الخبرة الجنسية الأولى وتأثيرها على العلاقة
الحميمة بين الزوجين ..:
تشكل العلاقة الحميمة (الجنسية) ما بين الزوج و زوجته جزءاً مهماً من العلاقةالزوجية عموماً، حتى أن البعض يقول أن السعادة الزوجية تبدأ من سريرالزوجية!!.
نعم إن التوافق ما بين الزوج والزوجة وفهم كل واحد منهم الآخر لمتطلباته الغريزية يشكل الأساس الجوهري لتحقيق الرضا الجنسي أولا والرضا عن الشريك ثانياً والسعادة الزوجية ثالثاً..
وتأتي الصراحة والنقاش الهادئ ما بين الزوجين حول رغباتهما وما يحبانه وما يكرهانه وما هو حلال أو حرام من ممارسات ضمن العلاقة الجنسية خصوصاً والعلاقة الزواجية عموماً أساساً لحياةٍ طيبةٍ سعيدةٍ..!
ويأتي ذلك ضمن سياق ما ندعوه بالعقد النفسي Contract يتفق عليهالزوجين بدايةً، وإن عدم وضوح هذا العقد يسبب فوضى في العلاقة الزواجية وعدم رضا ثنائي.
فاللقاء الجنسي الأول اذا تم في جو من التوتر والقلق وعلى أرضية من الخوف وكان لقاءاً جنسياً غير ناجح لم يحقق المتعة وأحدث شعوراً مزعجاً غير سار،سيكون مصدر معاناتكما الجنسية فيما بعد..
حيث أصبح لدي الزوجين ارتباطاً نفسياً شرطياً conditioned ما بين العملية الجنسية والخبرة المكتسبة من هذا اللقاءالاول ،سواء الخوف او القلق او الاحباط وعدم الرضا ..
أن هذه الخبرة الأولى الغير سليمة تسبب مايسمى قلق جنسيSexual Anxiety، ولحل هذه المشكلة لابد أن نقوم بعمل شيء يدعى في علم النفس السلوكي فك الارتباط الشرطي:
فابدؤوا حياتكم الجنسية على صفحة بيضاء!! بعيدة عن المشاعر المشوشة.. وقدموا لأنفسكم!!
ليتم بإذن الله فك هذا الارتباط الشرطي ما بين العلاقة الجنسية ومشاعر القلق، ليحصل ارتباط جديد شرطي أيضاً ما بين العلاقة الحميمة وما بين مشاعر أخرى من السعادةوالرضـــــا دون ذكريات الخبرة الأولى..
ان الحديث بين الزوجين هو الجسرالامن الذى سيصلان به الى بر الامان فى اقامة حياة صحيحة
واعنى علاقة حميمةجيدة جدا ...
وهنا سأعرض لبعض الحلات التى كان للخبرة الاولى اثرها السىءاولا لفهم الموضوع والابحار فيه بطريقة تقربه الى اذهانكم وثانيا انه قد يلاقى اويتتلاقى مع حالة مشابهة تعانى ولاتفصح ومااكثر هذه الحالات فى بيوتنا ووخلف الجدران ...
وهذا من واقع الطب النفسى ...
الحالة الاولى :
زوجة فى مقتبل العمر تزوجت وبعد أربعة أيام فض غشاء البكارة بطريقة خاطئة من قبل الزوج وكان مصحوبا بالم شديد ...
وكلما حاول الزوج ممارسة العلاقة بصورتها الطبيعية شعرت بالالم لدرجة رفض العلاقة ...
الزوج صبور ولكن ماذا بعد ...؟؟
الرد : ان هذه الحالة تسمى بما يعرف بالتشنج المهبلى Vaginismus نتيجة الخبرة الأولى بين الزوجين والذى كان نتيجة فض الغشاء بطريقة مؤلمة مما كون الباعث النفسى لرفض هذه العلاقة ..
والتشنج المهبلى نوعان ..
الاولى : فهو تشنج في العضلات التي تحيط بالمهبل في الأنثى التي تدخل لأول مرة يتسبب في إغلاق فتحة المهبل، ويجعل الدخول فيه متعذرًا أو مؤلما.
وهناك التشنج المهبلي الثانوي:
الذي يحدث في إمرأة دخـلت من قبل لأسباب قد تكون عضوية وقد تكون نفسية.
ففى هذه الحالة تحتاج إلى إعادة تأهيل وبدأ العلاقة فى صفحة جديدة كما قلت لتقليل هذا الالم تدريجيا والذى هو نفسيا ومصاحبا لخبرة اللقاء الاول .
الحالة الثانية :
حالة غريبة بكل المقاييس وتوضح ماأرمى إليه ...
زوجة فى 23 عاماوالزوج 28 كان هناك فترة مابين عقد القران والزفاف ...
ففى خلال هذه المدة حاول الزوج اقامة العلاقة وتم الايلاج ولكن الزوجة نتيجة التوتر والخوف والقلق لم تدعه يكمل ....
وفى مرة تالية تم الايلاج ايضا ولكن الزوج بعد فترة اصابه الارتخاء فما كان منه الا انه بذل محاولات لاعادة الانتصاب وكلما حاول الجماع فقد هذه الحالة وانتهى هذا اللقاء انه مارس العادة السرية
ليكمل الوصول الى ذروته ...
وبعد الزواج اصبحت هذه هى خبراتهم فى العلاقة الزوجية فهى نتيجة الخوف وعدم الانتظار الى مابعد الزفاف انهت اللقاء فى منتصفه ولدى الزوج اصبح الارتخاء هوالاساس لانه لم يكمل علاقته بصورة طبيعية واستمر الحال هكذا بينهم وبنفس الطريقة أى أن الزوج يمارس العادة السرية ويطلب منها أشياء تثير اشمئزازها ليكتمل له الاحساس وهى تعاني عدم اكتمال العلاقة وقد كان عدد مرات الممارسة الطبيعية قليل جدا بالنسبة لزوجة شابة فى بداية الزواج وايضا قصر المدة فى الايلاج الطبيعى فى مدة ربع ساعة فقط مقارنة بساعة كاملة للعادة السرية ...
أصبحت نتيجة الخبرة الأولى حالة مرضية تبحث عن حل وماالحل سوى فى عيادة الطب النفسي .
د. مها مدحت