العلاقة الجنسية بين الإشباع والعادة ..
أكثر مايتم تداوله في شأن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، هو قابلية الرجل للممارسة في شكل دائم.
أمّا تطلّب المرأة للفعل الجنسي فهو أمر يقع في محظورات كثيرة، كونه يرتبط بالخفر والثقافة الاجتماعية وتعود الرجل على أن يكون هو مصدر التوقيت في العملية ونوعها وحجمها وعددها.
ويبقى في طي الكتمان عدد النساء اللواتي يخفين رغبتهن الدائمة بممارسة الجنس مع أزواجهن، إذ يمنعهن الخجل والعادات الاجتماعية من الإشارة المتكررة للأمر إلا في شكل متباعد جزئيا.
بحيث يرد في أدبيات العلاقة الجنسية بين الرجال والنساء تحديد يوم العطلة مثلا أو يوم آخر. وفي حال كانت المرأة تتطلب مزيدا من الإشباع ومعاودة العملية الجنسية فإن العوائق السالفة تقف في وجهها في أغلب الأحيان.
ينظر الرجل الشرقي، أو الشرق أوسطي، بعامة، إلى زوجته من منظار أُسَري قِيَميّ يبتعد في معظم الأحيان عن متطلباتها الشخصية غير الأُسرية، كالدافع الجنسي وتكرار العملية الجنسية.
ويدخل التعود في الأمر كطرف محبط لهذا الدافع عند الرجل لارتباط زوجته الدائمة بما يقلل من إثارتها كالطبخ والعمل والحضور الفيزيائي المتكرر.
ومن جهة أخرى مازالت ثقافة العملية الجنسية تحظر على الزوجة إعلان شغفها وولعها بتكرار العمل الجنسي، فهو أمرٌ "يخدش" منظور الرجل لزوجته وأم أولاده التي يريدها أن تكون مثالا للتعفف والتجرد ضمانا لنقل القيم بحذافيرها الى الأبناء الذين ينتظرون أما مضحية غير متطلبة.
وحقيقة الأمر أن كثيرا من نساء الشرق الأوسط يقعن ضحية التعامل معهن كمجرد حاضنات لأبنائهن عبر نسيان حقهن بجسدهن والذي يكون في بعض الأحيان متطلباً وراغبا ومستعدا، في الوقت الذي لاتوجد فيه ثقافة اجتماعية تسمح للمرأة بحق طلب الجنس الدائم مع زوجها.
مازالت العملية الجنسية مرتبطة إلى حد كبير بتوقيت الرجل، ومازال هو الذي يمتلك حق التعبير وتحديد المعايير. أما الزوجة الشرق أوسطية، أو المرأة العادية، فإنها لم تتسلح بعد بحق الفعل الجنسي خصوصا إذا كان وضعها الصحي والنفسي يؤهلها لتطلب الفعل الجنسي الدائم، كعلامة على الصحة والعافية والطبيعة.
أكثر النساء يخجلن من التعبير لرجالهن عن رغبتهن الملحة بممارسة الجنس، وغالبا مايترك الأمر أثرا عصبيا على أدبيات التخاطب بينهما بسبب الرغبة الملحة لطرف خجول مقابل رغبة باردة لطرف غير منتبه.
إن كثيرا من حالات توتر المرأة وعصبيتها وتشنجها ناتجة من كبت رغبتها بممارسة الجنس المتكرر. وكونها تخجل أو يمنعها الرجل من التعبير الصريح عن رغبتها الملحة الدائمة، فإنها تقع ضحية الإكراه العاطفي فتتوقف عن التلميح أو التصريح وتستبدله بردود أفعال غالبها غير منطقي كملاحقة الزوج والسؤال عن تأخره عن المنزل أو إرهاق الزوج بمتطلبات منزلية مرهقة له كثيرا ماتؤدي إلى اندلاع مشاحنات بينهما.
إن التحري الذي تمارسه المرأة بحق زوجها عن غيابه وأمكنة تواجده وكذلك الإشارة المتكررة له لإجراء تعديلات اقتصادية جذرية في المنزل، كتغيير الأساس وتغيير السيارة وسوى ذلك، يتأتى عادة من رغبة المرأة المكبوتة من مبادلة زوجها الكبت بالكبت.
