للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلعبد الرحمن منيف.. الروائي الذي خلق ذاكرة ثانية 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6017 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 156 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 156 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    عبد الرحمن منيف.. الروائي الذي خلق ذاكرة ثانية Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     عبد الرحمن منيف.. الروائي الذي خلق ذاكرة ثانية

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    منير ذو الفقار
    مدير التحرير
    منير ذو الفقار


    المشاركات : 450
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    عبد الرحمن منيف.. الروائي الذي خلق ذاكرة ثانية Empty
    مُساهمةموضوع: عبد الرحمن منيف.. الروائي الذي خلق ذاكرة ثانية   عبد الرحمن منيف.. الروائي الذي خلق ذاكرة ثانية Icon_minitime16.10.09 23:01

    عبد الرحمن منيف.. الروائي الذي خلق ذاكرة ثانية

    فيصل درّاج


    كيف يتجاوز المثقف المغترب اغترابه، وهل تستطيع الكتابة أن تصاول سلطة تبذر الكوابيس؟ سؤالان أجاب عنهما التاريخ أكثر من مرة، منذ أن راهن عبد الله بن المقفع بحياته وهو يوجّه رسالة بريئة إلى سلطان لا يعرف البراءة، وصولاً إلى طه حسين الذي آمن بقوة الثقافة. على الرغم من صلابة الجواب، الذي يعرفه المثقفون وينكرونه، فقد آمن عبد الرحمن منيف، كغيره، بأن في الكتابة المتمردة ما ينصر الأحياء والأموات العادلين، وبأن في كتابته ما يعزّز مواقع معركة قديمة. ولعل وضوح الرؤية، منذ البداية، هو الذي جعل منيف يواجه، مدة ثلاثين عاما، <<التاريخ السلطوي>>، الذي يخادع مَنْ لا سلطة لهم، ب<<الذاكرة الروائية>>، الحالمة أبداً بسلطة محتملة تعترف بالحقيقة. لم تكن كتابته، وهو الراحل من مكان إلى مكان، إلا سيرة ذات مغتربة، أرادت لذاتها أن تكون سيرة أمة حاصرها الاغتراب. وعن هذا المشروع، الذي أخذ أشكالاً كثيرة، صدر مشروع كتابي مثابر مايز، بإيمانية لا تعرف المساومة، بين الذاكرة الوطنية المشغولة ببناء تفاصيلها، والذكريات التي تخفق في فضاء الأحياء زمناً ويلحق بها البَدَد. وما رواية منيف إلا تلك الذاكرة المليئة بالأصوات، التي اعتقد صاحبها أن في صفحاتها المديدة ما يعيد الحق إلى نصابه، في مستقبل عصي على التحديد.
    إنه سؤال المضطهَدين، الذين يعيشون اضطهاداً يقاتلونه، منتهين إلى كتابة ذاتية تعبّر عن تجربة معيشة، تواجه كتابة متسلّطة، تمنع الكلام عن ضحايا المتسلّطين وتتحدث باسمهم. وهو ما فعله إدوارد سعيد في كتابه <<الاستشراق>>، الذي مزج بين <<المعرفة الموضوعية>> وتصفية الحساب مع أكاديميين طويلي العهد، يمزجون <<العلم الراقي>> بالعنصرية الكريهة. كان سؤال منيف، الذي دخل عالم السياسة مبكرا، مختلفاً عن سؤال سعيد، فلا موضع للاستشراق ولشرق مخترع لا وجود له، لأن المكان كله احتشد بمعادلات قومية تعيد إلى <<أمة العرب>> مجدها التليد، وتطلق