وانظر معي الى هذه النماذج:
علي بن أبي طالب.. ينام في سرير النبي ليلة الهجرة وعمره 20 سنة ـ رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه يصلح لهذه المهمة فأعطاه إياها.
أسماء بنت أبي بكر.. تحمل الطعام الى النبي صلى الله عليه وسلم فب الغار وتقوم بدور كبير في الهجرة وعمرها 23 سنة.
معاذ بن جبل.. يبعثه النبي صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن .. كم عمرك يا معاذ؟ عشرون سنة.
ما هذا؟!! ما أريد قوله بهذه الأمثلة أيها الشباب..
إنك غال جدا. جدا. جدا فلماذا تقلل من قدر نفسك وتعيش بدون أهداف؟!!
لماذا أقول هذا الكلام أيها الاخوة؟!
لأنني أرى أن مجتمعاتنا تعاني من شباب بلا أهداف، فكل يوم ينشأ مقهى جديدا، وتعد المقاهي أكثر المشاريع رواجا، لماذا؟ لأن الشباب يجلس عليها بالساعات ـ أمر بسيارتي أحيانا فأجد على بعض المقاهي شبابا في عمر الزهور ولكن للأسف إما جالس يلعب " دومنة" أو "يشرب الشيشة" أو شارد في لا شيء.
وأأسى لحال فتيات كل همّها في الحياة ما هو آخر أنواع المكياج، وفلانة اشترت كذا، وأريد أن أسافر الى الخارج لأشتري ملابس..
هل هذا معقول؟!!
هل يعقل ان تكون فتاة كل همها في الحياة أنها جميلة أم لا؟! وهل يعقل أن يكون هناك شاب كل عنايته أن يعجب فلانة؟ رأيت هذه النماذج للأسف.. شباب بلا طموح.
.. يعتمد على أهله في مأكله ومشربه ولا يحاول أن يصنع لنفسه مستقبلا.. وبنات كل غايتها أن تتزوج وبسرعة، ولماذا؟ لأن كل البنات يتزوجن، وتستمر الحياة بهذا الشكل.
لا يمكن أن نعيش في هذا الفراغ أيها الشباب، لا يمكن بذلك أن نبني مجتمعا.
هل تعلم.. أن علماء الاجتماع يستطيعون أن يقيسوا قدرة المجتمعات على الاستمرار والنمو ويمكن أن يحددوا شكل المجتمع بعد عدد من السنين وبعد كم سنة يمكن أن ينهار هذا المجتمع ، فماذا يفعل هؤلاء العلماء؟!
.. إنهم يدرّسون أحوال الشباب واهتماماتهم، فإذا وجدوا شبابا بلا هوية وبلا أهداف فيعلمون أن هذا المجتمع سوف يسقط بعد كذا سنة وتكون حساباتهم دقيقة.
هذا الكلام إنه تحليل علماء الاجتماع لاهتمامات وأحوال الشباب في المجتمع الغربيّ..
وساحكي لكم قصة طريفة في هذا المعنى
فقد ظل المسلمون في الأندلس ثمانية قرون، ملأوا خلالها الأرض حضارة وعلما ودينا، ولم يكن البرتغاليون راضين عن وجود المسلمين في الأندلس ويريدون طردهم الى المغرب العربي، فماذا يفعلون؟ بدأ البرتغاليون في دراسة اهتمامات الشباب المسلم في الأندلس وبدأوا يرسلون الجواسيس داخل الأندلس لهذا الغرض، وذات يوم دخل بعض هؤلاء الجواسيس على مجموع من الشباب فوجدوا مشادة بين شابين، ففرحوا وذهبوا ليتحققوا من الأمر، فوجدوهما يختلفان حول ترتيب حديث في صحيح البخاري، فرجعوا وقالوا.. لا تسقط هذه الأمة الآن، ومرت السنين وعاد الجواسيس مرة أخرى فوجدوا الشباب ما زال يتكلم في قضايا العلم والدين، فعادوا خائبين مرة أخرى ـ وبعد سنتين عادوا مرة ثالثة فوجدوا شابا يبكي فسألوه ماذا يبكيك؟ قال لقد تركتني رفيقتي ـ فعاد الجواسيس وقالوا.. الان يمكنكم أن تنصروا على المسلمين وبالفعل سقط المسلمون وطردوا من الأندلس بنتهى البساطة وبعدها بخمسة وعشرين سنة كان كل شيء قد انتهى ولم يعد للأندلس ذكر.. القضية أيها الشباب هي الغاية والهدف
هل لك هدف في الحياة أم لا؟؟
ما الأسباب التي تجعل الشاب لا يحس بالمسئولية أو لا يريد أن يتحملها؟!
** لدينا مجموعة نقاط محددة ترونها سببا لعدم وجود أهداف في الحياة ذكرتموها أنتم وهي..
.. ضعف الهمة، وفقدان الثقة في النفس، وغياب القدوة، وفقدان الطموح بسبب الوساطة..
ولكن في الحقيقة لي تعليق.. فكل هذه الأسباب لا يصح أن تكون مبررات تريح ضمير أي شاب من الشباب يبرر بها حياته دون أهداف أو طموح.
انظر الى شخص مثل ابراهيم بن أدهم وكان من كبار الزهاد وقد كان في بداية حياته شابا مدللا مرفّها يقول في أحد الأيام كنت أركب فرسي وأطارد غزالا في الطريق فإذا برجل عجوز يأخذ بلجام فرسي وينظر اليّ ويقول: يا ابراهيم.. ألهذا خلقت؟ أن بهذا أمرت؟ّ أي هل خلقت للعب والمرح؟!