فهي أيضا ستضعه في موقف المحرج غير القابل للتصريح، وهي أيضا تريد أن يكون زوجها يعاني معها شيئا من عدم المقدرة على تلبية التطلب. فبما أن زوجها لم يتفهم تطلبها الجنسي المتكرر، فعليه هو أن يجرّب هذا العجز وإن من ناحية اقتصادية بحتة. تتمتع المرأة بإيقاع زوجها بالعجز من أجل المزيد من الحصول على الإحساس بالتكافؤ.
لايلاحظ أغلب الرجال أن نساءهم يتوقفن عن رغبة تغيير الثلاجة أو أساس البيت في الفترة التي يكون فيها العمل الجنسي بينهما كاملا ومتكررا. ولأن سيكولوجيا المرأة تفترض رد فعل مختلفا عن رد فعل الرجل فإنها عبر هذا "المكر" تضع الرجل مقابل عجزه لعله ينتبه إلى أن الطرف الآخر يعاني من حرمان وعجز وعدم مقدرة على التعبير.
لتكون أغلب المشاحنات التي يظن خطأ أن أهم سبب فيها هو الفقر، هي بسبب الافتقار الى حق العمل الجنسي المتكرر لدى المرأة، التي يستطيع إشباعها جنسيا أن يصرفها عن فكرة تبديل أثاث البيت.
وهذا معروف عن المرأة الأمريكية اللاتينية التي يعرف عنها التطلب الدائم للجماع، ورغم فقرها وفقر زوجها يكون الإشباع الجنسي معوضا ومقوّيا للحال النفسية التي قد يودي بها الفقر.
وبالتالي إن الدافع الجنسي يترك أثرا على كل شيء مهما ظُنَّ بأن الأمر طبيعي ولامشكلة فيه.
المرأة المتطلبة جنسيا هي امرأة معذبة في الشرق الأوسط. فبعدما اعتاد عليها الرجل واستفاد من ثقافة عدم تعبيرها عن رغبتها الجنسية الملحة يستطيع أن يتجاهل قابلية امرأته للبكاء في أي لحظة على أي شيء، كبكاء المرأة على مشهد تلفزيوني أو سماعها لقصة من جارتها أو رؤيتها لرجل فقير.
إن قابلية المرأة للتأثر العاطفي بأي حدث خارجي لاتربطها به صلة مباشرة، هي ولاشك، من مظاهر حرمانها الجنسي وكبتها وعدم مقدرتها على التعبير الصريح بالعمل الجنسي المتكرر. هذا التعويض، عبر البكاء، يمارس نوعا من تنفيس الاحتقان والإحساس بالحرمان والعجز. المرأة المشبعة جنسيا أقل تأثرا وهي تشاهد مسلسلا تلفزيونيا أو تستمع لشكوى تظلم أو مشاهدة حالة فقر اجتماعي، لأن البكاء هنا لن يكون أكثر من رادياتيير تبريد لدافع جنسي ملح لا يمكن الافصاح عنه.
في بعض العواصم العربية التي عرف عنها مدنيّة ما بسبب الاختلاط القومي والاجتماعي والأجنبي تجد المرأة حلولا دائمة لرغبتها الجنسية المتكررة، وذلك عبر وضع نفسها في خانة الستاند باي للرجل من دون أن تقول له انها في رغبة جنسية ملحة. إذ تخصص المرأة الشامية مثلا مجموعة من الألبسة المثيرة البسيطة والمتغيرة، مع احتفاظ بمساحة ما تبعدها عن الاقتراب من الرجل زيادة في جعل نفسها أكثر غموضا وأقل تعودا.
على هذه الألبسة ألا تشير للرجل بأي حال من الأحوال بأنها للإثارة الجنسية، هذه نقطة مهمة جدا. يجب أن يرى الرجل أن زوجته مثيرة بدون أن تتعمد ذلك. ومن أجل هذا على المرأة أن تعود الرجل منذ بداية تعرفها به الى طريقتها غير المباشرة باللفت والإثارة وإظهار المفاتن.