الأصل العربي حراً في سهوب المستقبل. وصل منيف إلى عوالم الرواية قادماً من عوالم الخيبة السياسية، فما آمن به <<المناضل السياسي>>، ودعا الآخرين إلى الإيمان به، انفتح على خراب لا ضفاف له. ومع أن في رواية <<حين تركنا الجسر>>، وهي تحيل على هزيمة حزيران عام 1967، ما يعبّر عن أزمة جيل عربي، فإن في استبطان الهزيمة إلى تخومها القصوى ما يستدعي سيرة ذاتية، تتهم مراجع آثمة وتبحث عن الخلاص. كان منيف، وهو يضع على لسان <<صيّاده>> المخذول حواراً ذاتياً شاسعاً، يحاور ذاته الإيديولوجية، التي كانت، منتقلاً من عالم الإيمان المتفائل إلى عوالم الاحتمال، ومن غرف السياسة المخادعة إلى عالم الرواية الطليق. بيد أنه، كعادته دائما، لم يشأ أن يجعل من روايته فضاء ذات منغلقة على حسبانها، بل شاء أن يضع تجربته الفردية الجماعية في ذاكرة مكتوبة، تتطيرّ من كل سلطة مستبدة مهما كانت غاياتها. وهذا الفردي، الذي لا ينفصل عن مجموع بريء يماثله، هو الذي يجعل <<الصياد>> المخذول يدور فوق أرض موحلة صقيعية، قبل أن يعود إلى الشوارع ويذوب في جموع البشر. جاءت الذاكرة من بؤس التجربة، وجاءت الذاكرة المكتوبة، أي الرواية، رداً على سلطات مهزومة، تكتب ما شاءت وتطرد الحقيقة. كان في سعي منيف ما يرّد، حالما، على مكتبات الظلام، التي تحوّل الحق إلى ذكريات، وتحتفظ بما قتل الحق في أقبية <<الأرشيف>>، الذي يختزل الكتابة إلى عنصر أمني بين عناصر أخرى.
    الروائي والمؤرخ
    الأرشيف السلطوي أم الكتابة الروائية؟ هذا هو سؤال منيف الطويل، الذي جابه به سلطات مختلفة، تصيّر أجناس الكتابة إلى أسانيد في أرشيف سلطوي، يجانس بين المعارف جميعا. منهج مستبد قديم، ينكر المتعدد ويحتفي بالأحادي، إذ الشاعر السلطوي مؤرخ، والمؤرخ اقتصادي كاذب، وعالم الاجتماع يكمل ما جاء به الطرفان. وإذا كان نجيب محفوظ قد جعل من السلطة المصرية المتواترة نقيضاً للقول الروائي، منذ أن أعلنت <<أولاد حارتنا>> عن يأسه الأخير، فقد جعل منيف من السلطات العربية سلطة عاتية واحدة، تلتهم شعوبها وتتحدّث عن الكرم العربي. لا غرابة، إذاً، أن يعهد منيف إلى ذاته بمشروع كتابي مرهق، يكون الروائي فيه مؤرخاً ومحللاً سياسياً وناقداً ثقافياً وعالم اجتماع في آن، محاولاً أن يستدرك، روائيا، ما لا تسمح به الرقابة الرسمية، لائذاً ب<<المكر الروائي>>، الذي تحدث عنه محفوظ غير مرة. وما روايته <<شرق المتوسط>> إلا صورة عن هذا المكر البريء، الذي يراد به <<خير الأمة>>، كما يقول أهل الاختصاص، الذي سوّغ به محمد المويلحي <<أكاذيبه البيضاء>>، في <<حديث عيسى بن هشام>>، في مستهل القرن الماضي. واعتماداً على المكر المتاح، حلل منيف في <<شرق المتوسط>> استراتيجية الحاكم المستبد، الذي يضع داخله كل شيء، محولاً ما خارجه إلى فراغ لا شكل له. فبعد اللسان المسجون الذي عليه أن يكتفي بحاسة الذوق، كما جاء في قصص زكريا تامر، يأتي السجن الصغير، الذي يعطي السجين ولادة قاتلة، يتلوه السجن الكبير، الذي تضطرب فيه قامات متساوية، متناظرة في القول والمشية والرغبات.
