موضوع: من تاريخ دمشق 13.09.08 21:37 | |
| من تاريخ دمشق ( مدينة الصالحية ) مدينة الصالحية .... كانت مدينة مستقلة عن دمشق أطلق عليها القلقشندي أسم مدينة الصالحية ... وهي منطقة أنشئت منذ عهد نور الدين بن زنكي 1154 م بين نهري يزيد وتورا على امتداد ألفي متر . كان لها جوامعها وأسواقها وحماماتها . في ذلك العصركان الفلسطينيون قد هاجروا سنة 1156 م من القدس المحتلة من الصليبيين وكان منهم الشيخ أحمد بن قدامة المقدسي مع أسرة قدامة التي عرفت بالعلم والفقه حسب المذهب الحنبلي واسم الصالحية جاء من أسمهم كعلماء صالحين . ولعله جاء من أسم جامع أبي صالح عند باب الشرقي و حيث كان مقامهم الأول بعد هجرتهم إلى دمشق فنزحوا منه لرطوبته . وفي الصالحية أنشأوا دير الحنابلة ثم المدرسة العمرية . ولقد شهدت الصالحية توسعا في عهد الأشرف موسى 1237م وفي زمن باقي الملوك الأيوبيين الذين أنشأوا فيها المدارس والأضرحة , وكانت قبله لرجال العلم والدين . وكان مشفى القيمري من أبرز المنشآت الأيوبية في الصالحية . وفي العصر المملوكي ابتدأت الصالحية بالأمتداد نحو الغرب , ويشهد على هذا ضريح كتبغا وشجع هذا الأمتداد على ازدهار النشاط الحرفي والتجاري , كصناعة القاشاني والنسيج ,وفي العصر العثماني أنشىء جامع محي الدين بن عربي والسليمية وهما من أهم العمارات التي دعمت ازدهار الصالحية العمراني . ومن أهم المدارس التي تعود إلى العصر الأيوبي , الجركسية والركنية والماردانية والقاهرية والحافظية والمشفى القيمري وبعضها لايزال قائما حتى يومنا هذا .ومازال حي المدارس في الصالحية يشهد على بقايا مئات المدارس التي ذكرت في كتاب ( الدارس في تاريخ المدارس ) للنعيمي ... وتقع منطقة الصالحية على سفح جبل قاسيون , وهو جبل قديم يقع في شمال دمشق وارتفاع قمته 1153 مترا والتسمية جاءت من القسوة لأنه قسا على الكفار فلم يستطيعوا أن يتخذوا منه الأصنام ... أو لأنه لم تنبت فيه الأشجار والأشجار فيه قليلة . ولكنه يقال أنه كان حافلا بالأرز والنخيل فقد كان فيه 12 ألف نخلة قطعها تيمور لنك . ومعروف فيه مغارة الدم ومغارة الجوع ومسجد الكهف , وهو منزل الزهاد والعباد والعلماء , ومغارة الأربعين , وفي ربوة عالية بقاسيون قبة النصر أو النسر كما يسميها العوام وهي قبة النصر على سوار التي أنشأها نائب دمشق برقوق تذكارا بعد أن ساهم بالنصر على شاه سوار الذي استعان بالسلطان محمد الفاتح لمحاربة سلطان القاهرة مطالبا بالإمارة عل كيليكيا ومركزها أبلستان , وشاه سوار هو من الأسرة الدلغادرية وسلالتها أسرة الغادري المعروفة في حلب . ولقد تهدمت هذه الآثار نهائيا من قبل جيوش الحلفاء في عام 1941 م لكي لاتصبح علاما للعدو . وفي أعلى بعض ذراه قبة السيار وفي سفحه في حي الميطور مدفن طالوت كما يقال . وأنشىء في سفحه حي الصالحية والمهاجرين ويروي بساتين سفوحه نهر يزيد وهو أحد فروع بردى في أعلى مصطبة على سفح قاسيون , وكما يقول ابن عبد الهادي إنه كان ساقية قدر ذراع , تسقي أرضا لبني بقيلة من أهالي القابون وإنها صارت تزيد وقال أيضا أن نسبته إلى يزيد بن معاوية وأنه صالح أهل الغوطة على زيادته ونسب إليه . ويروي هذا النهر منطقة الدواسة والنيرب الأعلى وهي أحياء ممتدة من شارع نهرو ( حاليا ) حتى المالكي وإلى أعلى المعري , والسهم الأعلى وهي منطقة العفيف والصالحية وبستان بصار وركن الدين والميطور حتى برزة ... ثم نهر ثورى ...وهو فرع ثان من نهر بردى . ـــــــــــــــــ ( عن وزارة السياحة ) | |
|