قال المحامى بهاء الدين أبوشقة، إن هناك مفاجآت جديدة فى قضية هشام طلعت مصطفى المحكوم عليه بالإعدام فى قضية مقتل اللبنانية سوزان تميم، وكشف لـ«اليوم السابع» عن أن القضية فى مراحلها الأولى تم كتابة سيناريوهات لها أظهرت المتهمين كمدانين، وأضاف أبوشقة محامى النقض عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، أن لديه مفاجآت لم يأت وقت الكشف عنها بعد، مشيراً إلى أن هناك سيناريو جديدا سيقلب القضية رأساً على عقب، وسيلغى السيناريو القديم مما يترتب عليه خروج المتهمين ووضع غيرهم، وقال: «قاتل سوزان تميم لم يتم القبض عليه بعد، وهناك المزيد من الأدلة التى لم يتم التعامل معها جيداً بعد، وسيتم استخدامها فى السيناريو الجديد».
وعما أثير مؤخراً حول احتمالات دفع الدية لأسرة سوزان تميم، قال أبوشقة إن الدية موجودة فى الشريعة الإسلامية، وهناك قانونيون كبار كتبوا عن الدية فى الشريعة الإسلامية، ومنهم عبد القادر عودة، ومحمد أبوزهرة أشاروا فيها إلى جرائم الدم سواء كانت قتلا عمدا أو خطأ، يرد عليها العفو والصلح والدية، لقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة» صدق الله العظيم.
وأضاف أبوشقة، أن من كتبوا فى هذه الجزئية بالنسبة لجرائم الدم قالوا إن القصاص يسقط شرعا لأنه لولى الدم، وجاء ذلك فى سورة الإسراء: «ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطاناً»، ففى هذه الجرائم حق الفرد يعلو على حق الرب، لأن علة العقاب فيها تعد إشفاء غيظ المجنى عليه، فإذا تحولت النيران إلى رماد فلانبقى عليها، بعكس جرائم الحدود لأن حق الرب فيها يعلو على حق الفرد، وقال أبوشقة إنه فى إحدى القضايا الجنائية فى محافظة المنيا منذ سنوات، وبعد إحالتها إلى المفتى تم الصلح بين الأطراف وتم دفع الدية، فأطلعنا المحكمة بالصلح وكل التطورات الجديدة، وقلنا إنه لا يجوز القصاص شرعا وأحيل الأمر إلى المفتى وأكد مطلبنا، وقضت المحكمة بالسجن 3 سنوات على المتهم، ولم تحكم بالإعدام وأخذت بالدية، وأشار أبوشقة إلى أنه وفقا للقانون المصرى فإن الصلح غير ملزم على العكس من البلاد العربية التى تتبعه.
وقال أبوشقة إنه محامى القضايا الجنائية الشائكة والمعقدة، مشيراً إلى أن المحامى الجنائى لابد أن يتميز بسعة الخيال والمرونة والتفكير مع الإلمام بالمنطق والفلسفة والتاريخ واللغة العربية، إلى جانب معرفته بالطب الشرعى، وأضاف: أى قضية أتصدى لها أقوم بخلق تصورات خاصة لجميع السيناريوهات المتاحة لها وإمكانية حدوث الجريمة من خلالها، وكثير من القضايا أهدمها وأعيد بناءها مرة أخرى بفضل سعة الخيال، مشيراً إلى أنه فى إحدى قضايا التحرش ادعت فتاة أن شخصاً تحرش بها من داخل سيارته أثناء سيرها فى الشارع، وأثبت استحالة الواقعة بعد أن لاحظت أن المتهم مصاب بداء السمنة المفرطة، وبقياس طول وعرض باب السيارة تأكد للقاضى أنه لا يمكن للمتهم أن يتحرش بالفتاة أثناء قيادته للسيارة وخروجه ودخوله منها بسرعة ودون معاناة منه نظراً لثقل حركته، وبالفعل تبين فيما بعد أن الفتاة كاذبة، ويتذكر أبوشقة أيضاً قضية القتيل الذى قتله أصدقاؤه بإحدى المدن الساحلية بعد قضائه سهرة معهم، وأن القتل جاء نتيجة اسفكسيا الخنق بضغط الرمال أثناء جره أرضاً، وكادت القضية تنتهى بإدانة المتهمين لولا معلومة بسيطة من الطب الشرعى، تفيد بأن الموت خنقا له العديد من الآثار التى تختلف باختلاف نوعه، ولأن القتل تم فى منطقة صحراوية، تم تشريح رئة المتوفى لأنه الوفاة بالخنق مضغوطاً بالرمال يعنى بديهيا امتلاء رئة القتيل بالرمال، لكن التقرير أثبتت أن الوفاة طبيعية والرئة خالية من الرمال، مما ينفى تعمد إغراق رأس القتيل بالرمال.