    ليست الذاكرة الروائية، كما أرادها منيف، إلا ذاكرة حقبة من الزمن، يكون فيها الحاكم هو <<الحر الوحيد>> في مجتمع من العبيد. ومن أجل توطيد هذه الذاكرة، التي تأتي من الواقع وتذهب إلى لامكان، عيّن الروائي الراحل السجن موضوعاً ثابتاً في رواياته، توقف أمامه في <<الأشجار واغتيال مرزوق>>، وأفرد له <<شرق المتوسط>>، وعاد إليه من جديد في <<الهنا والآن، شرق المتوسط مرة أخرى>>، قبل أن يعطيه مكاناً واسعاً في <<مدن الملح>>. ولعل هذا الهاجس، الذي لا ينفصل عن تداعٍ عربي متجدد، هو الذي جعل رواية منيف مزيجاً من الشفهي والمكتوب، إن صح القول، أو موقعاً للشفهي المكتوب، حيث الروائي يعير المضطهدين قلمه ويستعير منهم حكايات حزينة المآل. وما <<اللغة الوسطى>>، التي تحدّث عنها منيف وبنى بها رواية ذاكرة، إلا آية على حوار الشفهي والمكتوب، الذي ينقض <<الذاكرة الرسمية>>، وينقض معها لغة سلطوية متكلسة، تحتفي بالمرتبة وأصحاب المراتب، وتنظر إلى العامة و<<لغة العوام>> باحتقار يساكنه التكفير.
    وكما تكون السلطات التي تمحو الهزائم بالبلاغة تكون حداثتها. في <<النهايات>>، وهي من أجمل ما كتب، يوحّد منيف بين ذاكرة المقهورين وذاكرة المكان، مستدعياً السلطة تحت ضوء جديد. يأتي المكان الطبيعي رحباً نظيفاً مصقولاً مؤثثاً بالطيور والغزلان وبإنسان مسالم، هو وجه من وجوه الطبيعة وأحد أبنائها. والعلاقة بين هذه العناصر هي الصيد المحسوب، الذي تحكمه الغريزة، فلا يهلك الصياد جوعاً ولا تباد الغزلان. على خلاف الصيد الذي يصون توازن الطبيعة منذ زمن قديم، تأتي السلطة بصيد جديد له شكل المجزرة، مزودة بالبنادق الرشاشة والسيارات الحديثة ولاعقلانية متمددة تدمر عقلانية الطبيعة وتوازنها القديم. فبعد أن أجهزت السلطة، التي تسمح بتحديث أجهزة القمع وتمنعه خارجها، على المجتمع والمدينة، التفتت إلى الطبيعة البريئة، جاعلة منها حقلاً للرعب والمطاردة وامتداداً للسجن الكبير. ولعل تفتيت أوصال الطبيعة بلا حساب، هو الذي دفع منيف إلى تفريد المكان، كما لو كان شخصية غنائية واسعة لا ينقصها العقل والإرادة، تشكو من السلطة وتثور عليها وتردم سياراتها المصفحة بالرمال. تأخذ السلطة في <<النهايات>> مجاز اللعنة الميتافيريقية، أو دلالات الشر المكتمل، ذلك أنها تدخل إلى مكان يضجّ بالحياة، وتخرج منه وقد تحوّل إلى مقبرة، فالعصافير تاهت عن أعشاشها وأضلاع الغزلان تدكّها السيارات وصياد القرية الأليف يفارق الحياة. واجه منيف قبح السلطة بجمال الطبيعة وانتهى إلى مرثاة حزينة، تتحدث عن طيبة الحيوان والشر السلطوي. لا شيء إلا شظايا جمال قديم، إلا ذلك الخلاء البارد المفتوح على التهلكة والبوار وعدل يتجدّد تأجيله إلى الأبد. شيء يُذكّر، بشكل مختلف، بذلك الخلاء الترابي المقفر، الذي انتهى إليه العادلون في <<أولاد حارتنا>>، إذ <<الفتوة>> هو <<الفتوة>>، وإن تغيرّت الأسماء، وإذ <<الملك هو الملك>>، كما قال سعد الله ونوس ذات مرة.