ومن أشهر أخطاء الإغواء بين الطرفين أن تتعود المرأة وتعوّد زوجها، مثلا، على إظهار الصدر والوركين والساقين. على الرجل ألا يتعود على مناطق الإثارة الخاصة بزوجته أبدا. يجب أن يراها دائما كما لو انها غير متاحة له. إن كثيرا من حالات انصراف الرجل الى امرأة ثانية هو إفراط المرأة بالتزين والإغواء مما ينفّر الرجل الذي تقوم شهوته الجنسية القوية عبر إحساس ما بتعذر الحصول أو صعوبته.
المرأة المتطلبة جنسيا كالرجل المتطلب جنسيا، تحتاج أن تلبي دافعها الجنسي المتكرر ورغبتها الملحة بالممارسة. ومن أجل أن تحصل المرأة على متعتها المتطلبة ينبغي أن تنتبه إلى الأشياء التالية:
أولا، عدم الإفراط بالاهتمام بالرجل، فذلك يمنحها صفة الأم أو الأخت. الأفضل الاهتمام به بذكاء ومن بعيد عبر منحه انطباعاً بأن الجسد الذي أمامه ليس آلة لتفريخ الخدمة المجانية كما تفعل الأم مع الأبناء.
ثانياً، عدم تعويد الرجل على رائحتها أبدا. فمن شأن اعتياد الرائحة الجسدية الخاصة أن تزيد في روتينية الدافع الجنسي وتجعله متأخرا وأقل تلبية.
ثالثاً، تغيير قواعد اللعبة الجنسية من خلال تغيير أساليب الممارسة والتنويع في استخدامها وألا يكون العمل الجنسي متشابها دائما. بوسع المرأة في كل مرة أن تقول للرجل انها اكتشفت في جسده منطقة جديدة يمكنه أن يعبر من خلالها الى المتعة.
رابعاً، عدم تنازل المرأة عن شخصية العاشقة، وذلك من خلال التعبير لزوجها بفرح كبير مثلا عن هدية قدمها لها في مناسبة ما. كلما فرحت الزوجة بهدية الزوج كان شكلها أقرب الى تلك الفتاة التي أحبها منذ سنوات وتنتظر منه هدية. وهذا مجرد مثال على شكلها العاشق. كذلك كلما كانت المرأة أقل خدشاً للرجل فإنها تذكره بمظهرها العاشق الأول الذي كان يتجنب أن يخدشه في أي كلمة.
خامساً، المتابعة الدائمة لتغير معايير الجذب الأنوثي. فقد تتغير بين سنة وأخرى من خلال تغيير موضة اللباس واللباس الداخلي ونوع العطور وشكل الجسد. فإذا أحبها الرجل ممتلئة الجسم فقد يكون الآن راغبا بجسد أقل امتلاء. عليها هنا أن تعمل على اكتساب هذه الصفة وإن بالقدر المتاح.
سادساً، أن تزيد المرأة من الوقت الذي تخصصة للمداعبة قبل العملية الجنسية. إن طول الوقت الذي تقضيه المرأة في مداعبة زوجها قبل العملية الجنسية تجعله يربط اقترابها بالمتعة في شكل دائم. عليه أن يحس أن امرأته حريصة على إغوائه وإثارته بشكل متجدد.
سابعاً، تغيير أمكنة الممارسة الجنسية. إذ ان الممارسة الجنسية الدائمة في غرفة النوم مصيرها أن توقع الطرفين بالملل والتعود وضعف الإحساس بالإثارة. فزوايا البيت مليئة بمئات الأماكن غير المتوقعة لتوليد الفعل الجنسي. ذلك أن الإثارة عليها أن تكون أقوى من الارتباط بمكان محدد. إن أسعد الزيجات هي تلك التي يمكن أن يحصل فيها الإغواء والممارسة في أي مكان: المطبخ، الصالون، الحمام، الغرف غير المسكونة، مخزن البيت، طاولة المكتب، على الأرض دون فراش، وماسوى ذلك.
المرأة المتطلبة جنسيا هي المشكلة والحل في أغلب الأحيان. عليها هي أن تحصل على تطلبها ذلك دون انتظار "ثورة" جنسية تجعل الزوج جاهزا للقضية ومستعدا لها. جسد مثار يحتاج روحاً وإرادة وتكتيكاً معيناً. والنتيجة عملية جنسية مستمرة وإشباع لايتوقف للدافع الجنسي.
د. مها كامل