    في <<مدن الملح>>، التي أرادها كاتبها ذاكرة عن مصائب الأمة الكبرى، شاء الروائي أن يفصح عن أمور كثيرة : على المستضعفين أن يحررّوا تاريخهم الذاتي من كتابات أملتها السلطات التي انتصرت عليهم، ذلك أن مَنْ يمتلك الكتابة الأولى يمتلك المكان، وأن تحرير المكان من براثن مغتصبيه يستلزم كتابة مغايرة تقول بتاريخ آخر. جمع منيف جدل الكتابة والتحرّر في خمسة أجزاء، صاغها صوت مفرد يحسن الكتابة احتشد بأصوات جماعية، تروي الحكايات ولا تحسن الكتابة. أفضت هذه العلاقة إلى <<متواليات حكائية>>، بلغة محمد دكروب، تحرّر الحاضر من انغلاقه وتفتحه على مستقبل مليء بالاحتمالات. غير أن الروائي، الذي أعار صوته إلى غيره، قاسم هذا الغير الحكايات ولم يقاسمهم الرؤية، حين نفي أسطورة الأصل الذهبي، معلناً أن حقيقة الماضي قائمة في الحاضر المهزوم، وأن حقيقة الزمنين لا مكان لها، لأنها رهن بذاكرة جديدة تحسب ولا تخطئ الحسبان. ف<<ثقافة الأدعية>>، بلغة طه حسين، لا تصد آلة أوروبية تنفذ إلى <<الأرض السابعة>>، فما يصدّها عقل يميز بين العلم والبلاغة. مع ذلك فإن الروائي، الذي آمن بقوة الذاكرة وضرورة صنعها، لا يلبث أن يشتق الأمل من تناقضات السلطة المغلقة، التي كلما زاد عنفها زاد خوفها موزّعة العدل، وفي لحظة تناقض طريفة، على الحاكمين والمحكومين معا. فإذا كانت الرعية لا توجد إلا في حرّاسها، الذين يقيسون المسافة بين القامة والظل، فإن السلطة لا توجد إلا بالأجهزة التي تؤمن لها سلامة موقتة. هكذا يدور الطرفان في فضاء مغلق من الخوف والانتظار منتهيا، إن طال عهده، إلى مقبرة أو ما هو شبيه بالمقبرة. تحدّث منيف في روايته الطويلة، وبشكل إيقاعي، عن بشر يسهرون وينتظرون ويتوقعون، من دون أن يعطي قولاً صريحا، أو يقع في تبشير لا معنى له. والسؤال الكبير هو التالي: ما فائدة الذاكرة إن كان البشر، الذين خلقت الذاكرة من أجلهم، ينتظرون ولا يفعلون شيئاً آخر؟ يعثر الروائي على الجواب في اليوتوبيا، ويضعها داخل البشر لا خارجهم وينتظر المستقبل، إنْ لم يضع اليوتوبيا داخل الكتابة ويقنع بالاحتمال. وهذه اليوتوبيا التي تتوارثها أجيال متواترة، تنتظر الانتصار، هو الذي يجعل <<مدن الملح>>، في مستواها العميق، رواية عن الموت والكتابة، تؤمن بأن الحاضر هو الزمن الحقيقي الوحيد، الذي يتلوه زمن آخر يعثر بدوره على قلم جديد، يتحدث عن الموت والكتابة بشكل جديد.
    جدل الكتابة والتحرر
    يقول العارفون: <<إن التاريخ هو ما تحكم حقبة أنه جدير بأن يحتفظ به من حقبة أخرى>>. فلا حقبة تنتسب إلى التاريخ إلا قياساً بحقبة أخرى اخترقها التاريخ، في شكل نصر مدوٍ أو هزيمة كاسحة. فبعد <<مدن الملح>>، التي اقتفت آثار ناصح أوروبي، أراد ترويض الصحراء بقليل من ماء البحر، ارتد منيف، في <<أرض السواد>>، إلى ناصح إنكليزي آخر، جاء إلى أرض العراق مع مطلع العقد الثاني من القرن الثامن عشر. لم يكن الناصح الأول، الذي ذكر يحيى حقي اسمه في مذكراته <<كناسة الدكان>>، إلا العقل التقني الأوروبي المتوسع، الذي يعيد هندسة المكان المغتصب، ويبني له من الأجهزة ما يحفظ سلامته، ويبدّد سلامة أصحاب المكان الأصليين. أما الناصح الثاني، ويدعى <<ريتش>>، فلا يختلف في وظيفته عن الأول، وإن كان أكثر غطرسة. يبدأ الحوار بالوعيد وينهيه بأصوات المدافع. واعتماداً على معنى التاريخ، الذي تحتفظ فيه حقبة بما جاء في حقبة نظيرة أخرى، رأى منيف إلى ذاكرة مغلوبة، تستعيد دروس محمد علي باشا، ورأى إلى ذاكرة منتصرة، هزمت محمد علي باشا وداود العراق الطموح وما جاء بعدهما. وبعد أن واجه الروائي ذاكرة السلطة بذاكرة الذين لا يحسنون الكتابة، جابه ذاكرة الغرب بذاكرة شرقية، لم ترَ من الغرب إلا الاحتلال والنهب. صاغ منيف، في روايته، ما دعاه مهدي عامل، في زمن غير هذا، بالعلاقة الكولونيالية، إذ على السلطة المحلية أن تجدد مصالحها، وهي تجدّد مصالح المستعمر الأجنبي التي لا تنتهي. وهذه المصالح، التي تفرض لاشرعية السلطة مبتدأً، هي في أساس السجن الكبير، الذي يغتال معنى الطبيعة بعد أن دمر دلالة المدينة. أراد الروائي أن يستدرك صمت المؤرخ، راضياً كان أو مغلوبا، فذهب إلى الوثائق التاريخية، وصاغها من وجهة نظر المحرومين، الذين حرموا حق الكلام، وحرموا حق تمثيل أنفسهم في الكتابة وما هو خارج الكتابة.
    رد منيف على <<الذكريات>>، التي تتساقط في منتصف الطريق، ب<<ذاكرة>> حسنة التأثيث تقع في مجلدات كثيرة. كان مؤمنا، في مشروعه، بخلق ذاكرة لا فجوات فيها، تجسر المسافة بين الغفلة واليقظة، ومؤمناً أكثر بقوة الكتابة، التي تصد عن المغلوب النسيان، وتضع بين يديه ذاكرة نموذجية سهلة التناول، يعود إليها حين يشاء. يظل السؤال، كما كان دائما، يقول: هل من ضمان يقنع المغلوب، الذي يهدّده النسيان، بالعودة إلى ذاكرة مكتوبة دورها هزيمة النسيان؟ لا جواب، ذلك أن الكتابة تأتي من إرادة أخلاقية وتذهب إلى حيث شاءت لها الأزمنة. فلو كان في الكتابة العادلة ما ينصرها لانتصر العادلون منذ زمن طويل.
    رجل ناحل يتكئ على قلم يسجل به، سنوات طويلة، حكايات الذين اندفنوا مع رغباتهم العادلة، مؤمنا، بلا حسبان، بأن نصرة الحق تقوم في التنديد بنقيضه لا أكثر. رجل ناحل صلب الإرادة بسيط الكلام، انتسب ذات مرة إلى جموع من الحالمين ومكر به الطريق، فانصرف إلى رثاء جيله والدفاع عن حق الإنسان العربي في أحلام جديدة. كان هذا عبد الرحمن منيف، الذي رأى إلى الحياة بصفاء كبير، زاهداً بالمفيد ومكتفياً بالصحيح، إلى حدود التقشف والبطولة.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    منير ذو الفقار
    مدير التحرير
    منير ذو الفقار


    المشاركات : 450
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    عبد الرحمن منيف.. الروائي الذي خلق ذاكرة ثانية Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عبد الرحمن منيف.. الروائي الذي خلق ذاكرة ثانية   عبد الرحمن منيف.. الروائي الذي خلق ذاكرة ثانية Icon_minitime16.10.09 23:02

    عبد الرحمن منيف والعراق

    رويترز
    بيروت من جورج جحا: في كتاب ماهر جرار الذي حمل عنوان "عبد الرحمن منيف والعراق - سيرة وذكريات" قراءة ممتعة تبرز الروائي الكبير من نواح متعددة عبر نسيج يتداخل فيه الشخصي والعام والادبي والاجتماعي والتاريخي والسياسي والحزبي في بعض المراحل. وقد استطاع الدكتور جرار الاستاذ في الجامعة الامريكية في بيروت أن يجعل من مقابلاته مع الكاتب الراحل وعلى رغم استنادها إلى اسئلة وأجوبة وأشكال من الحوار والنقاش.. تتحول إلى سيرة متلاحمة الاجزاء تنساب بروح سردية ويشكل العراق نقطة ثقل فيها. واتبع جرار ذلك بدراسة طويلة عميقة الغور لثلاثية منيف "أرض السواد" بلغت حصتها نحو 60 صفحة من الكتاب الذي جاء في 215 صفحة متوسطة القطع بينها عشر صفحات للهوامش شكلت ثبتا لمصادر ومراجع عربية وأجنبية. وقد صدر الكتاب عن المركز الثقافي العربي. قال جرار في المقدمة إن الكتاب يصدر في الذكرى السنوية الأولى لرحيل منيف و"يضم الحوار الأخير معه" بالاضافة إلى دراسة عن ثلاثية أرض السواد فضلا عن شهادة لطلال شرارة "رفيق درب عبد الرحمن منيف في السياسة والحياة" ارتأت عائلة الراحل أن يشتمل الكتاب عليها. اضاف جرار أن المقابلة مع الدكتور منيف أُجريت بتكليف من مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت إذ ارتأت رئاسة تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية ان تجري حوارا مع منيف "أحد أبرز رموز النضال القومي العربي والروائي الكبير والمثقف صاحب الموقف الجريء والحزبي السابق.. حوارا مع شاهد على عصر عربي يعيش مخاضا اليما وتحولات مفتوحة على المجهول."
    جرى اللقاء الاول مع منيف في منزله بدمشق خلال نوفمبر تشرين الثاني 2003 واداره جرار بحضور معاذ الالوسي وغانم بيبي اما اللقاءات الاخرى فأجراها جرار على فترات متباعدة بين السنة ذاتها وأوائل عام 2004 قبل وفاة منيف في 23 يناير كانون الثاني 2004. واوضح جرار أنه حاول أن تكون "علاقة عبد الرحمن منيف الحميمة مع العراق هي المنطلق من خلال اطلالته الجميلة والاستشرافية على فضاء العراق في ثلاثيته "أرض السواد" الصادرة عام 1999 "وقد غطى الحوار البدايات في عمان وبغداد والقاهرة ويوغوسلافيا. والمرحلة الانتقالية التي تناولت مؤتمر حمص عام 1962 لحزب البعث العربي الاشتراكي وخروج منيف من الحزب ثم مراحل بغداد ودمشق وبيروت. وشمل بعد ذلك العراق انطلاقا من المشروع الاصلاحي الذي عمل عليه داود باشا (الذي حكم العراق بين عام 1817 وعام 1831) مما تناولته ارض السواد.. وصولا إلى "الاستعمار الجديد." وتناول أيضا "فلسطين والعراق" و"دور المثقف العربي اليوم".
    جرار يصف منيف صاحب المنزلة الادبية والفكرية الرفيعة ودرجة دكتوراه في علوم النفط بأنه "يجمع أكثر من ارومة عربية الجذور من نجد ومن العراق" فجدته لامه عراقية ويختلط في هذه الارومة العشائري بالمديني. وقد أمضى طفولته وسنوات شبابه الاولى في عمان وغادرها سنة 1952 إلى بغداد للدراسة الجامعية. قال منيف ردا على سؤال "في اطار البيت كان الاوضح والاكمل هو الاطار البغدادي ولكن خارج البيت كان المناخ نجديا كون أهل نجد موجودين بكثافة أكثر من أهل العراق. العراقيون في عمان كانوا قلة." وكانت جدته تتردد إلى عمان حاملة "بعضا من حياة بغداد."
    وتحدث عن انتسابه إلى حزب البعث عندما كان طالبا ثانويا في عمان. ورد على سؤال لجرار بقوله إنه كان يتمتع بوعي تاريخي محدود "كنا نقرأ كثيرا. ومن جملة العوامل المحفزة لنا اننا درسنا التاريخ كقصيدة طويلة مليئة بالبطولات والاهتمام. علينا النظر إلى الامور بمقاييس تلك المرحلة." ومن بغداد في المرحلة الجامعية الثانية انتقل الى القاهرة بين 1955 و1958 ووصف تلك الفترة بأنها كانت "فترة بهية جدا وهامة في تاريخ المنطقة. القاهرة كانت قد غدت عاصمة العالم الثالث تقريبا وملتقى لكل حركات التحرر والنضال والمتغيرات الهامة."
    وسنة 1958 غادر بغداد بمنحة من الحزب الى يوغوسلافيا حيث بقي الى سنة 1961 وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد. سأله جرار عن سبب عودته إلى بيروت بعد يوغوسلافيا فرد قائلا "طبيعة عملي السياسي وعلاقاتي كان تملي علي ثلاثة اختيارات هي بغداد وبيروت والسعودية. اسرتي تحديدا كانت تلح علي بضرورة العودة إلى السعودية. وكان عدد المتعلمين قليلا في ذلك الزمن ولم يكن ثمة عمل سياسي فلم يكن الامر مغريا أو مقنعا."
    سأله جرار إذا كان خياره الاتجاه إلى كتابة الرواية (ابتداء من 1971) هو بسبب شعوره بأنه وصل إلى طريق مسدود في العمل الحزبي فأجاب منيف "كان الحزب والعمل السياسي هما نافذتي للصلة بالآخرين.. كأنه محاولة لتغيير العالم من خلال تنظيم علاقات فكرية-سياسية. هذا ولم أكن في الحزب من الاشخاص المنضبطين تماما. كنت متهما "بتخريب" شبيبة الحزب عبر اغرائهم بالقراءة والاهتمام بالمسرح والرواية واجراء مناقشات أدبية وفكرية فالكتاب الادبي جزء من الثقافة السياسية. وعندما اصطدمت بحاجز لم يعد ممكنا لي تخطيه كان لابد من ايجاد وسيلة للتواصل مع الاخرين."
    وسأله جرار هل كانت "أرض السواد" تستشرف "الرعب الاستعماري الجديد القادم إلى العراق بكل جبروته" فرد بقوله "عندي قناعة بأن هذه الموجة لا بد أن تنحسر وتنكسر. ربما كان الاحتلال الامريكي اليوم هو من أغبى الاحتلالات فهو يقوم على صورة وهمية عن الآخر بما فيه العراق." واضاف أن المرء "يتمنى لو حصل التغيير عن طريق القوى الوطنية."
    ورأى أن "امريكا تحاول أن تجد بؤرا أخرى في سوريا وايران وربما لبنان ايضا من أجل أن تشتد الحاجة إلى امريكا لمحاولة اطفاء الحرائق وتهدئة الاوضاع. يعني إذا اقتصرت على العراق تتعب... اعتقد ان امريكا يهمها اذا لم تستطع أن تصل إلى نتائج معينة في ضبط الوضع في العراق أن توسع دائرة البيكار وفضاءه حتى يمتد الحريق ما يقتضي تدخل أمريكا بشكل خاص وتدخل آخرين من أجل اعادة صياغة المنطقة وترتيبها بشكل جديد."
    ختم جرار الحوار بالعودة إلى موضوع الرواية فسأل منيف قائلا "كتابة الرواية عملية شاقة اذن.." فرد الروائي الكبير بقوله "طبيعي لولا المتعة الموجودة فيها لكان جميع الروائيين هجروها. إنها لسيت سهلة. لكنها مثل الحب. الحب تعاني منه أحيانا غير أنه يولد شعورا بالغبطة الداخلية فيه الكثير من التعويض كما أن في استجابة القارىء تعويضا."
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    عبد الرحمن منيف.. الروائي الذي خلق ذاكرة ثانية
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: اسماء وأعلام-
    انتقل الى: